جولة التطبيع| بومبيو في السودان بطيران مباشر مع إسرائيل.. وشكوك حول الاجتماع الثلاثي مع الإمارات.. والموساد يضغط لبيع أسلحة لأبو ظبي بعلم نتنياهو

التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، بعد وصوله إلى الخرطوم  في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي منذ 15 عاما، في إطار جولة إقليمية تهدف إلى إقناع دول أخرى بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في أعقاب خطوة الإمارات.

ووصل بومبيو للعاصمة السودانية في رحلة مباشرة من إسرائيل، وقال من داخل الطائرة: “سعيد بأنني أستقل أول رحلة رسمية مباشرة بين إسرائيل والسودان”. 

وكشف حمدوك عن تفاصيل اللقاء، قائلا: “التقيتُ وزير الخارجية الأمريكي السيد مايك بومبيو اليوم. أجرينا محادثة مباشرة وشفافة ناقشنا فيها حذف إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والعلاقات الثنائية، ودعم الحكومة الأمريكية للحكومة المدنية”، مضيفا: “أتطلع إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى البرهان في فبراير الماضي في أوغندا، وأعلن حينذاك عن “اتفاق الجانبين على بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.

لكن البرهان أكد لاحقا أن اجتماعه مع نتانياهو كان بهدف “صيانة الأمن الوطني السوداني”.

ونفى وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، الأسبوع الماضي بشدة مناقشة موضوع العلاقات مع إسرائيل مبديا استغرابه لتصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية في هذا الشأن، مؤكدا أنه لم يتم تكليفه القيام بذلك.

وبعد 24 ساعة، أعفي الناطق باسم وزارة الخارجية، السفير حيدر بدوي الصادق، من منصبه. وكان بدوي وصف تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بأنه خطوة “جريئة” و”شجاعة”.

من جانب آخر أفاد بيان “قوى إعلان الحرية والتغيير”، تحالف أحزاب ومجموعات المجتمع المدني الذي قاد الحركة الاحتجاجية في السودان، الثلاثاء، أن قضية التطبيع مع إسرائيل “ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيقة الدستورية”، مؤكدا على “حق الشعب الفلسطيني في أراضيه وحقه في الحياة الحرة الكريمة”.

غضب إماراتي.. 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الإمارات ألغت اللقاء المرتقب مع الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن صفقة المقاتلات “إف 35”.

وأفاد موقع “والا” الإسرائيلي نقلا عن مصادره، اليوم الاثنين، بأن سبب الإلغاء هو عدم رضا أبو ظبي عن معارضة نتنياهو العلنية لصفقة “إف-35” مع واشنطن.

وأشار أحد المصادر للموقع إلى أن كبار المسؤولين الإماراتيين قرروا إلغاء الاجتماع لإرسال رسالة إلى إسرائيل بأنهم يشعرون بخيبة أمل من تصريحات نتنياهو بشأن بيع مقاتلات “إف-35″، علاوة على أنه ينوي معارضة صفقة السلاح عندما يتعلق الأمر بالكونجرس الأمريكي.

وأضاف المصدر أنهم أدركوا في الأسابيع الأخيرة أنه حتى لو فضل نتنياهو عدم تنفيذ صفقة الطائرات، فلن يعارضها علنا. لذلك عندما عبر رئيس الوزراء عن معارضته علنا، شعرت الإمارات أنه يتصرف بما يتعارض مع روح الاتصالات بين الطرفين.

وحسب المصدر، فإن رسالة أبوظبي مفادها أنه لن تكون هناك اجتماعات سياسية عامة بين البلدين حتى يتضح موقف إسرائيل من صفقة الطائرات.

وكان من المقرر أن يكون الاجتماع الثلاثي رسميا وعاما، لكن ممثلي الإمارات أبلغوا السفيرة الأمريكية والبيت الأبيض بأن الاجتماع قد أُلغي حتى إشعار آخر.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن قادة وزارة الجيش لم يفاجأوا بما وصفوها مرونة نتنياهو في بيع طائرات F-35 – لأكثر من عامين كانوا يدفعون بمطالب رئيس الموساد، بعلم رئيس الوزراء، للسماح ببيع أسلحة متطورة إلى الإمارات العربية.

وقالت الصحيفة إنه بينما يعارض الجيش الإسرائيلي بيع أي أسلحة إسرائيلية متطورة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن جهاز الموساد وبعلم من رئيس الحكومة نتنياهو، يمارس الضغط من أجل إمداد الإمارات بأسلحة وبمعلومات فائقة السرية، في حين يعارض الجيش الإسرائيلي ذلك خشية تسرب هذه المعلومات لجهات معادية لإسرائيل.

وبحسب مصادر مطلعة في المؤسسة الأمنية، يدأب ديوان رئيس الوزراء وجهاز الموساد منذ عامين على إقناع وزارة الأمن بالموافقة على بيع معدات الإمارات لا تقتصر على قدرات استخباراتية، بل أسلحة هجومية متطورة ودقيقة.

لهذا السبب، فلم تقع مفاجأة كبرى الأسبوع الماضي عند الكشف عن امكانية بيع طائرات F-35 الامريكية المتطورة للإمارات العربية كجزء من اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وجاء في التقرير، أن دولة الإمارات العربية من وجهة نظر إسرائيلية، تعتبر “دولة خاصة”، ولهذا فإن إسرائيل تبيع لمثل هذه الفئة من الدول أسلحة ذات سرية غير فائقة، حتى اذا تسربت الى دولة معادية لن يكون أثرها فادحا.

ومن المعروف، وفقا للصحيفة، ان إسرائيل وقعت في مأزق عميق عقب اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010، ومن أجل تهدئة الإمارات وبجهود الموساد، تقرر بيع بعض أنواع الأسلحة الإسرائيلية للإمارات. وعلى ضوء ذلك عرضت إسرائيل على الامارات أنظمة أسلحة إسرائيلية سرية، ومنذ ذلك الحين بدأت دولة الإمارات استيراد الأسلحة المتنوعة من سوق الأسلحة الإسرائيلية، بينما تعهدت أبو ظبي بعدم تسريب هذه الأسلحة لجهات معادية لإسرائيل.

وكما ورد في التقرير، فإن ديوان رئيس الوزراء والموساد، يحاولان حاليا إقناع وزارة الأمن بالتساهل في بيع الأسلحة المتطورة إلى الإمارات وذلك من باب تعزيز العلاقات بين الدولتين ولأسباب اقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *