ذكريات المشاكس الطيب.. أصدقاء وزملاء ومحبي الكاتب الصحفي محمد منير ينعون الساخر الشجاع: آن لك أن تستريح ..لن ننساك
كتب- فارس فكري
في قلب كل إنسان تعامل معه ركن باسمه، ذكرياتنا مع محمد منير تختلف وتتنوع، لكنها لا تختلف على الساخر الشجاع، المناضل خفيف الظل، والمشاكس الطيب.
نعى أصدقاء الأستاذ الصحفي محمد منير الذي توفى اليوم بمستشفى العجوزة بعد تدهور صحته عقب خروجه من السجن.
حكى بعضهم ذكريات معه بمزيد من الأسى والحزن على فراق عمنا محمد منير.
آن لك أن تستريح
ونعى يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، منير، وقال: “رحل الأخ والزميل العزيز محمد منير .. تدخلت لدى إدارة مستشفى العجوزة لإدخال التليفون له حتى يتواصل مع أحبته وترتفع روحه المعنوية، لم ينتظر وتوقف قلبه العليل فجأة، انتظرت المديرة الإدارية للمستشفى التي وعدتني بإدخال التليفون له حتى أهاتفه بعد الاستجابة إلى طلبه حتى جاء صوتها البقاء لله لم ألحقه”.
وأضاف قلاش: “مع السلامة يا محمد آن لك أن تستريح وتهدأ روحك القلقة بعد أن اخترت ماهو خير وأبقى.. تغمدك الله برحمته والبقاء له وحده”.
مخلصا لكل ما يعتقده وجريئا في إعلانه
ونعى ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، الزميل محمد منير، الذي رحل اليوم الاثنين، وقال رشوان إنه ينعى ببالغ الحزن والأسى الزميل الصحفي محمد منير، عضو نقابة الصحفيين الذي وافته المنية اليوم.
وقال رشوان ” إنني احتسب عند الله سبحانه، محمد منير القيمة والقامة والذي جمعتني به صداقة ممتدة عقودا أربعة، وتواصل لم ينقطع وخصوصا طوال الشهور الأخيرة كان آخره ساعة دخوله المستشفى في مرضه الأخير.
وتابع رشوان “لقد كان منير مخلصا لكل ما يعتقده وجريئا في إعلانه، وكاتبا ساخرا ومشاغبا على غرار القامات الكبرى في هذه المدرسة الصحفية العريقة بالصحافة المصرية. ولم ينقطع منير أيضا عن انشغاله بشؤون نقابته العريقة، ولم يبخل أبدا بدور أو بنصيحة من أجل صالحها وصالح زملاءه أعضاءها طوال مسيرته المهنية والنقابية الممتدة.
رحم الله فقيدنا الغالي الكبير وتقبله في فسيح جناته، وخالص العزاء لشقيقه الزميل العزيز حازم منير ولبناته الثلاث ولزوجته وكل أهله وذويه، وألهم الصبر والسلوان كل محبيه وأصدقاءه وتلاميذه وكل أعضاء نقابة الصحفيين. رحمك الله تعالى يا صديقي الغالي “مشمحمد منير”.
كان بريئا جميلا يفيض غضبا كنهر جامح
قال الكاتب عمار علي حسن: رحل الشجاع الطيب.عرفت الكاتب الصحفي محمد منير قبل عشرين عاما، ظل خلالها دوما عند كلمته، معتدا برأيه، ثابتا على ما يعتقد أنه الصواب، مدافعا عن حق الناس في العيش والاختيار.
وكتب على حسابه على فيسبوك: كان بريئا جميلا، يفيض غضبا كنهر جامح، ويهدأ فيصير جدولا عذبا. وكان على عمقه خفيف الظل كنسمة ربيعية. وودعه قائلا: مع السلامة يا محمد، نلتقي هناك في رحاب الله، حيث الرحمة والعدل والحرية المطلقة التي ظللت دوما تطلبها هنا في دنيا الناس.
سمعت صوتك تانى
الزميل الشاعر عبد الرحمن مقلد كتب: كنت بدعي إن أسمع صوته ولو لمرة واحدة.. ولما خرج ، كلمته، وقلت له: سمعت صوتك تانى يا عم محمد انا كنت بدعى انى ارجع اسمع صوتك تانى بس.. فضحك وقالى أنا تعبان يا زمخشري.. قلت له شد حيلك أنا جاى القاهرة، ولازم تجمد عشان هنتقابل وهنركب العربية وونروح النقابة.. وهزر معايا على طبعه، وقالى: هاتلي حلوى من الجبل الى بتقطعوا منه من دمياط ده وانت جاى.. حاضر يا عم محمد من عنيا.. والقدر لم يمهلنا إننا نشوفه لما دخل المستشفى.. كنت حاسس إنها هتكون آخر مرة أكلمه.. الله يرحمك يا عم محمد.. الله يرحمك يا زميل.. ربنا يصبرنا على فراقك يا رب..
الصحفي سيد محمود كتب البقاء لله في وفاة الأستاذ محمد منير الطيب الجميل، وأضاف على حسابة على فيسبوك قمنا معا بتغطية انتخابات برلمانية في حلوان وطاردنا البلطجية هناك وقضينا ليلة ساخنة ساخرة كانت كلها ضحك وخوف لا يمكن نسيانه أبدا وبفضل دعمه اتيحت لي ذات يوم فرصة العمل في تجربة مهنية محترمة وظل دوما صاحب فضل.
كل ما كان يهزر معايا أقول له هاشتكي لخالك نزار سمك يقوللي يا ابني شوف حجمك وحجمه دا بيخاف مني ونضحك ونضحك…
خالص العزاء لبناته ولشقيقه العزيز حازم منير وآل سمك ، فهر وتيسير ودينا سمك.
شهيد الكورونا والقهر والظلم
وقال الدكتور علاء عوض الذي كان يتابع الحالة المرضية للأستاذ محمد منير: محمد منير.. شهيد الكورونا والقهر والظلم.. عمرى ما حانساك يا صاحبى، وأضاف على حسابه فسيبوك: الصديق الغالى والصحفى والمناضل محمد منير … وداعا يا صاحبى
بينما قال الزميل الصحفي كارم يحيى: رحم الله الصديق الزميل الكاتب الصحفي المصري الأستاذ محمد منير..هددوه وسعوا لتشويه سمعته واعتقلوه واخفوه واحتجزوه لمجرد أنه يمارس حقوقه في العمل بالمهنة والتعبير عن الرأي المحروم منه في مصر..
وأضاف كارم بعد نحو أسبوعين أطلقوا سراحه فبدا “محظوظا” في زمن يمتد الاعتقال تحت مسمى الحبس الاحتياطي لأصحاب الرأي في مصر عاما تلو عام ويجري تدوير الضحايا في الحبس الظالم قضية تلو أخرى باتهامات عبثية.
وبعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحه هاتفته.. طمأنني بانه يتحسن وأن درجه حرارته وهو في منزله انخفضت مع اشتباه انتقال عدوى كورونا إليه وهو في مستشفي السجن.وقال ساخرا :” عارفين اني صاحب امراض اصلا فسابوني لاموت في ايديهم”.فضحكت معه وانا ارد عليه :” لا اكيد خافوا منك ..علشان تخين وفتوه “..
لم يرحموا سنه واعتلال صحته
وتابع كارم يحيى ” رحم الله محمد منير نقلوه الي المستشفي ليعالج من مضاعفات الكورونا العائدة بقوة بعدها بيوم.. لكنهم بالاصل لم يرحموا سنه واعتلال صحته..
وكان الله في عون كل معتقلي وسجناء الرأي في مصر وبينهم اكثر من 30 صحفية وصحفيا ..وفي عون كل الاهالي القلقين علي ابنائهم المحبوسين في ظل شواهد عن تزايد مخاطر كورونا عليهم..في عون كل المحبوسين والاهالي المحرومين من الزيارة منذ 10 مارس الماضي مع توظيف الوباء من اجل المزيد من القهر والظلم والاستبداد وانتهاك الحقوق والحريات.
لماذا تم اقتحام منزله ولماذا تم القبض عليه؟
أما الزميل محمود كامل عضو مجلس القابة فكتب تحت عنوان وداعا محمد منير وبعد مشاركته في جنازته ” بعد أن وارى الثرى جثمان الأستاذ محمد منير، وبعد أن كتبت سابقاً على نفس هذه الصفحة أشكر كل من ساهم في خروجه من محبسه وكل من تعامل معه معاملة حسنة وسوية ، بعد ما رحل محمد منير عن دنيانا وجب السؤال. لماذا تم اقتحام منزله ولماذا تم القبض عليه، هل تستدعي بعض الكتابات هنا وهناك تقييد حرية إنسان تخطى عمره الخامسة والستين، لماذا أصلا تم قطع عيشه بسبب دفاعه عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
لماذا نترك المجرمين ونلاحق كل من له رأي مخالف للخط المرسوم، لماذا أصلا رسم لنا خط نسير عليه.
وتابع محمود كامل ” أتذكر مشهد قيام محمد منير بالخروج منفردا من باب النقابة يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، أتذكر مشهد شجاعته التي حسدته عليها ونحن جميعا محبوسون داخل مبنى النقابة خرج وحيدا وظللنا محبوسين في النقابة. وهاهو يخرج الآن وحيدا ويتركنا محبوسين داخل نفس المبنى الذي أصبح محبوسا مثلنا. هذه عادته يغرد منفردا دون أية حسابات أو مخاوف.
وحول واقعة مرضه الأخيرة قال كامل ” قاوم محمد منير المرض مثلما قاوم الظلم عبر سنوات طويلة، عجز المرض عن كسره إلا أن الظلم طاله وتمكن منه، دخل محبسه شجاعا وخرج منه شجاعا إلا أنه عندما أيقن أنه مضطر لأن يمسك جزءا من لسانه غلبه القهر، لينجح القهر فيما فشل فيه المرض.
وختم كامل ناعيا منير “عشت شجاعاً ومت شجاعاً ، عشت مدافعاً عن زملائك الصحفيين ورحلت بطريقة تحمل رسالة لنا جميعا بأن صوت العقل لا ينفع في كل الأحيان. رحمة الله عليك بقدر كل مواقفك المشرفة، والحرية لكل صحفي محبوس ولكل مواطن محبوس ظلما”.
وتوفي ظهر اليوم الاثنين الكاتب الصحفي، الأستاذ محمد منير، عن عمر ناهز 65 عاما بعد تدهور حالته الصحية بعد إخلاء سبيله.
وكتب محمد سعد عبدالحفيظ عضو مجلس نقابة الصحفيين، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “البقاء لله.. الأستاذ محمد منير في رحمة الله، مع السلامة يا عم محمد.. الله يرحمكم ويغفر لك”.
وقال عبدالحفيظ في تصريح لـ”درب”، “عرفت من حازم منير شقيق الفقيد، أن الكاتب الراحل تعرض لمشكلة في التنفس صباح اليوم، كذلك مشكلة في عضلة القلب، ثم توفي منذ نصف ساعة في مستشفى العجوزة”.
ويعد محمد منير أحد أبرز القامات في الوسط الصحفي، وأحد أشهر الكتاب، واشتهر بمواقفه الثابتة التي تكافح من أجل تعزيز قيم المهنة والدفاع عن حرية الرأي.
كان الزميل محمد منير قد تم القبض عليه منتصف يونيو الماضي اثر نشره عن اقتحام منزله من قبل قوة من الأمن .. واعلنت أسرة محمد منير – 65 عاما -، أن قوة من الشرطة قامت باختطافه من شقته بمنطقة الشيخ زايد واقتياده لمكان مجهول.
وجاءت واقعة القبض على منير بعد 24 ساعة من نشره فيديو مصور من كاميرات مراقبة لقيام قوة أمنية باقتحام شقته في الهرم على مرحلتين، وبعثرة محتوياتها. ليتم حبسه بعدها 15 يوماعلى ذمة القضية القضية 535 لسنة 2020 وتجديد حبسه بعدها للمرة ألولى يوم 27 يونيو .
وفي يوم الخميس الثاني من يوليو وبعد يومين من تجديد حبسه للمرة الأولى أعلن ضياء رشوان نقيب الصحفيين وشقيقه حازم منير، إن نيابة أمن الدولة العليا أخلت سبيل الكاتب الصحفي محمد منير الذي كان محبوسا احتياطيا علي ذمة القضية رقم 535 لسنة 2020، من دون ضمانات.
وذكر بيان صادر باسم المجموعة الاعلامية المتابعة للقضية، أن محمد منير كان محتجزا في مستشفي ليمان طرة، والتي نقل لها بعد احتجازه في قسم شرطة الطالبية حيث خضع لفحوص طبية عدة لمعاناته من بعض الأمراض. وفور صدور قرار النيابة غادر الزميل محمد منير مستشفى السجن إلى منزله مباشرة بعد تنفيذ إجراءات إطلاق سراحه بسرعة وسهولة ودون أي عوائق.
وويوم السبت 4 يوليو أعلن منير عن تدهور حالته الصحية، بعد خروجه من السجن ، وقال منير أثناء حبسي كشف الفحص الطبي بمستشفى ليمان طرة عن إصاباتي بجلطة وقصور في وظائف الكلى، وفي اليوم الثاني للفحص تم الإفراج عني، وبعد يومين تدهورت حالتي وخاصة وإنني غير قادر على تحديد خطة علاج أو الحجز في مستشفى وهو ما كنت أفعله، والله منذ سنوات مع كثير من الزملاء عندما كنت محررا للصحة، ولكني الآن وأنا في شدة التعب غير قادر على مساعدة نفسي، كما أن تكلفة حصتي من العلاج والفحوصات تفوق إمكانياتي المادية المحدودة.
وفي السابع من يوليو، ظهر منير في فيديو على صفحته الشخصية على الفيسبوك يتنفس بصعوبة مطالبا بحجزه في مستشفى المنيرة لاستمرار علاجه، وبعد تدخلات النقابة تم نقله إلى مستشفى العجوزة على اثر الاشتباه باصابته بكورونا.
وقال محمود كامل عضومجلس النقابة في بيان حول الواقعة “فوجئنا صباح اليوم باستغاثة أطلقها الأستاذ محمد منير يطلب خلالها نقله للمستشفى على الفور تواصلت معه الساعة ٨ صباحا وطلبت بيانات حالته وكذلك فعل زميلي أيمن عبدالمجيد رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية وأبلغ بتفاصيل حالته لمجلس الوزراء، وقام النقيب الأستاذ ضياء رشوان بالتواصل مع مجلس الوزراء ووزارة الصحة وهو التواصل الذي أسفر عن إرسال سيارة إسعاف قامت بنقله إلى مستشفى أم المصريين حيث أجرى الفحوصات الطبية اللازمة، وأعقب ذلك نقله بسيارة إسعاف الساعة ٣ عصر اليوم إلى مستشفى العجوزة الذى وصل إليه في تمام الساعة ٣ ونصف عصرا وتم حجزه بالمستشفى لحين الاطمئنان على حالته الصحية والتأكد من إصابته بفيروس كورونا من عدمه”..
وبعد أقل من أسبوع من احتجازه غادرنا محمد منير تاركا تراثا من المشاكسة والدفاع عن الحقوق والحريات.