حرب على كرة القدم| دوري السوبر الأوروبي يثير موجة انتقادات.. وزعماء سياسيون يهاجمون البطولة الجديدة ويدعمون التصدي لها
الفيفا: اللاعبون الذين يشاركون في السوبر الأوروبي سيحرمون من المشاركة في المنافسات المحلية والدولية ويمنعون من خوض مباريات كأس العالم
رئيس نادي بورتو: لا يمكننا المشاركة في أي شيء يتعارض مع مبادئ وقواعد الاتحاد الأوروبي»
مجموعة «سبوين كوب» المساندة ليفربول: «نشعر بأنه لم يعد بإمكاننا تقديم دعمنا للنادي الذي يفضل الجشع المالي على نزاهة لعبة كرة القدم»
الويفا يدعو محبي كرة القدم والجماهير والسياسين إلى الوقوف ضد هذا المشروع: «طغيان المصلحة الشخصية لدى البعض تجاوزت الحدود»
أعلن 12 من كبار الأندية الأوروبية رسميا عن تنظيم دوري «السوبر الأوروبي»، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة قادها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا»، وشارك فيها زعماء سياسيون عبروا عن غضبهم من خطط إنشاء البطولة الجديدة.
وتقول الأندية الـ12، إنّ مباريات الدوري الجديد «السوبر ليج» سوف تقام في منتصف الأسبوع، وإنهم سيظلون يشاركون في بطولات الدوريات المحلية الأخرى، إلا أنّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا» هدد بمنع الأندية واللاعبين من المشاركة.
زعماء سياسيون يرفضون السوبرليج
كما ندد زعماء سياسيون بالخطة بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تصريحات مصورة إن الحكومة البريطانية «ستنظر في كل ما يمكننا القيام به» لضمان عدم المضي قدمًا في الدوري الأوروبي الممتاز، كما هو مقترح حاليًا.
وأكد جونسون في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر أن خطط الدوري الأوروبي قد تكون «مدمرة للغاية» لكرة القدم. وتابع: «نحن ندعم سلطات كرة القدم في اتخاذ الإجراءات اللازمة».
ومن بين هذه الأندية التي اتفقت على البطولة الجديدة، مانشستر يونايتد وليفربول ومانشستر سيتي من إنجلترا، ويوفنتوس وأي سي ميلان وإنتر ميلان من إيطاليا، وبرشلونة وريال مدريد وأتليتيكو مدريد من إسبانيا.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة معركة للسيطرة على الرياضة وعائداتها المربحة.
ووفقا لموقع «BBC» رفضت الأندية المعنية التعليق على المشروع، الذي أثار غضب رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر سيفرين، ودفعه إلى التحرك بكل ما أوتي من قوة لوأد الفكرة في مهدها.
الفيفا يهدد
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إنه لا يعترف بهذه البطولة الجديدة. وأكد أن اللاعبين الذين يشاركون فيها سيحرمون من المشاركة في غيره من المنافسات المحلية والدولية، ويمنعون من المشاركة في مباريات كأس العالم. ودعا الاتحاد للحوار لما فيه خير اللعبة.
وكان الاتحاد الأوروبي يأمل استباق هذا المشروع بإطلاق طبعة جديدة من دوري الأبطال تضم 36 فريقا يوم الاثنين. وتضم الصيغة الجديدة مرحلة تمهيدية يلعب فيها كل فريق 10 مباريات بدلا من نسخة المجموعات المعمول بها حاليا.
وأصدر «ويفا» بيانا مشتركا مع اتحادات انجلترا وإيطاليا وإسبانيا تعبر فيه الهيئات الكروية عن اتحادها من أجل منع «هذا الانشقاق» باستعمال الوسائل القانونية والرياضية إذا تطلب الأمر.
وفي بيان منفصل، ندد الاتحاد الانجليزي بمشروع «دوري السوبر الأوروبي»، واصفا إياه بأنه ينتهك مبادئ المنافسة المفتوحة والاستحقاق الرياضي، وهما جوهر رياضة كرة القدم محليا ودوليا».
ومن جهته، قال الدوري الإنجليزي الممتاز إن المشروع «يحطم» أحلام الجماهير التي تأمل أن ترقي فرقها المفضلة للتنافس مع أفضل الفرق في العالم»، مضيفا أنه لن يسمح بإجراء منافسات «تضر بكرة القدم الانجليزي»، وأنه سيتخذ «الإجراءات القانونية» لمنعها إذا تطلب الأمر.
رفض ألماني
ويعترض الدوري الألماني على المشروع، لأن المستثمرين في الفرق الألمانية لا يحصلون على أكثر من 49 في المئة من الأسهم ويملك الجمهور أغلبية الأسهم.
كما دعا الدوري الإيطالي الممتاز بدوره إلى اجتماع طارئ لدراسة القضية.
أيضا، أدانت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم «لا ليجا» مشروع البطولة الجديدة ووصفتها بـ«الانفصالية»، وقالت في بيان صحفي إن المسابقة تهاجم مبادئ التنافسية المفتوحة والجدارة الرياضية التي تحتل أعمق جزء من نظام كرة القدم الأوروبية.
وشدد بيان رابطة الدوري الإسباني على أن «اقتراح دوري السوبر الأوروبي ليس أكثر من نهج أناني مصمم لزيادة إثراء الأغنياء وسيكون له تأثير ضار على المستقبل القريب لـ لا ليجا والأندية».
وأختتمت الرابطة بيانها مؤكدة: «سنستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا وسنعمل مع جميع الأطراف المعنية للدفاع عن نزاهة ومستقبل كرة القدم الإسبانية في مصلحة اللعبة».
وأثنى الاتحاد الأوروبي على الأندية التي لم تشارك في المشروع خاصة الفرنسية والألمانية. ويعتقد أن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ليس من بين الأندية المعنية بمشروع الانشقاق».
ودعا الاتحاد محبي كرة القدم والجماهير والسياسين إلى الوقوف ضد هذا المشروع متى أعلن عنه. وقال إن «طغيان المصلحة الشخصية لدى البعض تجاوزت الحدود».
وقال اتحاد أنصار كرة القدم، إنه يعترض على هذا المشروع، واصفا إياه بأن ما يحرك أصحابه ليس سوى الجشع».
وأضاف أن هذه المنافسة يريدها مليارديرات يملكون أندية ولا تهمهم تقاليد اللعبة، بل يعتبرونها «إقطاعيتهم الخاصة».
وكانت تقارير لصحف أوروبية قد أشارت في وقت سابق إلى أن شركة «DAZN» الأمريكية والأوكرانية تسعى إلى إنشاء بطولة «سوبرليغ» لتضم 16 فريقاً أوروبيًا، وأنها ربما تصبح منفصلة عن دوري أبطال أوروبا.
الإعلان الرسمي
لكن في وقت متأخر من مساء الأحد، أصدرت رابطة أندية دوري «السوبر الأوروبي» بيانا مشتركا، أعلنت فيه بشكل رسمي إطلاق المسابقة الأوروبية الجديدة في أقرب وقت ممكن.
ووفقا لموقع «في الجول» شرح البيان نظام البطولة الجديدة وكشف عن هوية المؤسسين الـ12، وهي الأندية التي سيحق لها التنافس بشكل مستمر ودائم في البطولة.
وجاء البيان كالآتي:
12 من أهم أندية كرة القدم في أوروبا يعلنون اليوم عن توصلهم لاتفاق لتدشين بطولة جديدة: دوري السوبر، وتنظمها الأندية المؤسسة.
ميلان، أرسنال، أتليتكو مدريد، تشيلسي، برشلونة، إنتر ميلان، يوفنتوس، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد توتنام هوتسبير، يتحدون بصفتهم أندية مؤسسة للبطولة.
سوف يتم توجيه الدعوة لثلاث أندية إضافية لتنضم إلى المسابقة قبل انطلاق الموسم الافتتاحي الذي سيبدأ في أقرب وقتٍ ممكن.
بنظرة نحو المستقبل، تأمل الأندية المؤسسة أن تحظى بمحادثات مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لبحث أفضل الحلول بشأن دوري السوبر ولمجتمع كرة القدم العالمي.
إطلاق هذا الدوري الجديد تم بعد أن تسبب الوباء العالمي في الإخلال بالوضع الاقتصادي لكرة القدم الأوروبي. فعلى مدار أعوام، استهدفت الأندية المؤسسة زيادة جودة وحدة المنافسات الأوروبية الموجودة، وبالتحديد تأسيس بطولة يمكن أن يتنافس فيها أفضل الأندية واللاعبين فيما بينهم بشكل أكثر دورية.
والوباء نبّهنا إلى الحاجة إلى رؤية استراتيجية وتركيز اقتصادي لزيادة الدخل ومساعدة هرم كرة القدم ككل. وفي الأشهر الماضية حدث حوار مكثف حول الشكل المستقبلي للمسابقات الأوروبية، والأندية المؤسسة تؤمن أن الحلول المقترحة بواسطة المنظمين لا تحل المشاكل الأساسية، وهي الحاجة إلى تنظيم مباريات أعلى في المستوى، وكذلك زيادة المداخيل الاقتصادية لعالم كرة القدم.
نظام البطولة
سيشارك 20 ناديا، 15 ناديا مؤسسا بالإضافة إلى 5 فرق أخرى تتأهل سنويا بناءً على ما حققه في الموسم السابق.
كل المباريات ستُلعَب منتصف الأسبوع، وكل الأندية ستواصل التنافس في دورياتها المحلية، ليتم المحافظة بذلك على الجدول التقليدي للمباريات.
الموسم يبدأ في أغسطس مع تقسيم الفرق إلى مجموعتين، كل مجموعة تضم 10 فرق، ويخوضون مباريات ذهاب وعودة. وأول 3 فرق في ترتيب كل مجموعة سيتأهلون تلقائيا إلى ربع النهائي.
أما الفرق التي تنهي رابعة وخامسة في مجموعتها، فستخوض ملحقا من ذهاب وإياب.
بداية من ربع النهائي ستُلعَب البطولة بخروج المغلوب حتى النهائي الذي سيُلعَب من مباراة واحدة بنهاية شهر مايو في ملعب محايد.
في أقرب وقت ممكن، وبعد انطلاق منافسات الرجال، سيتم إطلاق منافسة نسائية أيضا، حتى يتواصل تطوير وتقدم كرة القدم النسائية.
هذه المسابقة الجديدة ستضمن نموا اقتصاديا كبيرا بشكل ملحوظ، وهذا سيساعد كرة القدم الأوروبية على المدى البعيد، وسيزيد التضامن بين الأندية مع تزايد مداخيل دوري السوبر الأوروبي.
المداخيل ستكون أعلى من الحالية التي يدخلها نظام المنافسات الأوروبي المعمول به، ومن المتوقع أن تتجاوز 10 مليارات يورو في فترة التزام الأندية.
على جانب آخر، ستقام البطولة الجديدة على معايير مادية مستدامة، وستتبنى كل الأندية المؤسسة إطارا للإنفاق. ومقابل التزامهم، ستتلقى الأندية بشكل جماعي دفعة بمبلغ 3 ملايين و500 ألف يورو مكرسة خصيصا للاستثمار في البنية التحتية وتعويض خسائر جائحة كورونا.
من جانبه، قال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد والرئيس الأول لرابطة دوري السوبر الأوروبي: «سنساعد كرة القدم على كافة المستويات وحتى تأخذ مكانها الذي تستحقه في العالم. كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة التي يتابعها أكثر من 4 مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة أن نلبي رغباتهم».
غضب جماهيري
وأبدت جماهير أندية من الأندية المؤسسة لدوري السوبر الأوروبي رفضها فكرة الانضمام للبطولة الجديدة، واعتبروا المسابقة المستحدثة «حرب على كرة القدم» ومن هؤلاء جماهير ليفربول التي علقت لافتات تندد بالمسابقة المستحدثة على جدران النادي.
وأفادت مجموعة «سبوين كوب» إحدى روابط الجماهير المساندة لنادي ليفربول عبر تويتر: «سنقوم مع المجموعات الجماهيرية الأخرى بإزالة أعلامنا من مدرج The Kop الشهير».
وأضاف البيان «نشعر بأنه لم يعد بإمكاننا تقديم دعمنا للنادي الذي يفضل الجشع المالي على نزاهة لعبة كرة القدم».
بورتو البرتغالي يرفض المشاركة
من جانبه، نفى خورخي نونو بينتو رئيس نادي بورتو البرتغالي مشاركة فريقه في بطولة دوري السوبر الأوروبي، وقال في تصريحات عبر الموقع الرسمي لناديه: «كانت هناك اتصالات غير رسمية من بعض الأندية لكننا لم نعر اهتماما كبيرا لذلك».
وأشار رئيس نادي بورتو إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يسمح بدائرة مغلقة مثل الدوري الأمريكي للمحترفين، موضحا أن الاتحاد البرتغالي جزء من يويفا ويعارض ذلك أيضا. وقال: «لا يمكننا المشاركة في أي شيء يتعارض مع مبادئ وقواعد الاتحاد الأوروبي».
كذلك، أعلن نادي بروسيا دورتموند رفضه المشاركة في دوري السوبر الأوروبي المزمع إقامته بين كبار أندية أوروبا، كما أوضح رفض نادي بايرن ميونيخ أيضا للفكرة.
وأفاد هانز يواكيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لدورتموند في بيان بأن ناديه يرفض المشاركة في دوري السوبر الأوروبي.
وأكد التزام النادي الألماني بالمشاركة في البطولات تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
كما أوضح البيان أن نادي بايرن ميونيخ يشارك دورتموند الرأي نفسه بشأن عدم المشاركة في البطولة.
لن نسمح لهم بأخذها منا
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين، ردًا على فكرة الدوري الأوروبي الممتاز، إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمنح 90٪ من عائدات اللعبة – لمؤسسات الأطفال، وبطولات السيدات والشباب، لافتا إلى أن مشروع البطولة الجديدة يتعلق فقط بالمال للعشرات، في حين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتعلق بكرة القدم. واستطرد: الوحدة غير موجودة ، فقط جيوبهم.
وتابع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: أود أن أشكر بطولات الدوري والأندية باستثناء 12. أود أن أشكر بوريس جونسون والرئيس ماكرون الذين يحترمون القيم الأوروبية. هذه الفكرة بصق في وجه جميع عشاق كرة القدم. لن نسمح لهم بأخذها بعيدا عنا .