الناشطة النسوية أسماء دعبيس تكتب عن زوجها محمد حمدون: أما آن للقيد أن ينكسر.. أما آن للنبيل أن يتحرر
مضت الأيام تباعاً، كل موعد للتجديد يحمل معه أملًا بالفرج، مضت الأيام متلاحقة وتبعتها الشهور حتى اقترب حبس المحامى محمد حمدون، المحبوس على ذمة القضية رقم ١٣٣٨ المعروفة إعلاميا بأحداث سبتمبر من عام ونصف.
آخر لقاء بيننا كان أثناء مرافعة زوجي عني أمام نيابة أمن الدولة على نفس القضية بعد إخلاء سبيله منها، لم أجد في هذا الوجه إلا طلب العدالة لزوجته وللمتهمين الآخرين على نفس القضية، لم يحرق المركب ويقول “زوجتي فقط” لم يتوان في الدفاع عني وعن كل المحتجزين.
تجديدات النيابة كانت بمثابة أمل لي كنت أراه في هذه اللحظات مرتين، مرة أثناء مرافعته عني ومرة في موعد زيارتي الذي كان يأتي لي فيه دائما حاملاً معه كل رايات الأمل.
لم أنس يوم آخر تجديد حبس لي، كنت أبحث عنه هنا وهناك فلم أجده، تفاجآت بإخبار المحامين لي أنه تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى في قضية جديدة تحمل رقم ١٥٣٠ حصر أمن دولة لسنة ٢٠١٩ بنفس الاتهامات، فكانت أول خطوة لي خارج أسوار السجن زيارة زوجى في السجن.
أتأمله، أتأمل ذلك القلب الذي يفيض بالإنسانية والمبادئ والرغبة في إظهار الحق بمهنته النبيلة.. ومع كل ذلك انقطعت الرؤية والتواصل بيننا بسبب أزمة كورونا لثلاث أشهر، لا أعلم عنه شيئا ولا أسمع عنه أي أخبار وتجدد الأمل بفتح الزيارة لرؤيته مرة واحدة شهريا خلف الأسلاك.
أقول دائما في رحلتي لزيارته الأسبوعية، أما آن للقيد أن ينكسر، أما آن لهذا النبيل أن تطأ قدماه أرض الحرية، يرى السماء ويمشي على الأرض.
أتمنى من قلبي أن تُنزع عنه الأغلال ويكون حرا طليقا، ينعم بحريته.