اجتماع طاريء للحكومة البريطانية بعد تعليق الرحلات إليها بسبب “سلالة كورونا الخارجة عن السيطرة”.. وإيطاليا تتهمها بالتكتم منذ سبتمبر
يترأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الإثنين، اجتماع أزمة بشأن إمدادات المملكة المتحدة بعد قرار العديد من الدول بما فيها فرنسا، تعليق الرحلات بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي قالت لندن إنها “خارجة عن السيطرة”.
وأشار ناطق باسم الحكومة البريطانية مساء الأحد إلى أن جونسون “سيترأس اجتماعا للجنة حالات الطوارئ المدنية لمناقشة الوضع المتعلق بالتنقلات الدولية وخصوصا التدفق المنتظم للشحن من المملكة المتحدة وإليها”، كما ستعقد “اجتماعات أخرى ليلا وصباح الإثنين لضمان وضع خطط متينة”
وعلى غرار عدد من الدول الأوروبية، قررت فرنسا الجارة المباشرة للمملكة المتحدة الأحد تعليق جميع الرحلات من الأراضي البريطانية لمدة 48 ساعة، بعد ظهور هذا النوع من الفيروس الذي يعتبر أكثر قدرة على العدوى بنسبة 70%، وجاء هذا القرار بعد إجراءات مماثلة اتخذتها بلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وإيرلندا وتعكس حجم القلق في أوروبا.
وسيغلق ميناء دوفر (جنوب شرق) المرفأ البريطاني الرئيسي على بحر المانش حركة المرور الصادرة “حتى إشعار آخر”، ويفيد اتحاد النقل البري البريطاني أن نحو عشرة آلاف آلية شحن تمر يوميا عبر هذا المرفأ.
وجاء هذا الإغلاق في وقت سيء خصوصا لأن الموانئ البريطانية تشهد حاليا حركة مرور كبيرة تتسبب في بعض الأحيان في حدوث تأخير واختناقات مرورية على الطرق المؤدية إليها، مع قيام العديد من الشركات بالتخزين استعدادا لخروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة مساء 31 كانون الأول/ديسمبر.
وقبل عشرة أيام من هذا الموعد النهائي لم تنجح مفاوضات التجارة بين لندن والمفوضية الأوروبية في التوصل إلى اتفاق. وفي حال فشلها، يثير فرض حصص ورسوم جمركية مخاوف كبيرة من فوضى في إمدادات البلاد.
وأوضح وزير النقل البريطاني غرانت شابس في تغريدة على تويتر: “نتوقع اضطرابات كبيرة في المنطقة”، مؤكدا أنه يعمل على اتخاذ “إجراءات طارئة” لتقليل تأثير ذلك.
ودفعت السلالة الجديدة من كورونا الحكومة البريطانية إلى إعادة فرض قيود على 16 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنكلترا بسرعة الأحد. وقال وزير الصحة مات هانكوك للتلفزيون البريطاني، إن الفيروس “خارج عن السيطرة” في المملكة المتحدة حيث تسبب بزيادة الإصابات ودخول المستشفيات.
وتابع: “سيكون من الصعب للغاية إبقائها تحت السيطرة حتى يتم تعميم لقاح”، ملمحا إلى أن القيود قد تستمر “شهرين” على الأقل، وبريطانيا وهي واحدة من أكثر الدول تضررا في أوروبا إذ أودى وباء كوفيد-19 فيها بحياة أكثر من 67 ألف شخص، بينما سجل يوم الأحد وحده رقما قياسيا في عدد الإصابات بلغ 36 ألفا.
ومع تأكيد دعمه للقيود، اتهم زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر بوريس جونسون بـ “إهمال جسيم” لتأخره في التحرك وتجاهله المؤشرات المقلقة “لأسابيع”، وكان رئيس الوزراء المحافظ صرح الأربعاء أن إلغاء عيد الميلاد سيكون “غير إنساني”.
وأعرب مستشار وزير الصحة الإيطالي ڤالتر ريتشاردي عن غضبه من عدم إعلان بريطانيا عن السلالة الجديدة من كورونا رغم علمها بذلك منذ سبتمبر، ما سيدفع إيطاليا إلى إغلاق صارم للغاية.
وقال ريتشاردي في تصريحات لصحيفة “ميساجيرو” الاثنين، إن “السلالة الجديدة لا تعد قاتلة لكنها تنتشر بسرعة أعلى بنسبة 70-80%”، مشيرا إلى أنه وفقا للبيانات البريطانية فإن “الفيروس لديه 3 طفرات لاختراق الغشاء المخاطي للأنف بشكل أفضل”.
وقال مستشار وزير الصحة الإيطالي إنه “في هذه الظروف سيكون من الصعب إعادة فتح المدارس في 7 يناير، لا سيما في ظل خطر حدوث زيادة جديدة في الإصابات خلال فترة الأعياد”.
وأوضح أن “وقف الرحلات إن تم تطبيقه من قبل دولة واحدة فقط، فلن يكون ذا فعالية، بل يجب أن يشمل جميع أنحاء أوروبا”، وقال: “نأسف لأن الحكومة البريطانية حذرتنا الآن فقط. أخبرنا زملاؤنا في المملكة المتحدة أن الطفرة لن تؤثر على اللقاح، لكنها تسبب تضاعف عدد الإصابات تقريبا”.