السيسي: ملف المياه جزء من حملة ضغوط على مصر لتحقيق أهداف أخرى.. ولن نغض الطرف عن حقوقنا 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن ملف المياه يمثل جزءًا من حملة ضغوط تمارس على مصر لتحقيق أهداف أخرى، مشددًا على أن مصر لن تغض الطرف عن حقوقها المائية الحيوية. 

وأشار السيسي، خلال لقائه مع رئيس جمهورية أوغندا السيد يويري كاجوتا موسيفيني في قصر الاتحادية، اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، إلى أهمية التعاون بين دول حوض النيل لتحقيق المنفعة المشتركة، قائلاً إن التعامل مع هذا المورد الحيوي يجب أن يقوم على مراعاة مصالح الجميع وعدم إيقاع الضرر، وفقًا لقواعد القانون الدولي. وأضاف أن مصر تدعم جهود التنمية في أوغندا وبقية دول الحوض، ومستعدة للمساهمة في تمويل مشروع سد “أنجلولو” بين أوغندا وكينيا من خلال آلية استثمارية أطلقتها مصر بقيمة أولية تبلغ 100 مليون دولار. 

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس السيسي عن توقيع مذكرة تفاهم جديدة للإدارة المتكاملة للموارد المائية بقيمة 6 ملايين دولار على خمس سنوات، لتطوير التعاون بين البلدين والحفاظ على بيئة نهر النيل وتنمية موارده. 

وأوضح السيسي أن مصر ليست ضد تنمية دول الحوض، لكنه لا بد أن يتم ذلك دون التأثير على حصتها المائية التي تعد شريان حياتها الوحيد، مؤكدًا أن التخلي عن أي جزء من هذه الحصة يعني التخلي عن حياة المصريين، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. وأوضح أن مصر ترى أن تقسيم المياه لا يعني الحديث عن كامل الـ1600 مليار متر مكعب التي تسقط على الحوض، بل الجزء المتبقي الذي يصل إلى نحو 85 مليار متر مكعب وهو ما يتحدث عنه. 

وأشار إلى أن مصر تشعر بحذر وقلق بالغ من ملف المياه، وأنها ملتزمة بالعمل مع الأشقاء في دول الحوض من أجل حل يضمن عدم الإضرار بحياة المصريين، وأن وعي وصلابة الشعب المصري يمثلان الركيزة الأساسية لمواجهة أي تهديدات. 

وأضاف أن هناك ضغوطًا تمارس على مصر في ملف المياه، لكنها تؤكد رفضها لأي إجراءات أحادية قد تضر بأمنها المائي، وستتخذ كافة التدابير القانونية اللازمة للدفاع عن حقوقها، مشيرًا إلى أن مصر ترفض التدخل في شؤون الآخرين والتآمر عليهم، وهي مع البناء والتنمية والتعاون بين دول أفريقيا بعد سنوات طويلة من الصراعات. 

وفي سياق الزيارة، استقبل الرئيس السيسي نظيره الأوغندي في مراسم رسمية بقصر الاتحادية، حيث عقدا اجتماعًا مغلقًا وجلسة مباحثات موسعة شارك فيها وفدا البلدين، بحثا خلالها سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وأوغندا في المجالات السياسية، التجارية، والاستثمارية بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. 

وشهد الاجتماع توقيع عدة مذكرات تفاهم في مجالات التعاون الفني بإدارة الموارد المائية، التعاون الزراعي والغذائي، الاستثمار، الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، والتعاون الدبلوماسي لدعم إنشاء معهد دبلوماسي أوغندي. 

كما بحث الجانبان سبل تفعيل التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري، واتفقا على الإسراع في تشكيل مجلس أعمال مشترك وتشجيع الزيارات بين مجتمع الأعمال، حيث سينعقد منتدى الأعمال المشترك على هامش الزيارة للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة. 

وتطرقت المباحثات إلى فرص التعاون في التدريب وبناء القدرات، ومكافحة الأمراض البيطرية، بالإضافة إلى تنامي التعاون في قطاع الطاقة. 

وفي المجال الأمني، اتفق الجانبان على مواصلة التعاون، خاصة في ضوء زيارة قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية لمصر، والاتفاق على عقد لجنة التعاون العسكري سنويًا. 

وخلال المؤتمر الصحفي، رحب السيسي بالرئيس موسيفيني والوفد المرافق في مصر، معبرًا عن تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، المرتبطة برابطة نهر النيل الأزلي وعقود التضامن والتعاون في مختلف المحافل. 

وأوضح الرئيس السيسي أن منسوب المياه الذي يصل إلى مصر والسودان يقدر بحوالي 85 مليار متر مكعب، وهو جزء صغير من إجمالي المياه التي تهطل على الحوض، مؤكداً ضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المشتركة للجميع دون الإضرار بأي طرف. 

وشدد على أن مصر ترى في أوغندا دورًا بناءً في قيادة المبادرة لاستعادة الشمولية والتوافق بين دول حوض النيل، وتحقيق التعاون الأمثل بين دول الحوض. 

واختتم السيسي تصريحه بالتأكيد على ثقة مصر في حكمة القيادة الأوغندية ودعمها لجهود التنمية المستدامة، مع التأكيد على أن الحفاظ على حقوق مصر المائية يشكل أولوية وطنية قصوى. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *