#نريد_وطن| ناصرية العراق.. روح الغضب تعود من جديد.. ومتظاهرو بغداد: الناصرية.. حلوة وقوية
كتبت – ريهام الحكيم
بعد أسبوع دامي عاشته مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، ارتفعت حصيلة الصدامات بين المحتجين والقوات الأمنية إلى 8 شهداء وأكثر من 100 جريح، انتهت بإستقالة محافظ ذي قار وتعيين رئيس جهاز الأمن الوطني محافظاً.
وتأتي تلك التظاهرات بعد ثلاث أسابيع من حراك احتجاجي نفّذه ناشطو المدينة على إثر اعتقال القوات الأمنية عددً منهم، إضافة إلى اعتداء واختطاف جماعات مسلحة لعدد آخر.
شهدت محافظة ذي قار وعاصمتها الناصرية الأسبوع الماضي تظاهرات غير مسبوقة، طالبت بإقالة الحكومة المحلية وعلى رأسها محافظ ذي قار ناظم الوائلي – المتهم بالتنسيق مع زعماء التيار الصدري – ومحاسبة القتلة وإطلاق المختطفين من أبناء المحافظة والاهتمام بواقع المحافظة المتردي، مما أدى إلى اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين – اُستخدم فيها الرصاص الحي بحسب وسائل اعلام عراقية – انتهت بسقوط ثمانية شهداء وأكثر من 100 جريح.
وتجمع العشرات أمام مكتب المحافظ، فيما قاموا بإحراق الإطارات وقطع عدد من الطرق الرئيسة، وأضرم المحتجون النار في مبنى ديوان المحافظة، رافعين شعارات تطالب بإقالة المحافظ مع نائبيه، إضافة إلى شعارات أخرى تطالب بمحاسبة قتلة المحتجين والعمل على إطلاق المختطفين، ومن بينهم الناشط في حراك تشرين سجاد العراقي الذي اختطفته مجموعة مسلحة مجهولة في سبتمبر 2020 وعلي الجاسم وآخرين.
ركزت مطالب المحتجين خلال التظاهرات على مطلب إقالة المحافظ، لأسباب عدة أشاروا إلى أن أبرزها “إخفاقه في حمايتهم” من تكرار عمليات الملاحقة والاستهداف.
وقرب مكتب الحكومة المحلية بمدينة الناصرية، وقعت صدمات بين قوات مكافحة الشغب، استخدم فيها القنابل الغازية والرصاص الحي لتفريق المحتجين، بحسب شبكة أخبار الناصرية المحلية.
التيار الصدري أيضا كان في صدارة الانتقادات، حيث اتهمه بعض النشطاء في وسائل الإعلام بالتدخل في قرارات السلطة التنفيذية لتنفيذ مصالح خاصة.
بعد أنباء عن إستقالة المحافظ ناظم الوائلي ، كَلف القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، رئيس جهاز الأمن الوطني والقائد السابق في الجيش العراقي عبد الغني الأسدي لإدارة شئون المحافظة
كما أمر الكاظمي بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في أحداث الناصرية برئاسة الفريق باسم الطائي.
تدوير الوجوه القديمة
رفض المتظاهرين قرار تعيين الأسدي، الذي بدوره وجه أوامره بسحب عناصر قوات مكافحة الشغب من شوارع المدينة واستبدلها بقوات من الجيش لمنع الصدمات مع المتظاهرين. تحدث المحافظ الجديد عن وجود خللً في الرؤية والأداء من قِبل بعض الأجهزة الأمنية، كما تعهد بتجاوز كل الأخطاء السابقة.
كان الأسدي قد تولى رئاسة لجنة تقصي الحقائق، عقب اقتحام القوات الامنية لساحة الحبوبي – الناصرية /ذي قار – في وقت سابق وقاموا بحرق خيم المتظاهرين. الأسدي هاجم المتظاهرين في تلك الواقعة وصرح بضرورة أخذ الثأر منهم لتعديهم على القوات الأمنية وهو ما اعتبره عدد من نشطاء الحراك لغة لا تليق برجل دولة مثل الأسدي.
تهدئة بعد الإنسحاب
عمدت شخصيات وطنية وعشائرية للتدخل لتهدئة الأوضاع في المحافظة المشتعلة، اجتمع عدد من النشطاء السياسيين مع شيوخ وعشائر المحافظة، انتهت بإعلان الهدنة وانسحاب المتظاهرين من أمام مبنى المحافظة، معلنيين مُهلة ثلاثة أيام للجهات الحكومة للإستجابة للمطالب.
انسحبت قوات مكافحة الشغب من خطوط التماس، بعد انتشار الجيش العراقي في محيط مبنى المحافظة وأمام جسر النصر ومواقع احتجاجية أخرى.
حدد المحتجون مطالبهم التي انحصرت في محاكمة ومحاسبة قتلة المتظاهرين والإستجابة لمطالب انتفاضة تشرين 2019 والكشف عن مصيير النشطاء المختطفين ، على رأسهم الناشط سجاد العراقي وآخرين.
تصعيد الاحتجاج في محافظات الجنوب
في محافظة الديوانية جنوب العراق، أضرم محتجون النار في مبنى المحافظة، مطالبين بإقالة الحكومة المحلية واتهم المتظاهرون الحكومة المحلية بالفساد وسوء الإدراة. الديوانية هى ثالث محافظة تطالب بالتطهير المؤسسي المحلي بعد محافظتي ذي قار وواسط.
في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، خرجت تظاهرات تطالب بإقالة المحافظ والحكومة المحلية، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، وإخلاء سبيل المحتجزين والمعتقلين، مؤكدين دعمهم لمطالب الثوار في الناصرية.
أما في بغداد العاصمة، فحملت تظاهرات الشباب شعارات مُنددة بحملة القمع ضد متظاهري الناصرية، وبهتافات “الناصرية.. الناصرية حلوة وقوية” جاب المتظاهرون شوارع بغداد حتى تم تفريق التظاهرات من قبل قوات الشغب، واستخدام القنابل الصوتية لتفريقهم مما تسبب في عدد من الإصابات.
وفي طريق الاسكندرية الواقع بين محافظتي بابل وبغداد، قطع عدد من المحتجين الطريق العام احتجاجاً على تردي الخدمات العامة واستخدام ملف الخدمات في المحافظة كنوع من الرشوة الانتخابية.
الناصرية تختار قادتها
في الناصرية والتي اشعلت شرارة الاحتجاج فيها، اجتمع عدد من النشطاء السياسيين وعدد من شيوخ العشائر في ذي قار في منزل الشيخ حسين آل خيون، للإتفاق على تسمية 13 مرشحاً لتسلم منصب محافظة ذي قار، ممن تنسجم مواصفاتهم مع مطالب ثورة تشرين والشروط التي وضعها المحتجون وهى: الإستقلالية والحياد التام وعدم التورط في الفساد.
انتهت الجلسة المنعقدة على الإتفاق على اقتراح قائمة بالأسماء المرشحة تعرض على أهالي الشهداء لإختيار خمسة مرشحين لتولي ادارة الحكومة المحلية للمحافظة، ترسل الأسماء التي يختارها أهالي الشهداء إلى السلطة المركزية في بغداد.
الهدنة التي قررها المتظاهرون، وُصفت بإستراحة المحارب حتى الإستجابة من قبل الجهات الحكومية.