أول تصريح لـ أحمد الجيزاوي بعد 8 سنوات في السجون السعودية: عوقبت على جريمة لم أرتكبها و«كفاية عليا أبويا مات ومدفنتوش»
الجيزاوي: تم إلقاء القبض عليّ في 17 أبريل 2012 والمواد المخدرة المتهم بتهريبها في «علب بتاريح 20 أبريل 2012»
أصعب لحظات السجن لما أبويا مات وما دفنتوش ولما جالي سرطان وخدت كيماوي ومحدش جنبي
كتب- إسلام الكلحي
أكد المحامي المصري أحمد الجيزاوي، الذي قضى 8 سنوات فى السجون السعودية، أن سعادته لا توصف بعدما عاد إلى مصر مؤخرا، لافتا إلى أن أصعب اللحظات التي عاشها خلال فترة سجنه، حينما توفي والده دون أن يكون حاضرا لدفنه، وحينما أصيب بسرطان في القولون وأصبح يتلقى العلاج الكيماوي ولا أحد من أسرته بجواره.
وقال الجيزاوي في تصريحات خاصة لموقع «درب» إنه وصل مصر في 8 مايو الجاري الموافق 15 من شهر رمضان المنصرم، حيث مكث في الحجر الصحي بالمدينة الجامعية بالقاهرة التابعة لجامعة الأزهر 14 يوما، وخرج من الحجر مساء يوم السبت، مشيرا إلى أنه يشعر بأنه «مالك الدنيا» وهو في حضن والدته وابنته جويرية.
وكان الجيزاوي قد سافر وزوجته للمملكة العربية السعودية، في أبريل من العام 2012، وهناك تم ضبطه بتهمة «محاولة إدخال الآلاف من الأقراص الممنوعة إلى أراضيها»، في الوقت الذي أعلن فيه مطار القاهرة حينها في بيان صحفي أنه «غادر القاهرة بصحبة زوجته إلى الأراضي المقدسة عبر مطار القاهرة الدولي، وأقلعت طائرتهما دون أي مشاكل في إنهاء الإجراءات مثل أي راكب آخر في الرحلة».
«بنتي كان عندها سنتين إلا كام شهر، دلوقتي بقى عندها 9 سنين ونص»، يقولها المحامي الشاب، الذي أشار إلى أنه يدعو الله أن يعينه أن يعوضها السنوات التي قضاها في السجون السعودية.
وتطرق الجيزاوي إلى الاتهامات التي وجهت إليه السلطات السعودية وقضى بسببها 8 سنوات في سجون المملكة، قائلا: «أنا اتعاقبت على حاجه معملتهاش وخدت حكمها خلاص، بس أنا حابب اعرف الناس الحقيقة»، لافتا إلى أنه توجه إلى المملكة لأداء عمرة هو وزوجته، وكان قبل ذلك قد أقام دعوات قضائية ضد كفلاء وأشخاص ذوي نفوذ في المملكة «كانوا ناصبين على مصريين».
وأضاف المحامي الشاب: «كانوا ناس تقيلة تقريبا ولما روحت حصل اللي حصل»، لافتا إلى أنه تم إلقاء القبض عليه في 17 أبريل 2012، والمواد المخدرة المتهم بتهريبها في «علب بتاريح 20 أبريل 2012».
وتابع: «أول مرة خدت 5 سنين وبعد كده استأنفت على الحكم»، مشيرا إلى أن النظام القضائي هناك مختلف عن مصر و«كل الفترة دي كنت في السجن منتظر حكم الاستئناف»، لافتا إلى أنه حصل في النهاية على «صرف نظر» وهو ما يوازي حفظ القضية في مصر، لافتا أن تفشي فيروس كورونا في المملكة دفع السلطات السعودية للنظر في قضايا السجناء الذين لم يصدر حكما نهائيا بحقهم.
وقال المحامي أحمد الجيزاوي إن «الموضوع انتهى خلاص» ولكن هذه هي الحقيقة، مضيفا: «كفاية عليه أن أبويا مات ومدفنتوش». وشدد على أن «أصعب مرحلتين عدوا عليه في الجسن لما أبويا مات ومدفنتوش، ولما جالي السرطان وبقيت أخد جلسات كيماوي ومحدش من أسرتي جنبي».
يذكر أن اعتقال الجيزاوي قد تسبب في أزمة بين السعودية ومصر، بعد أن قررت الرياض استدعاء سفيرها في القاهرة، وإغلاق السفارة وقنصلتيها في الإسكندرية والسويس بسبب مظاهرات نددت بالسعودية بسبب اعتقال المحامي المصري، إلا أنه وبعد أيام أمر بإعادة العلاقات مرة أخرى بعدما استقبل وفدًا شعبيًا وبرلمانيًا برئاسة رئيس مجلس الشعب وقتها، الدكتور سعد الكتاتني، ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي، ومن بينهم الداعية السلفي المشهور محمد حسان.
ورغم كل التحركات المصرية، إلا أن محكمة سعودية أصدرت حكما بجلد المحامي أحمد الجيزاوي 300 جلدة، والسجن 5 سنوات، بتهمة تهريب مواد مخدرة للأراضي السعودية؛ وفي فبراير 2013 تم قبول استئناف مقدم من الجيزاوي على الحكم، لكن المحكمة أيدت في ديسمبر 2013 الحكم السابق. فاستأنف المحامي المصري من جديد على الحكم وصدر مؤخرا قرار بحفظ القضية.