أحمد النجار يرفض إعادة تنصيب تمثال ديليسبس: دمر حقوق أجدادنا.. احترموا كرامة وطنكم وذاكرته الإنسانية والوطنية
النجار: من يستحق أن ينتصب تمثاله في مدخلي القناة الفلاح المصري وأبناء الشعب الذين قاتلوا ببطولة استثنائية ضد العدوان
عبد الرحمن بدر
أعلن الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، رفضه لإعادة تنصيب تمثال ديليسبس في بورسعيد.
وقال النجار: “لم أتخيل أن هناك في هذا الوطن من يمكن أن يفكر في إعادة تمثال المحتال ديليسبس الذي دمر أبسط الحقوق الإنسانية لأجدادنا في حفر قناة السويس بالسخرة وبلا مأوى إنساني أو رعاية طبية أو غذائية يعتد بهما، ولم يأبه ولم يصدم ضميره الخرب موت 120 ألف عامل مصري، وقاوم محاولة الخديوي إسماعيل لإلغاء نظام السخرة غير الإنساني، وساهم في سرقة حقوق مصر في القناة”.
وأضاف النجار في حسابه على (فيس بوك): “من يستحق أن ينتصب تمثاله في مدخلي قناة السويس الشمالي والجنوبي هو الفلاح المصري الذي حفر القناة، والجنود وأبناء الشعب الذين قاتلوا ببطولة استثنائية ضد العدوان الفرنسي-البريطاني-الصهيوني بعد تأميم القناة الذي أنجزه عبد الناصر”.
وتابع الكاتب الصحفي: “للتذكير فإن فرنسا (المتحضرة) ما زالت تحتفظ بجماجم أبطال المقاومة الجزائرية كنماذج لـ(المجرمين) وأعادت منذ أيام بعض الجماجم على مضض وكانها منة، رغم أن المجرم الحقيقي هو الاستدمار الفرنسي الدنئ واللصوصي للجزائر”.
وقال النجار: “كما يتصدر كبرى جامعاتها تمثالا وضيعًا لشامبليون يضع قدمه على رأس إخناتون وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا لانضع أقدام تماثيل الفلاحين والجنود وأبناء الشعب على رؤوس رموز الغزو الفرنسي-البريطاني-الصهيوني؟ كما أن فرنسا لم تعتذر عن احتلالها الإجرامي لمصر (1798-1801) والذي قتلت خلاله نحو 300 ألف إنسان خلال ثلاثة أعوام من التقتيل الهمجي والإجرامي في بلد كان تعداده نحو 2,5 مليون نسمة ولم تعتذر ولم تعوض مصر عما خربته”.
واختتم النجار: “هل بعد ذلك يمكن لعاقل أو وطني أن يطالب بنصب تمثال النصاب ديليسبس الذي سُجن في وطنه باعتباره محتالا، احترموا كرامة وطنكم وذاكرته الإنسانية والوطنية”.
يذكر أن عملية ترميم قاعدة تمثال ديليسبس الموجودة على المدخل الشمالي لممر المجري الملاحي لقناة السويس بنطاق حي الشرق بمحافظة بروسعيد أثارت حالة من الغضب الشعبي بالمحافظة امتدت إلى خارج حدودها، حيث أعلن مثقفون وسياسيون من مختلف أنحاء الجمهورية رفضهم إعادة تنصيب التمثال على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.
ووجه عدد من المثقفين والسياسيين بينهم المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، خطابًا لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لحث المسؤولين بمحافظة بورسعيد على تفهم الدواعي الوطنية والحقائق التاريخية والاعتبارات الأخلاقية التي تمنع كل مصري من السعي لإعادة نصب تمثال فرديناند دلسبس على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.
وقال الخطاب إن ذلك المسعى يأتى ليحدث شرخا كبيرا داخل الجماعة الوطنية في توقيت نحتاج فيه لتوسيع مساحة الإجماع الوطني والالتفاف حول جيشنا العظيم لمواجهة التهديدات المحيطة بمصر شرقا وغربا وجنوبا.
كما شدد على أن هذا العمل يعد بمثابة إهدار لتضحيات 120 ألف مواطن مصري قضوا في أعمال السخرة في حفر قناة السويس وتنكر لدماء شهداء الجيش والمقاومة الشعبية الذين منحوا بورسعيد مسمى الباسلة حتى أضحت رمزا عالميا لمكافحة الاستعمار في كل دول العالم.
وأشار الخطاب إلى أن “هذا الإجراء يسبغ على هذا الآفاق شرفا لا يستحقه ولا حتى في بلده التي أدانته وابنه بتهم السرقة والنصب مثلما حكمت على حفيده بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى”.
ويشار إلى أن العشرات من المستخدمين على موقع فيسبوك قد نشروا خلال الـ24 ساعة الماضية الخطاب الرافض لإعادة نصب تمثال فرديناند دلسبس على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.