تطورات سد النهضة| بدء مناقشة النقاط الخلافية.. وإثيوبيا تتعهد بـ”نتائج مرضية” وتحشد حملة دعم دولي.. والسودان يحذر مواطنيه من منسوب النيل
محمود هاشم
بدأت اللجان الفنية والقانونية من مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم، مناقشة النقاط الخلافية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، حتى غد الأربعاء، على أن يتم عرض المخرجات في وزراء المياه والري في الدول الثلاث الخميس المقبل، برعاية الاتحاد الإفريقى وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وخبراء مفوضية الإتحاد الإفريقى، استكمالاً للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص الملء والتشغيل، بناء على مخرجات القمة الرئاسية الإفريقية المصغرة التي عُقدت يوم 21 يوليو الماضي.
وجددت إثيوبيا، اليوم، التزامها “بنتائج مرضية لجميع الأطراف المشاركة في مفاوضات سد النهضة، مصر وإثيوبيا والسودان، وعلى وجه السرعة”.
وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي إن “إثيوبيا ستعمل على إنهاء المفاوضات بطريقة تستند إلى منافع عادلة ومعقولة”، مشددا على ضرورة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن قضية تعبئة المياه وغيرها من القضايا بما يتماشى مع الاتجاه الذي وضعه قادة إثيوبيا والسودان ومصر”.
وتضمنت التصريحات الإثيوبية الاتفاق على استمرار المفاوضات لأسبوعين، واجتماعات الخبراء، بهدف التركيز على القضايا العالقة في اليومين القادمين، منوها إلى التقدم في المفاوضات منذ بدء رعاية الاتحاد الإفريقي لها.
ونظم مكتب المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة بالتعاون مع “ليفت إثيوبيا”، آلافا من الحشود في ساحات وشوارع أديس أبابا لإظهار دعمهم لبناء سد النهضة، تحت شعار “صوتنا لسدنا”.
وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميك ميكونين خلال حديثه في هذا الحدث إن الإثيوبيين من جميع فئات المجتمع ساهموا بشكل كبير في بناء مشروع السد، قال إن حملة التضامن العالمية تهدف إلى حشد الشعب لإكمال السد ودعم الدبلوماسية في استكمال بنائه والاحتفال بملئه للمرحلة الأولية.
وساهم الإثيوبيون بأكثر من 13.6 مليار بر إثيوبي لبناء سد النهضة، حيث أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو، أنها أكملت بنجاح المرحلة الأولى من ملء السد لمرحلته الأولية من خلال الاستفادة من الأمطار الغزيرة.
وقالت جمعية المغتربين الإثيوبيين إنه يجب على المجتمع الإثيوبي أن يعزز مساهمته المالية والمعرفية، بالإضافة إلى سماع صوته في العالم، وأكد المدير التنفيذي للجمعية أبراهام سيوم، أن المجتمع الإثيوبي يعمل بنشاط في الدفاع وتوضيح أهمية السد التنموية للبلاد.
كان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري محمد السباعي، كشف عن تفاصيل الاجتماع الثانى للجولة الثانية للتفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا، أمس.
وقال السباعي إن وزير الموارد المائية والرى محمد عبدالعاطي أشار إلى اعتراض مصر على الإجراء الأحادى لملء سد النهضة دون التشاور والتنسيق مع دول المصب، ما يلقى بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل، كما أنه إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ.
وأكد عبدالعاطي أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية، لافتة إلى اقتراح مصر آلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستُعقد لمدة أسبوعين، وبناء على القمة المصغرة سيكون التفاوض الحالي حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط، ويكون التفاوض حول المشروعات المستقبلية في مرحلة لاحقة بعد التوصل لاتفاق سد النهضة.
وأكد وزير الري السوداني ياسر عباس، في خطابه الافتتاحي أمام الاجتماع أن الوفد السوداني المفاوض أجرى مشاورات واسعة منذ نهاية الجولة الأخيرة للمفاوضات خصوصا بعد التداعيات السلبية لبدء ملء السد دون تشاور مسبق.
وشدد الوفد السوداني على أن التحرك المنفرد قبل التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث قد أعاد طرح المخاوف في حال تكرار مثل هذا التحرك في المستقبل وتحديدا فيما يتعلق بالتأثيرات البيئية والاجتماعية لسد النهضة على المزارعين على ضفاف النيل الأزرق وسلامتهم.
وأعاد الوفد السوداني تأكيد موقفه الداعي لضرورة التوقيع على اتفاق بين الدول الثلاث يؤمن سلامة سد الروصيرص وتبادل سلس للمعلومات في هذا المجال وبما يتماشى مع مقتضيات القانون الدولي.
ورحب السودان بالتقرير الإيجابي الذي قدمه الخبراء، معتبرا أن مقترحات الحلول التي قدمها التقرير يمكن أن تمثل أساسا لاتفاق مرض للأطراف الثلاثة.
وطالب ياسر عباس بأن تكون الجولة الحالية من المفاوضات جولة حاسمة عبر تحديد أجندة محددة لفترة أسبوعين مع إعطاء دور أكبر للمراقبين في تقريب وجهات النظر والتركيز على القضايا المعلقة والالتزام بعدم عرض أي قضايا جديدة على المفاوضات، بغرض الوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة متضمنا اتفاقا حول المشاريع المستقبلية على النيل الأزرق.
واتفق المفاوضون على مواصلة المفاوضات على مستوى الخبراء على المسارين الفني والقانوني بالاستناد لتقرير خبراء الاتحاد الإفريقي والتقارير المقدمة من الدول الثلاث بنهاية الجولة السابقة من المفاوضات والعودة للمفاوضات الخميس المقبل، على المستوى الوزاري.
وفي سياق آخر، أكدت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية في السودان، أن هناك ارتفاعا في مناسيب النيل الأزرق في معظم الأحباس، ودعت المواطنين للحذر حفاظا على حياتهم.
وأشارت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إلى أن القطاع “الدمازين – سنار”، والقطاع “سنار- الخرطوم”، والقطاع “الخرطوم – شندي”، والقطاع “شندي – عطبرة”، والقطاع “عطبرة – سد مروي”، والقطاع “سد مروي – الدبة”، والقطاع “الدبة – دنقلا” سشهد ارتفاعا، بينما القطاع “خشم القربة – عطبرة” سيشهد استقرارا.
ودعت لجنة الفيضانات، الجهات المختصة والمواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، وكانت المديرة التنفيذية المكلفة لمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق في السودان، نسيبة فاروق كلول، أعلنت يوم الجمعة الماضية، تدمير أكثر من 600 منزل بأحياء مدينة بوط جراء انهيار مفاجئ لسد بوط على النيل الأزرق.