الزاهد في رسالة للجهات الإعلامية: الإعلام الرسمي تجاهل دعوات التظاهر ضد المجازر الصهيونية.. والتظاهرات أمام السفارات المصرية تصدّرت النشرات
كتب – أحمد سلامة
وجّه مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، انتقادات حادة لتجاهل وسائل الإعلام الرسمية دعوات التظاهر أمام سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة، والتي جاءت ردًا على المجازر المتواصلة في قطاع غزة، في وقتٍ تصدّر فيه خبر التظاهرات أمام السفارات المصرية في الخارج معظم النشرات الإخبارية الإقليمية والدولية.
كما وجه الزاهد، في تصريح لـ”درب”، رسالة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة قائلا إن هذا التجاهل لا يمكن قراءته بمعزل عن الانحياز السياسي الواضح داخل المؤسسات الإعلامية الرسمية، وانفصالها عن نبض قطاعات واسعة من الشعب المصري، الذين لا يزالون يعتبرون القضية الفلسطينية قضية مركزية، ويرفضون المجازر اليومية التي ترتكب بحق المدنيين في غزة، بما في ذلك القتل العشوائي والتجويع والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمستشفيات ومخيمات الإيواء.
وأضاف الزاهد: “الإعلام الوطني، خاصة المملوك للدولة، ليس ملكًا لمكتب أو مسؤول أو جهة أمنية، بل هو مُلك عام، يُفترض أن يعكس تعددية المجتمع وتنوع مواقفه وآرائه، لا أن يُستخدم كأداة لطمسها أو تشويهها أو تجاهلها”.
وشدد الزاهد على أن الدور الحقيقي للإعلام لا يتوقف عند نقل الأخبار أو ترتيبها وفق أولويات السلطة، بل هو طرف أصيل في الدفاع عن الكرامة الوطنية، وحقوق الإنسان، والتضامن مع قضايا العدالة، وفي مقدمتها الآن مأساة غزة.
وقال: “حين يتعرض شعب أعزل لحرب إبادة جماعية، يتعرض فيها الأطفال للقتل جوعًا أو تحت الأنقاض، وتُقطع عنه الكهرباء والمياه والدواء، لا يمكن للإعلام أن يقف متفرجًا أو صامتًا، أو يتحدث بلغة البيانات الباردة.. الإعلام يجب أن يكون هنا منصة لصرخة الضمير، ورافعة للموقف الوطني، وحائط صد أمام محاولات التعتيم والتطبيع والتزييف”.
ووجّه الزاهد تحية لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء الذين تداولوا بشكل واسع الدعوات التي أُطلقت لتنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن هؤلاء باتوا يمثلون وجهًا جديدًا للإعلام الشعبي، الذي يحمل عبء نقل الحقائق وكسر الحصار الإعلامي المفروض على كل ما يتصل بالتعبير الشعبي المستقل.
وقال: “نحن أمام مفارقة محزنة.. وسائل الإعلام الرسمية في بلادنا تجاهلت خبر دعوة مصرية خالصة للتظاهر السلمي نصرة لغزة، بينما فتحت الهواء لتغطية تظاهرات غاضبة أمام السفارات المصرية بالخارج، هذا ليس فقط تقصيرًا، بل انحراف خطير عن دور الإعلام كأداة وطنية في لحظة مفصلية”.
وكان الزاهد قد أعلن في وقت سابق تلقيه قرارًا من محكمة الأمور الوقتية، برفض الإخطار الذي تقدّم به مع عدد من قيادات القوى الوطنية، لتنظيم تظاهرة سلمية أمام سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة، كان مقررًا لها الجمعة 8 أغسطس، للمطالبة بوقف المجازر في غزة، ورفضًا للتطبيع.
ونبه الزاهد، في تصريحه، إلى أن ممثلي القوى الوطنية الذين تقدموا بإخطار تنظيم الوقفة أمام سفارة الكيان الصهيوني قدموا التعهدات اللازمة بسلمية التظاهرة وعدم خروجها عن الغرض المخصصة له، ورغم ذلك تم رفض طلب التظاهر.
كما نوه رئيس حزب التحالف بأن التجاهل نفسه كانت قد تعرضت له القوى الوطنية خلال التعديلات الدستورية التي أجريت مؤخرا، حيث حشد الإعلام بالكامل لصالح المؤيدين للتعديلات ولم يظهر على الشاشات أو عبر الصحف أي صوت معارض.
وختم الزاهد بالقول “ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة متواصلة تستدعي موقفًا سياسيًا وشعبيًا شجاعًا، والإعلام يجب أن يكون في مقدمة الصفوف، لا في ذيل المشهد أو خارج الصورة”.

