موناتيللي “المغتصب” و”العنصري”.. قصة مغتصب طفلة إريترية بـ350 ليرة انتقم الإيطاليون للضحية بتشويه تمثاله (فيديو وصور)
محمود هاشم
انضم تمثال الصحفي الإيطالي الشهير إندرو مونتانيلي، إلى موجة الاحتجاجات ضد رموز الفاضية والعنصرية في العالم، التي حركها مقتل المواطن الأمريكي ذو الأصول الإفريقية جورج فلويد مخنوقا بقدمي شرطي في مينيابوليس.
واستيقظ الإيطاليون صباح اليوم على صورة مختلفة لتمثال مونتانيللي، في الحديقة التي تحمل اسمه في مدينة ميلانو، حيث تعرض للتشويه والطلي بطلاء أحمر، مكتوب عليه باللون الأسود عبارات “عنصري” و”مغتصب”.
الواقعة جاءت استهجانا لتصريحات سابقة له في برنامج “ساعة الحقيقة” الإيطالي في عام 1969، التي اعترف فيها بشراء فتاة إرترية – تبلغ من العمر 12 سنة – من والدها، لجعلها زوجته في فترة الاستعمار الفاشي في إفريقيا، في ثلاثينات القرن الماضي.
في لقائه، قال مونتانيللي إنه تطوع للمشاركة في الغزو الإيطالي للحبشة في 1936، مشاركا في القتال لبضعة أشهر، قبل أن يعمل مراسلا حربيا لعدد من الصحف، وأضاف عن واقعة اغتصابه الطفلة الإفريقية: “لقد كانت جميلة، عمرها 12 سنة، وعمري 25 عاما، آسف أن أقول ذلك لكن في إفريقيا هذا الوضع طبيعي، لقد تزوجتها بعد شرائها من والدها”، رافضا الاعتراف بأن ما فعله يعد جريمة اغتصاب، حتى وفقا للقوانين المتبعة في ذلك الحين.
وفي مقال سابق له في عام 2000، قال إن الفتاة تدعى “ديستا” أو فاطمة، تم شراؤها مقابل 350 ليرة، وتم بيعها لاحقا للجنرال أليساندرو بيرزيو بيرولي، الذي أدخلها في زمرة “حريمه”، قبل أن تتزوج من عسكري إريتري كان تحت إمرة مونتانيللي، وأوضح أنه في 1952 رأى ديستا مع زوجها، وكان لديها 3 أطفال، أحدهم يسمى “إندرو”.
وكان مونتانيلي يقدم نفسه على أنه “مناهض للشيوعية” و”وطني فوضوي” ما جعل اليسار الإيطالي يصفه بـ”الفاشي” خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وفسر أحد الناشطين الإيطاليين واقعة طلاء تمثال مونتانيللي، قائلا: “أنتم لا تفهمون ماذا يحدث، التمثال لم يتعرض للتخريب، بل تم تدعيمه، العبارتان المكتوبتان الآن عليه تمثلانه بالضبط، لذا يستطيع الجميع تذكره بما كان عليه حقا”.
وإندرو مونتانيلي الذي ولد في العام 1909 وتوفي في العام 2001، مؤسس صحيفة “إل جورنالي” وهو صحفي وكاتب مقالات إيطالي شهير عرف خصوصا خلال فترة عمله في صحيفة “كورييري ديلا سيرا”.
وفي وقت سابق، نظم ناشطون إيطاليون حملة توقيع موجهة إلى رئيس بلدية ميلانو جوزيبي سالا، تطالب بإزالة تمثاله، لاغتصابه الطفلة الإفريقية، على الرغم من معاقبة القانون العلاقات مع من هن دون 14 عاما حينها.
وأضاف نص عريضة الحملة: “التمثال يقع في حديقة يرتادها يوميًا العديد من النساء والعديد من الأطفال، لكن صاحبها أظهر بالفعل أنه ليس لديه حتى الحد الأدنى من الاحترام”.
وفي الأيام الأخيرة، طلبت جمعية “إي سنتينيلي”، المناهضة للفاشية من رئيس بلدية ميلانو إزالة تمثال الصحفي الذي اتهمته بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال الفترة الاستعمارية الإيطالية في افريقيا، إلا أن رئيس البلدية بيبي سالا رفض هذا الطلب وأيده في ذلك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو. وقد تعرض هذا التمثال للتخريب في السابق وألقي عليه طلاء وردي العام الماضي خلال تظاهرة نسوية.