مقعد خال على “مائدة رمضان”| المدون القرآني رضا عبدالرحمن في رسالة لأسرته: إزاي هنصوم ونفطر والأحبة عن بعضهم بعيد؟
رضا من محبسه: مين يشتري لشمس فانوس ومين هيجيب لبس العيد؟ بكرة لما أروح هتفرح وتغني ونسمع أحلى الزغاريد
كتب- محمود هاشم:
نشرت سهام، زوجة المدون القرآني رضا عبدالرحمن، رسالة من محبسه، موجهة إلى أسرته، بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي ينتظر قدومه من داخل زنزانته، بعيدا عنهم، تاركا مقعده خاليا قسرا على مائدة الإفطار.
وقال رضا في رسالته، المكتوبة بتاريخ الثالث من أبريل الحالي، وتلقتها أسرته مؤخرا: “رمضان على الأبواب بس أنا ليه مش فرحان وسعيد، وإزاي هنصوم ونفطر والأحبة عن بعضهم بعيد، نفسي أشوفهم وأطمن عليهم حتى لو من بعيد لبعيد، ده البعد عنهم زاد وكل يوم العداد عمال يزيد”.
وأضاف: “زوجتي وبناتي ساكنين في قلبي، وحبهم مش محتاج تأكيد، أهلي وعائلتي هم حياتي، وألمي عليهم يزيد، مين يشتري لشمس فانوس، ومين هيجيب لبس العيد، دايما بتبلس على ذوقي، وتقول لي ذوقك يا بابا شيء فريد”.
وتابع: “نفسي أهزر وألعب معاها، ونتمشى وإحنا إيد في إيد، وأشرح لها دروسها، تفهم بكل هدوء دون تعقيد، وتقول لي وصلني لسريري، وأقعد جنبها وأبقى سعيد، تعبوا معايا كتير عروض وجلسات، نتقابل بدون مواعيد، بيكون عندنا أمل كل جلسة، بس القرار بيكون تجديد”.
يمني رضا نفسه بصدور قرار الإفراج عنه في وقت قريب، ليعود مجددا إلى أحضان ابنته وزوجته وأحبابه: “بكرة لما أروح شمس هتفرح وتغني أحلى الأناشيد، والبيت يتملي بأهلنا من تاني، ونسمع أحلى الزغاريد، ده ربنا وحده هو العدل، وما ربك بظلام للعبيد”.
يذكر أن عبد الرحمن تكرر احتجازه بدون توجيه أي تهم إليه عدة مرات بسبب تعبيره عن أفكاره على مدونته، وبعد آخر احتجاز له عام 2016 أمرته أجهزة الأمن بوقف نشاطه تمامًا وقطع اتصالاته مع أحمد صبحي منصور، وأضافت المصادر أنه بالفعل أغلق مدونته وتوقف تمامًا عن أي نشاط وقطع اتصالاته مع منصور منذ ذلك الوقت.
وكانت شقيقة رضا عبد الرحمن، قد كشفت ظروف القبض عليه في مقطع فيديو، قائلة: “في 22 أغسطس الماضي، تم القبض على رضا و5 من أعمامي وأقربائي من عائلة الدكتور أحمد صبحي – الأستاذ السابق بجامعة الأزهر، وتم التحقيق معهم من ضابط أمن دولة في مركز شرطة كفر صقر، وسألوهم عن علاقتهم بصبحي، فأوضحوا أنه أحد أقربائهم، لاحقا تم الإفراج عن المقبوض عليهم ما عدا شقيقي، مطالبة بالإفراج عنه”.
وأضافت: “سألنا عن رضا في المركز والنيابة وتوجهنا إلى جميع الأماكن، وكل ما استطعنا معرفته بعد 47 يوما من الواقعة، أنه تم عرضه على النيابة بتاريخ 6 أكتوبر الماضي دون استدعاء محام أو أي من أسرته لحضور التحقيق معه، وفي أول زيارة من زوجته له أخبرها بأنه قضى جزءا من فترة حبسه في كفر صقر وجزء آخر في الزقازيق”.
وتابعت: “رضا يتلقى أوراق تجديد حبسه من المحامي العام في فاقوس، للتوقيع عليها وهو داخل محبسه”، وواصلت: “نحن نطالب الحرية لعبدالرحمن، ووقف الاضطهاد المستمر لعائلة الدكتور أحمد صبحي منصور، لأنهم لم يرتكبوا أي جريمة، لا يصح أن يؤخذ مواطن كرهينة للحصول منه على معلومات لا يعلم عنها شيئا”.
واستكملت: “رضا ليست له علاقة بالسياسة، وكل مشكلته أنه أحد أقرباء الدكتور أحمد صبحي منصور، لديه ما يدينه في أي واقعة تدينه بتهمة الإرهاب، فهو محسوب على القرآنيين، وهو معروف للجميع بمدونته الحرية والعدل والسلامة، فهو إنسان متصالح مع نفسه وغير متشدد، الدستور والقانون المصري يكفلان حرية الفكر والعقيدة لجميع المواطنين، والرئيس عبدالفتاح السيسي ذاته طالب بتجديد الخطاب الديني، وتقبل الآخر”.
وأدانت المبادرة المصرية ملاحقة المنتمين إلى أفكار دينية مختلفة عن الأفكار السائدة في المجتمع أو تتبناها الدولة وتدعو إلى ضمان حرية العقيدة وحرية التعبير كحقوق يكفلها الدستور، داعية إلى وقف محاكمات “ازدراء الأديان” والتوقف عن ملاحقة أصحاب طيف واسع من الأفكار والمعتقدات بدءًا من المذاهب الإسلامية المختلفة عن المذهب السني، مثل: المذهب الشيعي أو القرآني أو الأحمدي أو أصحاب الآراء النقدية للتراث الديني، وصولًا إلى ملاحقة أصحاب الأفكار الإلحادية أو اللادينية، وهي المحاكمات التي لم تتباطأ وتيرتها في أي وقت وتستمر حتى الآن حيث قضت محكمة جنح مشتول السوق بالشرقية في يونيو الماضي بالحبس لمدة عام على شابين بتهمة ترويج الأفكار الشيعية وفقًا لأحكام المادة نفسها.