شخصيات العام.. رسائل حب: الشهيد اللواء ياسر عصر.. ضابط شرطة ضحى بنفسه لينقذ المواطنين (بروفايل)
كتب عبد الرحمن بدر
ضرب الشهيد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات السابق، مثالًا يحتذى به في الالتزام والتضحية والفداء لخدمة المواطنين، وقدم نموذجًا مضيئًا لما يجب أن يكون عليه ضابط الشرطة، بعدما استشهد في سبيل تقديم واجبه.
لذلك اخترنا تكريم اسمه بعدما فاضت روحه إثر سقوطه داخل هواية بمحطة مترو مسرة في شبرا اندلع فيها حريقًا، وفور وصول رجال الحماية المدنية لموقع الحريق للسيطرة عليه، حاول المساندة حتى أصيب ورحل بمستشفى الشرطة بالعجوزة.
وأثناء الإعداد لهذا التقرير أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، القرار رقم 709 لسنة 2020 بترقية اسم الشهيد اللواء ياسر حسن عبد الحميد عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات (سابق)، استثنائيا إلى رتبة اللواء بدرجة مساعد وزير الداخلية اعتبارا من 16- 11 – 2020.
يذكر أن اللواء ياسر عصر من مواليد قرية مشتهر في مركز طوخ بالقليوبية، وتخرج من كلية الشرطة عام 1989، وترقى إلى رئاسة قسم شرطة ضواحي السكة الحديد بمحطة مصر عام 2016.
ولم تكن الواقعة التي استشهد فيها هي الأولى ففي يناير 2016، نشب حريق هائل في القطار 1551 (القاهرة – طنطا)، وبالتزامن مع طلب الدعم، شرع بنفسه في إخلاء الركاب من القطار، وأمسك بطفاية حريق ثم تعامل مباشرة مع مصدر النيران ليمنع امتدادها إلى باقي عربات القطار حتى تمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق كاملًا.
وأشادت مواقع التواصل ببطولته، مؤكدين أن هذه الصورة هي التي يجب أن يكون عليها ضابط الشرطة في خدمة مجتمعه والمبادرة بالمساعدة والتضحية.
وقبل الواقعة التي رحل بسببها استدعته وزارة الداخلية لتكريمه على شجاعته في واقعة أخرى قدم فيها نموذجًا فريدًا في التفاني بالعمل، وبعد حفل تكريمه قال الضابط إنه لم يفعل شيئا وإنما قام بواجبه فقط، ضاربا أروع الأمثلة في إنكار الذات والتضحية والتفاني في أداء رسالته.
وفي تصريحات سابقة قالت أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر، إن آخر مكالمة بينهما كانت قبل واقعة استشهاده بساعة، وأبلغها خلالها أنه لا يعرف ما إذا كان سيعود إلى البيت أم لا.
وأضافت أنها فوجئت فى نفس اليوم بابنها يغادر المنزل مسرعًا فلما سألته عن وجهته قال إن أباه فى المستشفى، وبعد ذلك أبلغها أحد إخوته بأنه تعرض لحادث أثاء عودته إلى المنزل وطلب منها التوجه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، مشيرًة إلى أنها علمت باستشهاده لدى وصولها هناك.
وأكدت أنه لم يعتد على الجلوس فى مكتبه، بل كان يتوجه إلى الأماكن التى يباشر فيها مهامه بنفسه.
وفي جنازة شعبية مهيبة ودع أهالي بلدته جثمانه بالدموع والدعوات بالرحمة، ولأن السيرة أطول من العمر، ولأن من يضحون بأرواحهم من أجل الآخرين يعيشون طويلا في ذاكرة الأمم ووجدان الشعوب، سيبقى عصر مثالا يحتذى في التضحية والتفاني في العمل.