مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الانسان تنتقد حبس «فتيات تيك توك» .. ونادي القضاة يرد: تدخل غير مقبول
بربل كوفلر: أثناء زيارتي للقاهرة كوّنت صورة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقمع ضد المجتمع المدني والمعارضة
النادي: تصريح كوفلر يمس ضمانات استقلال القضاء .. والقضاء المصري الشامخ المستقل لم يقبل على مدار تاريخه أي تدخل من أي جهة
كتب – عبد الرحمن بدر
أصدر مجلس إدارة نادي قضاة مصر برئاسة المستشار محمد عبد المحسن، اليوم الثلاثاء، بيانا حول تصريحات لمفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان علقت فيها على بعض الأحكام الصادرة ضد فتيات تيك توك.
يشار إلى أن مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في وزارة الخارجية الألمانية، بربل كوفلر، نشرت بيانا عبرت فيه عن ما وصفته بـ”صدمتها البالغة” تجاه سلسلة الاعتقالات وأحكام الإدانة بحق “شابات مؤثرات رقميا ومدونات” في مصر مؤخرا، معتبرة العقوبات الصادرة بحقهن “شديدة بشكل غير معقول”.
وقال بيان نادي القضاة إن النادي تابع بمزيد من الأسف ما صرحت به مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، مؤكدا أن ذلك يعد مساسا بضمانات استقلال القضاء وتدخلا غير مقبول في أعمال القضاء المصري الشامخ المستقل والذى لم يقبل على مدار تاريخه العريق أي تدخل من أي جهة داخلية أو خارجية.
وأضاف أن “تلك التصريحات جاءت أيضا بالمخالفة للتقاليد القضائية التى تحظر التدخل فى أعمال القضاء والنيابة العامة بحسبانها شعبة أصيلة منه والأمينة على الدعوى العمومية”.
وتابع بيان النادي على أن “القضاء المصري يعي جيدا الفارق بين ما يعد من حرية الرأي والتعبير وما يعد تعديا على القيم المجتمعية وخروجا على تقاليد المجتمع المصري ويشكل جريمة مؤثمة قانونا”.
وأضاف أنه “تزخر أحكام القضاء المصري في هذا الشأن بالعديد من المباديء التي ترسخ ممارسة الحقوق والحريات ولكن في إطار صون وإعلاء المثل والقيم العليا وعدم الإضرار بالسلامة العامة للمجتمع والحفاظ على مبادئه وقيمه الراسخة دون إفراط أو تفريط”.
وطالب نادي قضاة مصر كافة المؤسسات الخارجية والداخلية الامتثال للمواثيق الدولية والأعراف والتقاليد القضائية وعدم الانسياق للمعلومات المضللة والانصياع لأحكام القانون وعدم تناول الأحكام القضائية وقرارات النيابة العامة صونا لمكانة القضاء وتوطيدا لاستقلاله.
ونشرت السفارة الألمانية بالقاهرة في وقت سابق بيان المفوضة على موقعها، والذي قالت فيه: “أشعر بصدمة بالغة تجاه سلسلة الاعتقالات وأحكام الإدانة بحق شابات مؤثرات رقمياً ومدونات في مصر”.
وتابعت: “فمؤخرًا صدرت عقوبات شديدة بشكل غير معقول على مودة الأدهم وحنين حسام بالسجن والغرامة، يجب رفض هذا النوع من تقييد حرية التعبير بحزم، الذي يستهدف بشكل خاص الشابات اللواتي يتواصلن بنجاح كبير على وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوعات متنوعة!، هذه الأحكام ذات الأسس القانونية المريبة تهدف إلى تخويف جيل كامل من الشابات الشجاعات! تتناول الحكومة الألمانية بانتظام حقوق الإنسان، ولا سيما الحق في حرية التعبير، خلال حوارت مع ممثلي الحكومة المصرية”.
وأضافت: “أثناء زيارتي للقاهرة العام الماضي كوّنت بنفسي صورة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقمع ضد المجتمع المدني والمعارضة، وقد تناولت ذلك مرارًا وتكرارًا في مناقشاتي مع المسؤولين الحكوميين المصريين في القاهرة وانتقدت الأمر منذ ذلك الحين مراراً وتكراراً”.