صابرين.. قصة طبيبة ساهم أهالي قريتها في تعليمها وعالجتهم بالمجان وماتت وسط المرضى.. وزميلها: أسرتها فقيرة وشكوك حول رحيلها بكورونا
عروس الجنة بنصر النوبة أول فتاة تدخل الطب بقرية بلانة.. وطبيب: صابرين أعطت الأمل للفتيات وعالجت قريتها دون مقابل
كتب- عبد الرحمن بدر
خرج أهالي قرية بلانة بأسوان لتشييع الطبيبة الشابة صابرين عادل أول فتاة بالقرية تدخل كلية الطب، كانوا يزرفون الدموع وهم يودعون ابنة قريتهم وكأنهم سيدفنون معها جزءا من ذكرياتهم، لكل منهم نصيب فيها فلقد ساعدها الجميع لتمل تعليمها وتتفوق وردت هي الجميل بأن جعلت علاجهم مجانًا حين تخرجت من طب عين شمس، وفي مشهد أخير ودعت القرية ابنتها النجيبة وأملها الذي احتضنه الموت.
يقول أحد زملاء الطبيب- فضل عدم ذكر اسمه، إن “صابرين فتاة نوبية تفوقت على كل قريناتها وأصبحت أول فتاة بالقرية تدخل كلية الطب، وكانت تعمل مدرس مساعد أمراض الكبد وتستعد لمناقشة الدكتوراه”.
وأضاف الطبيب الذي يعمل بمستشفيات وزارة الصحة لـ”درب”: “كل القرية ساهمت في تعليمها، كانت قصة كفاح أعطت أمل لبقية البنات في القرية، وهو الأمر الذي جعلها تحرص على أن ترد الجميل لأهلها وخدمة كل من يحتاج لعلاج حين تنزل للقرية أو حين يأتي أي منهم للعلاج بالقاهرة”.
وتابع: “عندنا مشكلة الآن في إثبات سبب الوفاة وأنها كانت وفاة عمل، لأنها رحلت بعد يومين من تعبها المفاجئ، وأن هناك شكوك في إصابتها بكورونا، ولم يتم عمل أشعة أو مسحة لها، ونريد ألا يضيع حقها، خاصة وأن أسرتها فقيرة وهي التي كانت تساعد في الإنفاق على أسرتها.
وقال زميل صابرين إن هناك قلة في عدد المسحات التي يتم عملها للفريق الطبي، مما يصعب أحيانًا إثبات سبب الوفاة لبعض أعضاء الفريق الطبي الراحلين بكورونا.
وأكد أن الأطباء يهاجرون لقلة الإمكانيات، وضعف المقابل المادي، مطالبًا بتحسين المنظومة الصحية، وحل مشاكل الفريق الطبي.
بدورها تقول الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة: “رحم الله د.صابرين بواسع رحمته، بنت القرية النوبية البسيطة من عمق صعيد مصر التي تفوقت فدخلت الطب، ثم تفوقت في الطب وأصبحت مدرس مساعد جهاز هضمي في طب الدمرداش”.
وتابعت: “اشتكت من إسهال وإجهاد لمده يوم أو يومين ولم تهتم للأسف بعمل مسحة، وبعد يوم اشتكت فجأة بضيق في التنفس تطور سريعا لما شخص بجلطة في الشريان الرئوي، حاول زملاؤها إنقاذها ولم يستطيعوا”.
وأضات منى: “طبعا الاشتباء في الإصابة بالفيروس القاتل قائم ولكن لا يوجد دليل واضح، لمثل هذه الحالات أقرت CDC عمل المسحة وتحليل PCR بعد الوفاة للتشخيص الدقيق”.
واختتمت منى مينا:”أرجو زملائي الأطباء لا تتخلوا عن عمل المسحات مبكرا لزملائكم للتشخيص الدقيق لزملائكم والعلاج المبكر، وحتى لو سبقنا الموت ..لا تتخلوا عن عمل المسحة بعد الوفاة”.
يذكر أن تقديم إثبات الوفاة بكورونا للأطباء شرط الحصول على معاش إصابة عمل لأسرة المتوفي، وطالبت نقابة الأطباء في وقت سبق بإقرار معاش طبيب لأسر أعضائها الراحلين بالفيروس القاتل.
وبحسب الأقام التي أعلنتها النقابة بلغ عدد الأطباء الراحلين بالفيروس لـ368 طبيبًا حتى الآن، بالإضافة لإصابة آلاف الأطباء بكورونا.
وفي آخ حصيلة رمسية أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن خروج 400 متعاف من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 133098 حالة.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 573 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 52 حالة جديدة.
وقال مجاهد إنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الثلاثاء، هو 170780 حالة من ضمنهم 133098 حالة تم شفاؤها، و 9751 حالة وفاة.