تطورات ليبيا| مجلس النواب يدعو الجيش المصري للتدخل.. واستهجان أوروبي ضد تركيا.. ووزير إماراتي: طبول الحرب تقرع في سرت

سامح شكري ينفي التواصل بين القاهرة وأنقرة.. وتونس واليونان يفضلان “الشرعية الشعبية”على حكومة السراج

محمود هاشم

تواصل تعقيد المشهد الليبي، مع استمرار الصراع الداخلي بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر ومجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالحة من جهة، وحكومة فايز السراج المدعومة من تركيا من جهة أخرى، وسط دعوات بوقف إطلاق النار بين الطرفين، ومنع التدخلات الأجنبية في الصراع، في الوقت الذي نفت وزارة الخارجية المصرية وجود أي تواصل بين القاهرة وأنقرة بشأن الأوضاع.

ودعا مجلس النواب الليبي، القوات المسلحة المصرية، للتدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، ورحب البرلمان الليبي بتضافر الجهود بين ليبيا ومصر، بما يضمن دحر المحتل التركي، على حد وصف البيان الصادر عن البرلمان، برئاسة، عقيلة صالح.

ورحب مجلس النواب الليبي بكلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في وقت سابق بحضور ممثلين عن القبائل الليبية، داعيا إلى تظافر الجهود بين ليبيا ومصر بما يحقق الأمن والاستقرار في ليبيا.

وأكد البرلمان الليبي على “ضمان التوزيع العادل لثروات الشعب وعائدات النفط وضمان عدم العبث بثروات الليبيين لصالح الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، والذي يعد مطلبا شرعيا لكافة أبناء الشعب الليبي”.

وجاء في البيان أن “مجلس النواب الليبي الممثل الشرعي الوحيد المنتخب من الشعب الليبي والُممثل لإرادته الحرة، يؤكد على ترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس المصري بحضور ممثلين عن القبائل الليبية وندعو إلى تظافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر الُمحتل الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة”.

وأضاف: “للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت هناك خطر داهم وشيك يطال أمن بلدينا”، وتابع: “تصدينا للغزاة يضمن استقلالية القرار الوطني الليبي ويحفظ سيادة ليبيا ووحدتها، ويحفظ ثروات ومقدرات الشعب الليبي من أطماع الغزاة المستعمرين، وتكون الكلمة الُعليا للشعب الليبي وفقا لإرادته الحرة ومصالحه العليا”.

وأشار بيان مجلس النواب الليبي إلى أن البلاد تتعرض لتدخل تركي سافر وانتهاك لسيادة ليبيا بمباركة المليشيات المسلحة المسيطرة على غرب البلاد وسلطة الأمر الواقع الخاضعة لهم.

وأوضح أن “مصر تمثل عمقا استراتيجيا لليبيا على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على مر التاريخ، وأن الاحتلال التركي يهدد ليبيا بشكل مباشر ودول الجوار في مقدمتها مصر، والتي لن تتوقف إلا بتكاتف الجهود من دول الجوار العربي”.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن القوات الليبية “تواصل مهامها في محاربة الإرهاب وإنهاء الجريمة”.

وافتتح المسماري مؤتمره الصحفي بالقول: “كل ما يخص الشأن العسكري هو تحت بند سري للغاية ويجب أن نتجنب الخوض فيه”، وأضاف: “ما يهم أن قواتنا تواصل مهامها في محاربة الإرهاب وإنهاء الجريمة”، ولفت المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي  إلى أن الجيش لديه “أرشيف كبير من جرائم ارتكبتها الميليشيات ضد الإنسانية”.

وتابع “المليشيات نفذت اغتيالات طالت المدنيين والعسكريين رجالا ونساء وحتى الأطفال”، وأردف قائلا “لدينا كذلك تسجيلات لعناصر إرهابية خطيرة جدا تهدد القوات المسلحة ورجال الأمن والنشطاء والسياسيين”.

كما تحدث المسماري عن الدور التركي في ليبيا بالقول “تركيا تستغل الفوضى السياسية التي سببها تنظيم الإخوان، كما تسعى إلى تثبيت تنظيم الإخوان على الأراضي الليبية”.

وكشف اللواء المسماري أن أنقرة “تسعى للسيطرة على النفط الليبي لإنقاذ اقتصادها المنهار.. وتعمل على نقل المرتزقة ومسلحي داعش إلى الأراضي الليبية”.

ونفى وزير الخارجية سامح شكري، مساء أمس، صحة ما جاء على لسان نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، بشأن محادثات في الفترة الماضية بين تركيا ومصر في قضايا عدة.

وقال شكري، في تصريحات تليفزيونية، “أنا تابعت ما تم تداوله، في الحقيقة لم يكن هناك أي تواصل أو حوارات بين مصر وتركيا في الفترة الماضية”، وأضاف “الدليل على ذلك هو التصريحات المتكررة التي تخرج عن إطار العلاقات الطبيعية بين الدول على المستوى الدولي”.

واعتبر وزير الخارجية أن تصريحات تشاووش أوغلو بشأن وجود تحضيرات لعملية عسكرية في سرت “أمر خطير وخرق لقرار مجلس الأمن وقواعد الشرعية والدولية وتطور بالغ الخطورة على الأوضاع في ليبيا”.

وشدد شكري أنه “لم يكن هناك احتمال بألا يتم التصدي لمثل هذا الاعتداء الذي يراه كثير من الأشقاء في ليبيا على أنه احتلال تركي عثماني”.

وأشار إلى أن الجيش الوطني الليبي تعهد بمواجهة مثل هذا الهجوم عسكريا وسيدافع عن أرضه، إضافة إلى إجراءات سيتم اتخاذها على المستوى الدولي ردا على هذا “الخرق”.

وسبق أن حدد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سرت وقاعدة الجفرة كـ”خط أحمر” ضد تقدم ميليشيات طرابلس ومرتزقة أردوغان.

وحذر السيسي، في خطاب من قاعدة سيدي براني العسكرية، من أن مصر أصبح لديها الشرعية الدولية للتدخل في ليبيا، مُعربًا عن استعداد بلاده لتقديم التدريب العسكري لأبناء القبائل الليبية.

ودعا السيسي إلى التوقف عند خط سرت – الجفرة، والبدء في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة.

وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على تركيا احترام التزاماتها بموجب مخرجات مؤتمر برلين واحترام حظر السلاح إلى ليبيا.

وأكد بوريل، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أن التحركات التركية في ليبيا يجب أن تتوقف، لأنها تتعارض مع مصلحة أوروبا.

وتحدث بوريل قائلا: “هناك اتفاق بين أعضاء الاتحاد الأوروبي على أن العلاقات التركية الأوروبية تعيش حالة من التوتر الآن، خاصة في شرق المتوسط بسبب ليبيا، مما يؤثر مباشرة على مصلحتنا”.

وأضاف: “نؤكد أن التحركات الأحادية التركية في شرق المتوسط التي تجري ضد مصلحة الاتحاد الأوروبي وأيضا سيادة الدول الأعضاء والقوانين الدولية، ينبغي أن تتوقف”.

وبيّن أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت على دعوة تركيا إلى المشارك بفاعلية في حل سياسي في ليبيا، واحترام الالتزامات التي وافقت عليها في مؤتمر برلين، ومن ضمنها حظر السلاح إلى ليبيا.

وطالبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي تركيا، الثلاثاء، باحترام حظر توريد السلاح إلى ليبيا، مشيرة إلى أن استقرار ليبيا مهم لفرنسا لأنه يؤثر على الوضع الأمني في البحر المتوسط وبالتالي في أوروبا.

وفي مقابلة إذاعية، بمناسبة يوم الباستيل الوطني، أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية، أن لا حل عسكريا في ليبيا، داعية الأطراف الليبية والقوى الدولية للعمل من أجل حل سياسي.

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا، بوقف تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، داعيا إلى استئناف الحوار بشكل فوري من أجل وقف إطلاق النار.

وذكر ماكرون: “أجدد تأكيدي على أن تحقيق الاستقرار في ليبيا ضروري جدا لضمان سلامة وأمن أوروبا ومنطقة الساحل. وعلى هذا الأساس، أدعو لاستئناف المفاوضات بشكل فوري وفتح أبواب الحوار السياسي من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. أؤكد من جديد أن تحقيق السلم الدائم في منطقة البحر المتوسط يستدعي تحركنا ولن نسمح لقوات خارجية بتحديد مستقبلنا ومصيرنا.”

وقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الثلاثاء، إن “طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة”.

ودعا قرقاش في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر إلى “الوقف الفوري للإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية”.

كما قال قرقاش إن بلاده تريد ”عودة إنتاج النفط في ليبيا في أقرب وقت ممكن، وتؤكد أهمية وجود ضمانات لمنع العائدات النفطية من إطالة وتأجيج الصراع“.

ورفض وزير الخارجيّة اليوناني نيكوس دندياس خلال زيارة إلى تونس الإثنين أيّ تدخّل أجنبي في ليبيا، لا سيّما من جانب تركيا.

وقال دندياس إثر لقائه نظيره التونسي نور الدين الري “يسرّني أن ألاحظ أنّ لدينا رؤية مشتركة” تتمثّل في “احترام القانون الدولي” وهو “عكس ما تفعله تركيا تماماً”.

وأضاف بحسب ما نقلت عنه السفارة اليونانية أنّ “هناك حاجة إلى حلّ ليبي بلا جهات أجنبية أو جيوش أجنبية” و”نحن نؤمن بشدّة بأن تونس قادرة على أداء دور إيجابية”، والتقى دندياس أيضاً الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس وزرائه إلياس الفخفاخ.

وقال سعيّد الإثنين إنّ “الشرعيّة الدوليّة وقرار مجلس الأمن يُضفيان شرعيّة على حكومة فايز السرّاج، لكنّ هذه الشرعيّة الدوليّة لا يمكن أن تستمرّ ولابدّ من أن تحلّ محلّها شرعيّة شعبيّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *