د. زهدي الشامي يكتب: الزلزال السورى المسار والتداعيات  

بت على خبر اجتماع تركيا وروسيا وإيران ومعهم دول عربية هى العراق ومصر والأردن وقطر فى الدوحة، ودعوتهم لوقف إطلاق النار فى سوريا ودعوتهم لتطبيق قرار مجلس الأمن المهجور رقم ٢٢٥٤ الذى يرسم مسارا سياسيا لإصلاح النظام فى سوريا، ولكن يبدو أن الأمر كان متأخرا جدا، فقد استيقظت بعد أربعة ساعات على خبر سقوط دمشق فى يد الفصائل المسلحة وهروب بشار الأسد  . 

ماحدث لايشبه سقوط بغداد، ففى العراق تعرض الجيش لقصف جوى وصاروخ أمريكى مكثف لأسابيع، ولايوجد أثر لهذا هنا، فالأمر أقرب لانهيار داخلى للنظام حفزه هجوم المجموعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا ) التى تظل فى النهاية مجرد ميليشيات يصعب أن تستولى على دولة كاملة فى عشرة أيام، وأهم مايمكن الإشارة له بشكل أولى : 

أولا – سقط نظام الأسد نعم، ولكن هل يمكن ان تشهد سوريا تحولا ديموقراطيا مع وجود تنظيم النصرة المصنف إرهابيا وزعيمه أبو محمد الجولانى المصنف إرهابيا لارتكاب عشرات الجرائم، أن تمدد خطرالإرهاب هو أهم مايقلقق دول الجوار والمنطقة والعالم  

ثانيا – الانهيار الداخلى يظل دائما خطر كبير تواجهه النظم السلطوية والاستبدادية على الرغم من المظهر الخارجى للتماسك الخادع . 

ثالثا – أبرز الخاسرين هى ايران وحزب الله وروسيا، وأبرز الرابحين تركيا وأمريكا وإسرائيل بعد قطع سبل الإمداد لحزب الله . 

رابع – إذا لم يحدث مسار سياسى ديموقراطى فالتخوف الكبير هو دخول سوريا فى مساء تنازعات طائفية وصولا للتقسيم، وهو أمر لو حدث سيكون كارثيا، وأخطر مما حدث فى ليبيا. 

هل يمكن أن نشهد فترة انتقالية يساهم فيها رئيس الوزراء السورى محمد غازى الجلالى الذى بث تصريحا أبدى فيه استعداده لتسليم السلطة والعمل من أجل مسار ديموقراطى للبلاد، وهل وراء ذلك اتصال جرى مع الميليشيات المسلحة؟ تساؤل ستجيب عنه الساعات القادمة . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *