أحمد سعد يكتب: رسالة إلى وزير السياحة.. أنت مدين للصحفيين
السيد وزير السياحة/………
مقدمه لسيادتكم أحد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين،،،
بعد التحية،
أحيط سيادتكم علمًا بأن الصحفيين ليسوا عبيدًا، تلك حقيقة ربما لم تعرفها طوال السنوات الخمس التي قضيتها وزيرًا، لم نكن رقيقًا ابتعتهم من سوق النخاسة وبالتأكيد لن نكون.. مهما طالت فترتك الوزارية.
حسب تأكيداتك فأنت “وزير من 5 سنين وفاهم شغلك كويس”، لكن يبدو -مع الأسف- أنه من الصعب عليّ أن أبتلع تلك التأكيدات في ظل تجاوزات مُشينة بحق الزملاء المُكلفين بتغطية أخبار “السياحة والآثار”، فالمسؤول الذي “يفهم شغله كويس” يعرف تماما أن الصحافة ليست تابعا مؤسسيًا للوزارة ولا تابعًا شخصيا للوزير.
السيد الوزير
يبدو من خلال استدعاءك الدائم لوسائل الإعلام الأجنبية والعالمية، أنك تعي جيدًا أهمية دور الصحافة والإعلام بشكل عام، لكن المُشين في الأمر أنك لم تتعامل مع “الصحفيين المصريين” بما يليق، وهو ما يجعل مثلي يظن أن هناك احتقارًا مُتعمدًا للدور الذي نقوم به محليًا.
وإذا كانت خمس سنوات لم تجعلك تعي بشكل جيد ما هو الدور المنوط بالصحافة، فاسمح لي أن أخبرك بأن الصحافة ليس دورها إذاعة بيان أو نقل تصريح على لسانك أو وضع “برواز” لما تقوم به، وإنما دورها هو البحث والتقصي وتوجيه الأسئلة والاستفسارات وحتى الانتقادات لك ولوزارتك.. وهي كما ترى علاقة “ندية” وليست علاقة “تبعية”، أو هذا ما يُفترض أن تقوم عليه.
السيد الوزير
“اللي مش عاجبه مشوفش وشه تاني”، تلك جُملة يمكن أن تقولها لـ … لـ …، الحقيقة أن تلك جُملة لا يصح أن تقولها حتى لشخص يعمل أجيرًا لديك.. وما من ضرورة لكي أخبرك بأن الصحفيين ليسوا أجُراء يعملون في “الأبعادية”.
وإذا كان تضامن بعض الصحفيين مع ما يقوم به أعضاء الحكومة هو -وفقًا لوجهة نظرهم- دور وطني، فإن ذلك لا يعني مُطلقًا أنهم أصبحوا يشكلون قطاعا من قطاعات الوزارة، وبالتالي فإن الصراخ في وجوههم يُمثل تجاوزًا مزدوجًا.. تجاوز في حق الصحافة، وتجاوز في حق المسئولية السياسية التي تمثلها.
السيد الوزير
هل يمكن أن تضع نفسك -ولو لثواني معدودة- موضع أحد ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، وتكّون بنفسك وجهة نظر حول رؤيتهم لتعامل المسئولين المصريين مع الصحفيين المصريين!
واسمح لي أن أسأل سيادتك، كيف سينقل ممثلو وسائل الإعلام الأجنبية -التي تبدي سيادتكم اهتمامًا كبيرًا بمخاطبتها- الصورة إلى الخارج حول تعاملات المسئولين المصريين مع الصحافة وتقديرهم لها وهم شهود على واقعة مؤسفة كتلك التي حدثت؟ بعض الانطباعات تدوم يا سيادة الوزير، وأحيانًا يكون من الصعب تغيير الصورة الذهنية مهما تم الاجتهاد من أجل محوها.
السيد الوزير
للصحافة كرامتها التي تأبى التعامل بما لا يليق، وللصحافة استقلاليتها التي تأنف التراجع أمام وزير مستمر في منصبه منذ خمس سنوات، وللصحافة دورها الذي يجب أن تمارسه دون ترهيب أو تقليل.
ليس الأمر كما يبدو، ولا يعني التضييق أننا أموات، مازال لدينا صوت يدافع عن حقنا في حفظ ماء وجوهنا، ومازال لدينا أمل في أن نحظى بالاحترام الواجب.
السيد الوزير، يطالبك الزملاء الصحفيين بتقديم اعتذار رسمي عن الإهانات التي بدرت منك، وعن وصفك لبعضهم بأنهم “عديمي الأدب”، ولا أخفيك سرًا أنني أضم صوتي إلى صوتهم.. وأطالبك باعتذار رسمي.