سنة أولى درب.. نجاد البرعي يكتب: عام علي الدرب
مر عام علي تلك التجربه الصحفية الفريدة . لم يكن “درب”الموقع الأول الذي يرأس تحريره الصديق خالد البلشي ويتم حجبه؛ ولكنه -وأرجو أن لا أكون مخطئا -كان في الترتيب الثاني من حيث سرعة حجبه؛ بعد كاتب الذي تم حجبه خلال 8 ساعات، لكن يبقى أن درب– وهذا هو الأهم – الموقع الذي تحدي الحجب وظل راسخا ثابتا يودئ دوره وينقل للناس الأخبار والمعلومات والآراء الطازجه وليست الأخبار والأراء المعلبه المنتهيه الصلاحيه التي تصيب من يتلقاها بالتسمم الفكري .
ظل قارئ “درب” يتلقي عبر وسائط متعدده رسالته الصحفيه وأصبح مع الأيام نافذه علي الحقيقه ومتنفس لكل صاحب رأي ورؤيه .
دفع خالد البلشي ثمنا باهظ لإصراره علي أداء دوره في معركه الدفاع عن حريه التعبير واستقلال الاعلام والحق في تداول المعلومات . تم القبض عليه مع نقيب الصحفيين والامين العام وكان يشغل وقتها رئيس لجنه الحريات بالنقابة، لأنهم رفضوا اقتحام النقابه للقبض على أحد اعضائها؛ ثم دخل في دوامه محاوله إجباره علي اعتزال المهنه التي وهب لها حياته بإغلاق أي موقع يترأس تحريره او يشارك فيه ؛ واخيرا بالقبض علي شقيقه.
كان موقع “درب” هو “الدرب” الذي سار فيه خالد البلشي ليصل إلى مبتغاه . لم يعد وفقط يرأس تحرير هذا الموقع الفريد ولكنه أيضا أصبح هو وسيله الاتصال بين الموقع المحجوب في مصر وجمهوره المتعطش إلى المعرفة، عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي “facebook ».
أصبح القارئ المصري قادرًا علي ان يقرأ ما يتم نشره علي موقع درب وأن يعلق عليه ويتفاعل معه . القراء خارج مصر من السهوله عليهم الدخول الي الموقع مباشره ؛ أما المصريون فهم من حُكم عليهم بان يتوسلوا بطرق متعدده للدخول علي ما يرونه مناسب لهم من المواقع الاخباريه .
المئات من أسر المحبوسين احتياطيا لم يجدوا مكان يتكلم عن ذويهم المغيبين خلف الأبواب المغلقه إلا “درب ” ؛ ولم يجدوا موقعا يصرخون من خلاله طلبا للعداله إلا “درب”. المئات من المثقفين الذين حُجبت اراؤهم فلم يعودوا قادرين علي نشرها في الصحف والمواقع” الحكوميه او شبه الحكوميه” لم يجدوا سوي “درب” ينشر لهم اراؤهم سواء مباشره أو عبر نقل تدويناتهم التي ينشرونها علي صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه.
وهكذا استمر “درب” يلعب دور جهاز التنفس الصناعي لمجتمع أراد البعض قتله خنقا فقدم له هذا الموقع “بعض” من الاكسجين الذي يبقيه علي قيد الحياه . وهكذا يمضي موقع “درب” علي الطريق المليئ بالأشواك يحمل “صليب الحقيقه” علي كتفه ؛ يتقافز من حوله الغلمان يقذفونه بالحجارة؛ وهو يبتسم إشفاقا عليهم ولسان حاله يقول” اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون” .
كل عام و”درب” سائر علي الدرب ونحن معه وخلفه إلى حيث شمس الحقيقه. كل عام وكل القائمين علي هذا الموقع الجسور بخير .