دعوى قضائية لتفعيل عقوبات استخدام الإضاءة الباهرة بالسيارات: حماية لأرواح السائقين والمارة 

أقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري حملت رقم 71759 لسنة 79 ق، بصفتهم وكلاء عن أحد سائقي سيارات الأجرة (التاكسي)، ضد كل من وزير الداخلية بصفته، ومدير الإدارة العامة للمرور بصفته، للمطالبة بتفعيل نصوص قانون المرور بشأن اتخاذ إجراءات شاملة للحد من انتشار الإضاءات المبهرة، لما تمثله من خطر حقيقي على أرواح المواطنين وسلامة الطرق. 

وطالبت الدعوى بالحكم بوقف تنفيذ وإلغاء القرار السلبي الصادر عن الجهة الإدارية بالامتناع عن تفعيل العقوبة المنصوص عليها في المادة 72 مكرر من قانون المرور، بشأن المخالفة رقم (2) من البند (ب) والتي تنص على معاقبة من يستخدم الإضاءة الباهرة في المركبات. كما طالبت بإصدار حكم يُلزم الجهة الإدارية باتخاذ عدد من الإجراءات التنظيمية، على رأسها: تنظيم استخدام إضاءة السيارات الأمامية، وتحديد مواصفات الكشافات القياسية المصرح بها، ومنع استيراد أو استخدام كشافات غير مطابقة، وإدراج فحص كشافات الإضاءة الأمامية ضمن إجراءات الترخيص الدوري للسيارات. 

وأوضح المركز في دعواه أن المدعي يعمل سائقًا لسيارة أجرة داخل محافظات القاهرة الكبرى، وهو ما يضطره للعمل لساعات طويلة يوميًا، خاصة خلال الليل لتلبية احتياجات أسرته. ومع تحسن وتطوير شبكة الطرق المصرية مؤخرًا، خاصة في القاهرة الكبرى، أصبح السائقون يعتمدون بشكل رئيسي على إضاءة سياراتهم، خصوصًا بعد قرار الحكومة بتخفيض إنارة الطرق العامة، باستثناء بعض المناطق كالكباري ومداخل المدن. 

لكن، ومع غياب رقابة جادة على سوق الإضاءة في السيارات، تفاقمت الظاهرة السلبية المتمثلة في تركيب كشافات أمامية شديدة الإضاءة من نوع ليد أو زينون، وهي إضاءات تصيب السائقين الآخرين بالعمى المؤقت أو التشويش البصري، سواء في الاتجاه المقابل أو من خلال المرايا الجانبية، مما يتسبب في خطر داهم لحوادث الطرق. 

وأشارت الدعوى إلى أن تلك الكشافات غالبًا ما تُروّج في الأسواق تحت شعارات مثل “كشافات نهارية” أو “إضاءة لمسافات طويلة”، ما يجعلها جذابة لبعض السائقين رغم ضررها البالغ، وغياب أي ردع قانوني فعلي لمنع استخدامها. 

واستندت الدعوى إلى أبحاث نُشرت في المملكة المتحدة عام 2022، أكدت أن 89% من السائقين البريطانيين يرون أن المصابيح الأمامية لبعض السيارات باهرة بشكل مفرط وتُسبب تشويشًا بصريًا خطيرًا، فيما أشار 64% منهم إلى تعرضهم لحوادث أو شبه حوادث نتيجة ذلك. كما خلص البحث إلى أن العين البشرية لا تستطيع التكيف بالسرعة الكافية مع الإضاءة الساطعة أثناء القيادة، مما يقلل من مستوى الأمان والسلامة على الطرق. 

وأكد المركز أن المادة القانونية التي تنص على سحب رخصة القيادة لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاثة أشهر في حال استخدام الإضاءة الباهرة لا يتم تفعيلها فعليًا من قبل الجهات المختصة، ما أدى إلى تفشي استخدام تلك الكشافات دون أي خوف من العقوبة، ما يُعرض المدعي وغيره من مستخدمي الطريق للخطر يوميًا. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *