خالد حمزة يكتب: أن تشتري.. حمارًا
فى القصة.. أن رجلا اشترى لأول مرة في حياته حمارًا، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته. وصار الرجل يدلل الحمار ويريه مساكن أهله وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الدروب والطرق ولا يتوه حين يرجع للبيت وحده.
وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل، فحزن الحمار ولم يقبل النزول .
لقد أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه. توسل اليه صاحبنا مرات عديدة، حاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، أبدا لم يقبل الحمار النزول .
لكن الحمار دق رجله بين بلاط السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه، البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار.
نزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل، وخلال دقائق انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار.
وقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه؛ وقال: والله الغلطة مش عليك الغلطة عليا أنا اللي طلعتك للسطح.
من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي! لأنهم وببساطة لن يعترفوا أبدا أنهم مجرد حمير، وسيحاولون بكل السبل أن يثبتوا العكس؛ والذين يجب لومهم ليس هم بالتأكيد، بل الذين أوصلوهم لمكان لايليق بهم أو بمن يتحكمون فيه.
وللساخر الأيرلندى الراحل برنارد شو قصة مشابهة؛ ولكن عن من وصل من الإنتهازيين والأفاقين للكرسى ناهيك عن الحمير.
ففي إحدى الحفلات جلست إمرأة فاتنة على مائدة بجواره، فهمس في أذنها قائلآ: هل تقبلين سيدتي أن تقضي معي ليلة مقابل مليون دولار؟
ابتسمت المرأة وردت في استحياء طبعا بكل سرور.
عاد وسألها مرة ثانية بعدما اقتنع برضاها: وهل من الممكن أن نخفض المبلغ إلى عشردولارات؟
فغضبت المرأة وصرخت في وجهه: من تظنني أكون يا هذا؟
فقال لها بهدوء: سيدتي لقدعرفت من تكونين، لكننا فقط اختلفنا في قيمة الأجر!
برنارد شو ذكر هذه القصة الساخرة في مذاكرته، مشبها إياها بما يحصل حين تتغير المواقف عند الانتهازيين؛ بناء على من يدفع أكثر. فإذا انخفض أجرهم انقلبوا إلى المعارضة؛ وحدثوك عن المبادئ والشرف والأمانة !