أحمد حسين.. حكاية مهندس مصري نقل رمسيس الثاني واقفا وأنقذه من التقطيع  

كتب: عبدالرحمن بدر وصحف  

تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، تصدرت قصة المهندس أحمد محمد حسين، تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صفحات أبرزها صفحة عبدالرحمن شاكر تفاصيل عن دور المهندس أحمد حسين المهم في نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى موقعه الحالي واقفا.  

حيث صمم حسين نظامًا ميكانيكيًا دقيقًا يجعل التمثال يتزن ويتأرجح على العربة في نطاق محدد، بحيث يمتص أي اهتزاز دون أن يفقد مركز ثقله، وأنقذ التمثال من سيناريو تقطيعه وتركيبه من جديد بعد نقله.  

وبالفعل، جرى تصنيع معدات خاصة في مصانع المقاولون العرب، واستُخدم ونش ضخم بسعة 475 طنًا لتنفيذ العملية تحت إشراف مباشر منه، وبمشاركة فريق هندسي مصري بالكامل. 

وفي صباح 25 أغسطس 2006، تحرك تمثال رمسيس في موكب مهيب استمر لساعات، وسط تغطية إعلامية عالمية وهتافات آلاف المصريين الذين اصطفوا لتحيته وهو يودّع الميدان في رحلته إلى المتحف الكبير. 

ونجحت التجربة بدقة كبيرة دون خدش واحد في التمثال. 

ويُعد الدكتور المهندس أحمد محمد حسين (1944 – 2017) أحد أبرز رموز الهندسة الميكانيكية في مصر، وصاحب الإنجاز الهندسي الفريد في نقل تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير دون تفكيك. 

ولد الدكتور أحمد حسين عام 1944، وتخرّج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1965، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ثم واصل دراسته العليا حتى نال درجة الدكتوراه في الميكانيكا التطبيقية من جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة عام 1975. 

كرّس الدكتور حسين حياته للعمل الأكاديمي والبحثي والتأليف، وكان أحد الأساتذة البارزين بكلية الهندسة – جامعة عين شمس، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير المناهج العلمية وإثراء المكتبة الهندسية المصرية بعدد من المؤلفات والدراسات المتخصصة. 

ومن أهم إنجازاته مشروع نقل تمثال رمسيس الثاني عام 2006 من وسط القاهرة إلى موقعه الجديد أمام المتحف المصري الكبير، بعدما قاد الفريق الهندسي الذي تولى تنفيذ العملية المعقدة، والتي تطلبت ابتكار تصميم هندسي فريد يضمن نقل التمثال الذي يزن نحو 83 طنًا دون أن يتعرض لأي تلف أو اهتزاز. 

وتميز التصميم الذي وضعه الدكتور حسين بقدرته على الحفاظ على الوضع الرأسي للتمثال طوال عملية النقل، وهو ما مثّل تحديًا هندسيًا غير مسبوق، حيث ظل التمثال ثابتًا في وضعه الطبيعي من لحظة رفعه وحتى وصوله إلى موقعه الجديد.  

رحل الدكتور أحمد محمد حسين عن عالمنا عام 2017، بعد مسيرة حافلة بالعطاء. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *