فضيحة إبستين تعود بقوة: نواب ديمقراطيون يكشفون رسائل تتهم ترامب بمعرفة الانتهاكات ويضغطون على الأمير أندرو للشهادة
درب
أثارت رسائل إلكترونية منسوبة لرجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المدان بالاتجار الجنسي، جدلاً واسعًا بعد نشرها يوم الأربعاء من قبل نواب ديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي. الرسائل، التي كشفت عنها تحقيقات لجنة الرقابة، تشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان على علم بانتهاكات إبستين الجنسية أكثر مما أعلن علنًا، وتذكر أنه أمضى ساعات في منزل إبستين مع إحدى ضحاياه. ونفى ترامب أي معرفة أو تورط في أنشطة صديقه السابق، الذي انتحر في سجنه الفيدرالي عام 2019 قبل محاكمته، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
بدورهم، شدد النواب الديمقراطيون على أن الوثائق “تثير تساؤلات جدية” حول مدى علم ترامب بجرائم إبستين، مؤكدين على ضرورة كشف الحقيقة.. وفي خطوة إضافية، وجه 16 عضوًا ديمقراطيًا في لجنة الرقابة رسالة إلى الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث، الذي جُرّد من ألقابه الملكية، طالبين منه الإدلاء بشهادته حول علاقته بإبستين. الرسالة أشارت إلى أن صداقة أندرو مع إبستين بدأت عام 1999 واستمرت بعد إدانته عام 2008 باستغلال قاصرات، مع الإشارة إلى اتهامات الاعتداء الجنسي الموجهة إليه من قبل فرجينيا جيوفري. واعتبرت اللجنة أن الأمير قد يمتلك “معلومات قيمة” عن الجرائم، لكنه لم يرد بعد على الطلب.
في سياق متصل، أعلنت جيسلين ماكسويل، شريكة إبستين والمحكوم عليها بالسجن 20 عامًا، عزمها تقديم طلب رسمي لتخفيف العقوبة، بعد أن رفضت المحكمة العليا الأمريكية طعنها القانوني في أكتوبر الماضي، وفقًا لتقرير مجلة فوربس استنادًا إلى وثائق قضائية. وأوضحت الوثائق أن ماكسويل أجرت مقابلة مع محقق وزارة العدل قبل نقلها إلى سجن في تكساس، مؤكدة أنها لم تشهد أي سلوك غير لائق من ترامب، واصفة إياه بأنه “ودود ولطيف” منذ لقائهما في التسعينيات عبر والدها روبرت ماكسويل. وأكدت أن علاقة ترامب بإبستين كانت “ودية فقط”، نافية زيارة ترامب لمنزل إبستين أو تورطه في أي جريمة.
مع ذلك، قوبلت إفادات ماكسويل بالتشكيك من قبل ضحايا إبستين، الذين اتهموها بالمشاركة في تجنيدهن، فيما أشار تقرير فوربس إلى حصولها على خدمات استثنائية في السجن، مما أثار جدلاً إضافيًا. في الوقت نفسه، يواجه ترامب ضغوطًا متزايدة من الديمقراطيين والجمهوريين للكشف عن ملفات حكومية متعلقة بإبستين، رغم إقراره بأنه كان على علم ببعض الأمور منذ سنوات وأنه اختلف معه قبل وفاته. وفي سبتمبر الماضي، نشر الديمقراطيون رسالة عيد ميلاد منسوبة لترامب لإبستين منذ أكثر من 20 عامًا، نافى البيت الأبيض صحتها.
وعلق ترامب على أزمة الأمير أندرو قائلاً إنه “يشعر بالأسف الشديد” للعائلة المالكة البريطانية بعد تجريد أندرو من لقبه، واصفًا الوضع بأنه “مأساوي ومؤسف للغاية”. ومع عودة قضية إبستين إلى الواجهة، تتزايد الضغوط على الشخصيات البارزة المرتبطة به، بينما تظل الحقيقة محاطة بالغموض وسط شبكة نفوذ معقدة.

