“حفاظا على الجميع يرجي عدم التقبيل والأحضان”.. التوقيع كورونا
أصبح فيروس كورونا المستجد كابوسا تسبب في ذعر كل العالم دون تمييز، بعدما دق أبواب العديد من البلدان العربية والأوروبية، عقب تفشيه في مدينة “ووهان” الصينية بنهاية العام الماضي.
وفي الوقت الذي أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ينتقل عادة بالتلامس، أو من خلال السعال والرذاذ، فضلا عن العناق والقبلات، فإن العالم فطن لخطر انتشار كورونا الواسع، ولو كان الأمر في بدايته على سبيل الدعابة، فقد اندثرت ظاهرة القبلات والأحضان خوفا من الإصابة بالفيروس المميت، بعدما كانت المصافحة بالقبلة والأحضان واحدة من سمات المصريين في الأفراح ومراسم العزاء وفي العمل حتى في الشوارع بين الأصدقاء وفي البيوت بين الأهل والعائلة.
ففي روسيا، نصحت الهيئة الرسمية للرقابة الصحية، الجمهور، بالامتناع عن المصافحات والقبلات والأحضان، وارتداء أقنعة طبية في الأماكن العامة المزدحمة في محاولة لمنع انتقال فيروس كورونا.
وطالبت الهيئة الشركات الروسية التي يعمل بها صينيون يقضون عطلات في بلادهم بمد عطلاتهم إلى أجل غير مسمى.
وفي فرنسا، حذرت وزارة الصحة المواطنين، من تبادل القبلات لدى التحية والترحيب، لتجنب الإصابة بـ”كورونا”.
وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيرانا، إن الحظر يشمل “القبلات التقليدية المزدوجة أو الثلاثية على الخد، والتي تسمى في فرنسا la bise””، ناصحا الفرنسيين بتجنب المصافحة خلال اللقاءات حتى لا يصابوا بالفيروس.
كما نصحت الوزارة بالاكتفاء بالمصافحة، والحد من شرب القهوة من فنجان واحد، والحذر من لمس العينين أو الأنف والفم دون غسل اليدين، وضرورة استعمال مناديل ورقية عند السعال والعطاس.
في المقابل، نصح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بمصر، جون جبور، المصريين بتخفيف “الأحضان والقبلات” للوقاية من فيروس كورونا، مؤكدا أن الفيروس ليس بالحدية التي نسمع بها ولكنه فيروس جديد، ونتعامل معه بدقة واحتراز.
وقال “جبور” إن مصر لديها خبرة في مواجهة الأوبئة، وتتعامل باحترافية مع فيروس كورونا، وقامت بعمل مسح حراري للمسافرين، وتعد من أوائل الدول التي أجلت رعاياها من مدينة “ووهان” الصينية التي انتشر فيها الفيروس.
وفي لقطة طريفة، حرص الفنان اللبناني جورج وسوف، على تعليق لافتة على مدخل عزاء والدته يمنع فيها التقبيل والأحضان، لتجنب انتشار فيروس كورونا، بصورة للافتة التي تم وضعها على مدخل العزاء وكتب عليها: “عذرا حفاظا على الجميع يرجي عدم التقبيل، التوقيع كورونا”.
وفي الأردن، وافق مجلس النواب على إصدار بيان يطالب الأردنيين بتجنب التقبيل في المناسبات والتجمعات العامة، حفاظا على السلامة العامة ومنعا لانتشار فيروس كورونا بين المواطنين.
وقال رئيس مجلس النواب الأردني بالإنابة، نصار القيسي، إن “عددا من نواب المجلس طلبوا إصدار بيان باسم المجلس يطالب الشعب الأردني بعدم التقبيل والاكتفاء بالمصافحة أثناء تبادل السلام بين الأفراد، وذلك كإجراء احترازي لمنع إنتشار الفيروس”.
وفي إيران، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، للمصافحة بالقدم، بدلا من استخدام الأيدي، كإجراء وقائي لمنع تفشي فيروس كورونا.
ووسط المخاوف المتزايدة من انتشار كورونا، بدأ التخلي عن بعض العادات لدى الرياضيين ضمن جهود ومحاولات الحد من انتشار الفيروس، حيث بدأ التوقف عن عادة المصافحة بين الرياضيين وكذلك إجراء المقابلات عن قرب، ضمن مساعي الأندية والسلطات الرياضية للمشاركة في الاحتياطات الوقائية.
وتوقف لاعبو نادي لايبزيج، المنافس في الدوري الألماني لكرة القدم عن المصافحة بالأيدي ضمن التدابير الوقائية ضد العدوى، حسب ما قاله يوليان ناغلسمان، المدير الفني للفريق.
وأضاف ناغلسمان: “لدينا سياسة للوقاية من كل أنواع الفيروسات. لدينا حظر على المصافحة بالأيدي، ونحيي بعضنا البعض بالمرفق”.
كما أوقف النادي الألماني سفر كل مكتشفي المواهب والعاملين به واللاعبين، باستثناء السفر لخوض المباريات.
وتوقفت عادة المصافحة بالأيدي بنادي نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم، وقال ستيف بروس، المدير الفني للفريق: “هناك عادات تتمثل في أن يصافح كل شخص الآخر عند اللقاء في كل صباح، وقد توقفنا عن ذلك، بناء على نصيحة من الطبيب”.