من اقتحام منزله إلى حبسه 15 يوما.. القصة الكاملة للقبض على الصحفي محمد منير: صامد وقوي ولن يبتزني أحد بالتخويف
منير بعد اقتحام شقته: لن يبتزني أحد بالتخويف.. وبعد القبض عليه: صامد وقوي وبخير
بيان لأسرته يطالب نقابة الصحفيين والمجلس القومي لحقوق الانسان بالتحرك لحمايته
غضب بالوسط الصحفي: محمود كامل يلوح بالاستقالة من مجلس “الصحفيين”.. وعمرو بدر: الصمت لم يعد مقبولا
أعضاء بمجلس النقابة يتقدمون بطلب لعقد اجتماع طارئ للصحفيين بعد ساعات من القبض عليه: حصار الصحافة مرفوض
كتب – أحمد سلامة
“ارتفع عدد الصحفيين النقابيين المقبوض عليهم إلى 16 صحفيًا، ومثلهم من غير النقابيين”، هكذا أكد عضو مجلس نقابة الصحفيين محمد سعد عبدالحفيظ في سياق تعليقه على حبس واقعة القبض على الأستاذ محمد منير.
نيابة أمن الدولة أصدرت، قبل قليل، قرارها بحبس الصحفي محمد منير، رئيس تحرير جريدة الديار ونائب رئيس تحرير جريدة اليوم السابع سابقًا، 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية 535 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
المحامي نبيل الجنيدي قال في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن نيابة أمن الدولة وجهت للصحفي محمد منير اتهامات بـ”مشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإساءة إستخدام موقع التواصل الأجتماعي”.
بينما علق عضو مجلس نقابة الصحفيين، محمود كامل، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قائلًا إن مرفقات المحضر هي “بوستات فيسبوك”، لافتًا إلى أن وكيل نيابة أمن الدولة سمح له بصفته ممثلا عن نقابة الصحفيين بمقابلة الأستاذ محمد منير، مضيفًا “أستاذ محمد منير بيقول لكل الناس هو صامد وقوي وبخير”.
ما قبل قرار الحبس: لن يبتزني أحد بالتخويف
مساء أمس الأول، قال الزميل الصحفي محمد منير إن قوات الأمن اقتحمت شقته وكسرت الباب وعبثت بمحتوياتها وهو خارج المنزل.
ونشر منير فيديو كاميرات مراقبة لقوات الأمن بملابس مدنية أمام باب شقته وهم يحاولون الدخول ووتمكنوا من الدخول بعد كسر الباب ومكثوا داخل الشقة حوالي 15 دقيقة معتبرا “البوست” بلاغ للنائب العام للتحقيق في وقائع اقتحام شقته.
وقال الزميل في الفيديو إنه بعد ساعتين من الاقتحام جاءت قوات يرتدون زي مكافحة الإرهاب ومعهم أسطوانة حديدية وكسروا الباب الحديدي للشقة.
وأضاف أن الشئ الغريب أنهم بعد اقتحامهم الشقة ودخولها الساعة الحادية عشر ليلا أرسلوا قوات أمن مدججة بالسلاح في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وكان معهم فرد أمن من الذين حضروا في المرة الأولى وكان معهم أسطوانة حديدية.. مشيرًا إلى أن هناك “شكل استعراضي لاقتحام الشقة.. يبدو أنهم متخيلين إنني شايل دبابة جوه الشقة”.
وأضاف: لا تعليق على ما حدث هذه أمور غريبة والمفروض لا تحدث، أنا مستمر في موقفي ولن يبتزني أحد بالإرهاب والتخويف، أنا عندي 65 سنة ودي معناها إن الواحد قرب يقابل ربنا ومفيش حد قرب يقابل ربنا وهيخاف من عبيد ربنا.
وتساءل الصحفي محمد منير في اتصال مع “درب” لماذا تقتحم قوات الأمن بملابس مدنية شقتي ثم بعدها بساعتين تقتحم قوات مدججة بالأسلحة الشقة مرة أخرى خلال ساعتين؟ إلا إذا كان النظام يريد الاستعراض وتخويفي، ولماذ يتم تكسير باب الشقة للدخول، مؤكدًا أنه بالصدفة كان خارج المنزل يشتري بعض الاحتياجات.
عقب تلك الواقعة، علق جمال عبد الرحيم وكيل أول نقابة الصحفيين قائلا إن تصرف الأمن باقتحام شقة الزميل محمد منير غريب جدا وغير مفهوم مع صحفي معروف وكبير في السن، ومجلس النقابة بصدد التحرك لمعرفة أسباب الاقتحام وبحث الإجراءات لمواجهة الأمر.
الاختطاف وبيان الأسرة: لم يقل ما يسيئ للوطن
بحلول فجر اليوم الاثنين، وبعد 24 ساعة من نشر فيديو اقتحام شقته، أعلنت أسرة الكاتب الصحفي محمد منير – 65 عاما – في بيان أن قوة من الشرطة قامت باختطافه من شقته بمنطقة الشيخ زايد فجرًا واقتياده لمكان مجهول.
وقالت أسرة محمد منير في بيانها أنها أبلغت نقابة الصحفيين والمجلس القومي لحقوق الإنسان عن واقعة الاختطاف، وتأمل منهما التحرك السريع لمعرفة مكان احتجازه، وحضور التحقيقات معه، حيث أنه عضو بنقابة الصحفيين، ويلزم القانون أجهزة الدولة بإبلاغ النقابة قبل القبض على صحفي خاصة إذا كانت التهمة الموجهة له تخص النشر والإعلام.
وأشارت الأسرة في بيانها إن ما حدث مع محمد منير، جاء بعد مشاركته في لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة تحدث فيه عن أزمة الكنيسة المصرية ومجلة روز اليوسف، وهو مجرد تعبير عن الرأي، ولم يقل في كلامه ما يسئ للوطن أو للوحدة الوطنية، بل إنه أحرص الناس على هذه الوحدة الوطنية وتاريخه السياسي والإعلامي يشهد بذلك، كما أنه حذر في هذا اللقاء من استغلال البعض لهذه الأزمة لإثارة الفتنة الطائفية.
محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين كشف مضمون مكالمة جرت بينه وبين محمد منير قبل القبض عليه محذرا من إصابته بعد أمراض قائلا “أستاذ محمد منير -٦٥ سنة- مريض بعدة أمراض مزمنة في آخر مكالمة من كام ساعة كان قوي وقال أنا مش خايف من حاجة ولا من حد”.
تابع كامل “عارف إنك مش بتخاف لكن كمان عارف إن حياتك في خطر، عارف إنك مرتكبتش جريمة لكن كمان عارف إن هيتلفقلك قضية زي اللي سبقوك”.
وحول موقف النقابة قال كامل ”آثرنا الصمت خلال الشهور الماضية رضوخا لحجة أن حديثنا عن زملائنا يضر بموقف من يتفاوض لرفع الظلم عنهم، ورضوخا لحجة أن تحركنا يضر بزملائنا المحبوسين ظلما”.
وكشف كامل عن القبض على 3 زملاء آخرين خلال أزمة كورونا قائلا” خلال شهر واحد وفي ظل انشغال الجميع بأزمة الفيروس اللعين تم القبض على ٣ زملاء نقابيين الأول عوني نافع من مقر عزله بالمدينة الجامعية بتهمة الحديث عن كورونا، وهو صحفي كل آراءه داعمة للنظام والحكومة، والثاني سامح حنين وتم إجباره على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، وأخيرا وليس آخرا الأستاذ محمد منير”
ولوح محمود كامل بالاستقالة من موقعه في عضوية مجلس النقابة بسبب ما وصفه بغياب دورها في حماية أعضائها قائلا ” إذا لم يكن للنقابة دور في حماية أعضائها من الفصل التعسفي وتخفيض الأجور، إذا لم يكن للنقابة دور في حماية أعضائها من الظلم وتلفيق القضايا ، إذا لم يكن للنقابة دور حتى في إعلان موقف واضح من الظلم والجرائم التي ترتكب في حق الصحفيين وحق الوطن، إذا غابت هذه الأدوار يتبقى محاولة أخيرة وسريعة، وإلا الرحيل احتراما لما تبقى من كرامة أهدرها ادعاء صوت العقل.
حملة تضامن: لم يعد الصمت مقبولا
عدد من أعضاء مجلس النقابة على رأسهم محمد سعد عبدالحفيظ ومحمود كامل وعمرو بدر، استنكروا واقعة القبض على محمد منير في عدة تدوينات وتصريحات أدلوا بها.
محمد سعد عبد الحفيظ، استنكر الواقعة معتبرًا أنها إشاعة خوف، وقال “منير لم يدع يوما إلى عنف ولا يملك سوى الكلمة لمقاومة كل مظاهر القبح والاستبداد التي تحيط بنا، فضلا عن أنه مصاب بالعديد من الأمراض، وباعتقاله يصل عدد المحبوسين من الصحفيين أعضاء النقابة إلى نحو 16 زميل، ومثلهم تقريبا من غير النقابيين”.
وتابع عبد الحفيظ: “آخر زميل تم اعتقاله قبل منير، كان الزميل عوني نافع ناقد رياضي، ليس له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد، داعم للسلطة الحاكمة على طول الخط، وكل كتاباته ومشاركاته التلفزيونية تؤكد ذلك”.
بينما علق عمرو بدر، قائلا: “الاستبداد الغاشم يضم صحفيا جديدًا إلى قائمة المحبوسين”، مضيفًا “الزميل الأستاذ محمد منير ٦٥سنة، اختطفته قوات الأمن من منزله بالشيخ زايد فجر اليوم، لم يعد الصمت مقبولا ولا مبررا تحت أي ظرف بعد التمادي الغشيم في التضييق والحصار، وبعد قمع كل صوت حر أو مختلف”.
وقال بدر في تدوينة بحسابه على (فيس بوك): “الزميل محمد منير بالنسبة لي مش شخص عادي، لكن ضهر وسند، شهامة وجدعنة ابن البلد، وحنان وطيبة الأب والأخ الكبير، ينتقدك بحب.. ويدافع عنك بصدق.. ويغضب منك علشان يبعت لك رسالة نبيلة ورقيقة”.
وأضاف: “محمد منير عمره في حياته ما كتب ولا قال غير قناعاته، تتفق أو تختلف مع القناعات دي لكن لازم تقدر صدقه مع نفسه، واحترامه لقلمه، واعتزازه بكرامته، وتصميمه إنه يعيش من شغله واجتهاده مش من التطبيل لسلطة أو رئيس أو مدير”.
وتابع بدر: “رسالة القبض على محمد منير هي رسالة ترهيب للكل، لكل اللي بيفكر يكتب أو ينتقد أو يختلف.. رسالة مرفوضة وغشيمة، وصلت لينا وأظن لازم يكون الرد عليها بما يليق”.
المحامي الحقوقي نجاد البرعي، علق على الواقعة قائلا “لم يكن الصديق العزيز محمد منير جاهلا أو قليل الفطنة، فقد ذهب إلى السجن -في ظني- مفتوح العينين”.
وأوضح قائلا “في آخر مقطع فيديو بثه عبر صفحته قال منير إنه يعرف أنهم قادرين على أن يفعلوا به مثلما فعلوا مع صديقه الأستاذ عادل صبري رئيس تحرير موقع مصر العربية والمحبوس احتياطيا منذ ثلاث سنوات”.
ويستدرك البرعي “لكن الرجل أيضا قال إن حريته هي أغلى ما عنده وأنه لا يقبل من أحد أن يُملي عليه ما يقول والمكان الذي يقوله فيه ما دام هو يعرف أنه لم يضر أحد أو يسيئ إلى أحد”.
وأشار البرعي إلى أن محمد منير خاض معركة طويلة ومُسجلة ضد الدكتور رفعت السعيد وجريدة الأهالي للحصول على حقه منها بعد فصله تعسفيا، كما خاض معركة مماثلة ضد اليوم السابع بعد إنهاء عقده تعسفيا، وانتصر في معركتيه؛ انتصارا ماديًا في الأولى ومعنويًا في الثانية.. مضيفًا “لكن نصره الأكبر كان على محاولات تركيعه بتجويعه”.
واختتم البرعي تدوينته قائلا “لابأس، تلك الأيام نداولها بين الناس، أدعو الله أن تكون تلك المعركة ليست هي آخر معارك محمد منير ورفاقه؛ وأن يكون السجن فرصة لهم لتأمل أحوالنا وأحوالهم وأن يخرجوا إلينا كما دخلوا إليه كراما مرفوعي الرأس موفوري الكرامة، قلبي مع عائلة محمد منير بناته وزوجته وقلبي مع شقيقه الاستاذ الصحفي الصديق حازم منير”.
أعضاء مجلس النقابة يتحركون: حصار الصحافة مرفوض
إثر الواقعة، تقدم 6 من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، بطلب اجتماع طارئ لأعضاء المجلس، لمناقشة “الحصار المفروض على حرية الصحافة”، بعد زيادة اعتقالات الصحفيين في الفترة الأخيرة.
وقال الأعضاء في طلبهم، إن الاجتماع يأتي لمناقشة “الحصار المفروض على حرية الصحافة، ودور النقابة في دعم الزملاء المحبوسين وآخرهم الزميل محمد منير، ليصبح رابع عضو بالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين في الاعتقال بعد مصطفى صقر وعوني نافع وسامح حنين”.
والأعضاء أصحاب الدعوة هم، جمال عبد الرحيم، محمد خراجة، هشام يونس، محمود كامل، محمد سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر.
من جانبه، أشار محمود كامل عضو مجلس النقابة، إلى أن أصحاب الدعوة لاجتماع طارئ يمثلون أغلبية الآن داخل مجلس النقابة، خاصة بعد حجز الزميل أيمن عبد المجيد في المستشفى بسبب مروره بوعكة صحية، وإصابة الزميل حسين الزناتي بفيروس كورونا ودخوله العزل.
ونص طلب الأعضاء:
السيد الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين،
نرجو منكم تحديد ميعاد لاجتماع طارئ للمجلس خلال ٤٨ ساعة وذلك حسب نص المادة ٥٠ قانون النقابة التي تنص على “يجتمع مجلس النقابة مرة كل شهر على الأقل بدعوة من النقيب أو بناء على طلب ثلاثة من أعضائه كتابة”.
ونرجو أن يكون جدول الأعمال كالآتي:
أولا: الحصار المفروض على حرية الصحافة، ودور النقابة في دعم الزملاء المحبوسين وآخرهم الزميل محمد منير فلا يخفي عليكم أن الفترة الأخيرة قد شهدت أكثر من ٤ وقائع للقبض على زملاء صحفيين أعضاء بالجمعية العمومية وهم” مصطفى صقر وعوني نافع وسامح حنين ومحمد منير”، وهو ما يعني أن طرح وجهة نظر النقابة في هذه الوقائع ودعم الزملاء بكل الصور القانونية والنقابية بات أمرا واجبا وضروريا.
ثانيا: علاقات العمل وأزمة المرتبات في بعض الصحف خلال الفترة الأخيرة، فقد اشتكي العديد من الزملاء من خصومات يتعرضون لها وصلت لأكثر من ثلث المرتب في بعض الأحيان، وهو ما يعني ضرورة التدخل بشكل عاجل وواضح لحل مشكلات هؤلاء الزملاء ودعمهم كأعضاء بالجمعية العمومية للنقابة، فهم في احتياج حقيقي للدعم في هذا الوقت”.
ثالثا: أزمة كورونا ودعم النقابة للزملاء أعضاء الجمعية العمومية، وإمكانية تشكيل لجنة دائمة لإدارة هذا الملف تدعم وتساند لجنة الرعاية الصحية.
السيد النقيب،
لقد كان آخر اجتماع لمجلس النقابة في ١٤ مارس الماضي، وقد تراكمت عدة قضايا خلال هذه الفترة بما يجعل هناك ضرورة لعقد اجتماع للمجلس، مع الحفاظ على كل التدابير الاحترازية والاحتياطات الواجبة”.