“التحالف الشعبي” يدعو الحكومة لتجميد التطبيع والعلاقات الرسمية مع إسرائيل رفضا لـ”مخطط الضم”: تهديد أكيد للأمن القومي
كتب – محمود هاشم
طالب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الحكومة المصرية بإعلان رفضها ما يسمى مخطط الضم والسياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطينى، وإعلان توجهها لتجميد التطبيع والعلاقات الرسمية فى مواجهة هذه السياسات التى تمثل تهديدا أكيدا للأمن القومى المصرى، مؤكدا ضرورة وتوسيع المقاومة وإعلان الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة المشاركة الشعبية.
وقال الحزب في بيان صحفي إن التوجه الإسرائيلي لمحاولة ضم البقاع وأجزاء من الضفة الغربية، يعكس الطابع الاستعمارى للكيان الصهيونى الذى ينتهك حقوق الشعب الفلسطينى والقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة بشأن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعدم شرعية الاستيطان وتهويد القدس، كل يوم، وأن الخطوة الأخيرة، المدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل استكمالاً لهذا التاريخ الاستعمارى الأسود ، الذى لا يفسح أى مجال للتعايش مع هذا الاستعمار المجرم.
وشدد الحزب على أن المقاومة الفلسطينية والعربية يمكن أن تسقط هذه السياسات وتفشل خطوات ضم وإلحاق الأراضى الفلسطينية بالكيان الغاصب، حيث وصلت إلى مرحلة متقدمة بمسيرات العودة إلى كل فلسطين، والتى لا تعارض فقط الضم، بل تطرح فى دلالتها الرمزية ورسالتها المثابرة الهدف الابعد للنضال الفلسطينى، أى كل فلسطين.
ولفت إلى أن الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة المقاومة والمشاركة الشعبية والاعتراف بالحق فى التعددية والتنوع فى مواجهة الهيمنة والانفراد، تمثل مطلبا ملحا لا يمكنه الانتظار، وأن توسيع حملات المقاطعة ورفض التطبيع واجب على القوى الوطنية فى مصر والعالم العربى وكل القوى التقدمية والمناهضة للاستعمار فى العالم.
وأشار التحالف الشعبي إلى أن الكيان الصهيونى ورغم ما يمارسه من غطرسة القوة لم يعد يتمتع بكل ما كان لديه من قدرات ردع، وأن ميزان القوى يتغير لصالح قوى وأطراف المقاومة، ويمكن توسيع جبهة المقاومة.
واستطرد: “الحاجة أصبحت ملحة لجامعة الشعوب العربية وكل أشكال التضامن الشعبى، مع تراجع دور الحكومات العربية وجامعة الدول العربية، وتدنى مواقف أطراف رسمية عربية عن مواقف برلمانات وحكومات أوروبية، وتهديدها المباشر بفرض عقوبات على إسرائيل حال أقدامها على إجراءات الضم”.
وتابع: “طوال تاريخه الاستعمارى الأسود يتبع الكيان الصهيونى سياسة القضم والهضم تحقيقا لهدف “إسرائيل الكبرى”، كما تثبت السياسات الإسرائيلية زيف دعاوى المطبعين العرب عن الوجه السلامى للكيان الصهيونى، الذى يستخدم كغطاء لما تسمى بصفقة القرن ومزاعمهم حول ما حصاد ما يطلقون عليه “التطرف الفلسطينى والعربى وحملات المقاطعة” من إضاعة فرص السلام والتسوية وتمدد إسرائيل .
ونوه التحالف الشعبي إلى أنه حتى لا يتواصل تزوير التاريخ لتمرير سياسة الضم لنتذكر أن إسرائيل لم تقبل عمليا قرار التقسيم، وواصلت طرد الفلسطينين من مدنهم وقراهم وارتكبت لتحقيق هدفها عشرات المجازر وعمليات الطرد الجماعى، وفى عام 1955 شنت الغارات على غزة، وبعد عام شاركت فى العدوان الثلاثي على مصر، وبعد حرب ٦٧ قبلت مصر والعرب القرار ٢٤٢ الذى نص على حق إسرائيل فى الحياة داخل حدود آمنة معترف بها، ولم تنسحب من شبر واحد من الأراضى العربية إلا بالحرب من أراض مصرية بعد حرب أكتوبر ٧٣ وما أعقبها من تحولات ومن أراض لبنانية بعد حرب التحرير.
وواصل الحزب: “بعد حرب أكتوبر ظهرت فى الأدبيات الفلسطينية فكرة حل الدولتين، دولة الضفة والقطاع، أي المطالبة فى مفاوضات التسوية بأن تنشأ فى الأراضى الفلسطينية التى كانت خاضعة للإدارتين المصرية (قطاع غزة) والأردنية (الضفة الغربية) دولة فلسطينية، وأصبح حل الدولتين هو أساس التحركات والمبادرات الفلسطينية والعربية، ورغم مبادرة السادات بزيارة إسرائيل وخطابه فى الكنيست ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، رفضت تل أبيب أن يتجاوز الحديث عن فلسطين مشروع حكم ذاتى وظيفى للسكان دون المساس بالسيادة الإسرائيلية على الأرض.
ووفقا للبيان، رفضت إسرائيل التنازل عن شبر واحد من القدس، بل أعلنت قبل أن يجف مداد اتفاقية ” السلام”، أن القدس عاصمة أبدية لها على مر الأجيال، ورد مناحم بيجن على خطاب لمصطفى خليل رئيس الحكومة المصرية بقوله (دلني على فقرة أو عبارة أو جملة أو كلمة، أو حرف أو فصلة فى اتفاقية كامب ديفيد تتحدث عن فلسطينية القدس أو تنازل إسرائيل عنها).
واستكمل: “حتى بعد اتفاقية أوسلو الموقعة فى ١٣ سبتمبر ١٩٩٣، التى نصت على انسحاب إسرائيلى خلال ٥ سنوات من أراضي الضفة والقطاع، وسعت إسرائيل حزام المستعمرات وإقامته جدار الفصل العنصرى ومزقت أوصال الأراضى الفلسطينية بالطرق الالتفافية واستمرت فى تهويد القدس وجمدت الانسحاب وانتهى الأمر باغتيال من وقعا الاتفاقية (رابين ثم عرفات) ثم استكملت ذلك بإعلان الجولان أراض إسرائيلية، واحتلت إسرائيل دول الجوار العربية، مصر والأردن وسوريا ولبنان، فضلا عن فلسطين وشنت عشرات الغارات على غزة ودمرت المفاعل النووى العراقى وواصلت حصار الضفة والقطاع”.