كارم يحيى يكتب: تحية للرئيس المنصف المرزوقي
اليوم على نحو خاص ومع ماجرى في واشنطن/ ترامب
اتذكر أياما عشتها كصحفي في تونس قبل نهاية 2014
حين اعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات
فوز رئيس نداء تونس ” الباجي قايد السبسي”
على الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي في أول انتخابات
للرئاسة بعد وضع دستور يناير 2014..
بدت البلاد على سطح صفيح ساخن
انصار المرزوقي ـ وكانت قيادة النهضة قد امتنعت عن تأييده ورتبت أمورها على تحالف وشيك مع نداء تونس ـ خرجوا في مظاهرات الى مقره الانتخابي تندد بالنتيجة وبفوز الثورة المضادة وتذكر بدماء الشهداء وبالثورة .. والمناطق في الداخل والجنوب ساخطه تغلي نتيجة تصريح للسبسي في قناة فرنسا 24 اعتبروه اهانه لهم وتحقيرا ..وكان لغالبية الإعلام دورا لافتا ضد المرزوقي ومع الانحياز السافر ” للسبسي” وزير الداخلية السابق في عهد بورقيبة والمتهم بالتعذيب والقمع .. وحتى رجل الأعمال المصري ” نجيب ساويرس” ظهر في تونس قبل جولة الاعادة والتقي بالمرشح السبسي وسانده وحزبه .. وشكت حملة المرزوقي ـ الحقوقي السابق والمعارض لدكتاتورية بن على ـ من استخدام المال السياسي الفاسد ومن تجاوزات أخرى..
ولكن ماهي الا ايام معدودة وخرج الرئيس المرزوقي،
واعلن قبوله بالهزيمة وتهنئته السبسي، ولم يطعن على نتائج الانتخابات. وقام بتسليم السلطة ونقلها بسلام وسلاسه معولا على أن البلاد اصبح فيها دستور ديمقراطي وتبني مؤسساتها.
وقد يرى تونسيون اخطاءا للمرزوقي فهو غير محصن من النقد كغيره، لكن علينا ان نتذكر للرجل هذه اللحظة المهمة الفارقة في بلد ينتقل الي الديمقراطية بصعوبة ومازال يحبو باتجاهها وفي منطقة يسعى حكامها ورجال اعمالها والعديد من نخبها لوأد أي فرصة للحريات والديمقراطية وحقوق المواطن.
….
ولقد كتبت عن هذه الايام بالوان شتى من الكتابة الصحفية بما في ذلك محاورة الصديق المؤرخ الدكتور عدنان منصر رئيس حملة المرزوقي الانتخابية ورئيس ديوان الرئاسة ..وللتذكرة استعيد هنا هذا الحوار الذي نشره “الأهرام” في موقعه الالكتروني بالانجليزية ولم ير النور باللغة العربية، وعنوان الحوار ” المرزوقي لن يسعي لقيادة المعارضة التونسية”.. تحية للمنصف المرزوقي ولتجربة عربية لانتقال سلس للسلطة