عملية «يوم الأربعين».. حسن نصرالله يتحدث عن تفاصيل رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر (فيديو)
نصر الله: هجوم إسرائيل حصل قبل نصف ساعة من إطلاق هجومنا.. وسردية العدو مليئة بالأكاذيب وتكشف مستوى الضعف الذي بات يعيشه هذا الكيان
لم نرد استخدام الصواريخ الباليستية ومن الممكن استخدمها في المستقبل.. العدو فشل استخباراتيا وما حصل صباح الأحد عدوان وليس عملية استباقية
عمليتنا قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو العربي المفاوض.. نحتفظ بالرد على إسرائيل مجددًا إن لم تكن نتيجة عملية اليوم مرضية
قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أن العدو الإسرائيلي قام قبل أسابيع قام بالإعتداء على الضاحية الجنوبية في تجاوز لكل الخطوط الحمراء، مؤكداً أن الذي ذهب بالامور في لبنان وفي هذه الجبهة إلى هذا المستوى من التصعيد هو العدو.
وأكد نصرالله في كلمة له مساء الأحد بعد تنفيذ جماعته عملية “يوم الأربعين”، ردًا على اغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، أنه من “الطبيعي أن المقاومة أعلنت التزامها وعزمها على الرد على هذا العدوان الغاشم، من أجل تثيبت المعادلات التي بُذلت من أجلها الكثير من الدماء والتضحيات خلال عقود من الزمن، وهذا أمر ما كان يُمكن أن نتسامح فيه على الإطلاق”.
وشدد نصرالله أن المقاومة كانت جاهزة للرد بعد تشييع السيد محسن شكر، بالسلاح والخطة، وكان لدى المقاومة تفصيل عن الهدف الذي يمكن اختياره.
وكشف أن التأخير كان أولاً بسبب حجم الاستنفار الأمني والإستخباري والفني والميداني والجوي والبري والبحري الإسرائيلي والأميركي.
وأشار نصرالله إلى أن العامل الثاني في التأثير كان أن نفس التأخير هو عقاب للعدو، لذلك عند الإغتيال البورصة نزلت واستمرت في النزول من وقتها، هذا الاستنفار، هذه التعب النفسي والمعنوي والإقتصادي والمالي و..إلخ، كان من المفيد أن يستمر لبعض الوقت وسيستمر.
أما العامل الثالث – وفق الأمين العام لحزب الله – فهو الحاجة إلى بعض الوقت للدراسة والتشاور حول فكرة أن المحور يرد كله في يوم واحد وفي وقت واحد، أو يتم الرد بشكل منفرد.
أما العامل الرابع فهو أن المقاومة تريثت حتى تعطي الفرصة لهذه المفاوضات التي كانت تجري في 15 آب، وقال “نحن هدفنا أساساً من كل هذه الجبهة ومن كل هذه الدماء وكل هذه التضحيات هو وقف العدوان على غزة، وأعطينا الفرصة الكافية، ومن بعد مرور كل هذا الوقت تبين أن نتنياهو يضع شروطاً جديدة والأميركيين يتماهون معه وهذا كله تضييعاً للوقت”.
وكشف نصرالله أن ونتيجة الدراسة والتشاور “تقرر أن نقوم برد فعلنا بعمليتنا بشكل منفرد، وأن يقرر كل طرف بالمحور متى يرد وكيف يرد”.
وقال إنه “من الواضح أن المفاوضات طويلة وأُفقها غير واضح وتعقيداتها أيضاً متعددة، والأميركيون غير صادقين وجادين في وقف العدوان”.
وأكد نصرالله أن جميع منصات الصواريخ عملت بلا استثناء.. “يعني المنصات المطلوب أن ترمي 300 صاروخ كلها عملت بدون استثناء ولم تُصب أي منصة ولو واحدة قبل بدء العمل”، وأعلن أن المقاومة أطلقت خلال العملية (340) صاروخ، مؤكداً أن كل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات ولم يتعرّض أي مربض للمسيرات لأي أذى لا قبل العمل ولا بعد العمل.
كما أعلن نصرالله أن الصواريخ أُطلقت على كل المحاور بشكل مُتتابع زمنيًا وليس بنفس الوقت، وأن المسيرات عبرت كلها الحدود اللبنانية الفلسطينية سواء التي دخلت سريعًا من جنوب النهر ولاحقًا من شمال النهر ولاحقًا من البقاع، لأنّ هناك مسافة طويلة.
وأكد نصرالله أن كل المسيرات التي أُطلقت من البقاع، مع العلم أنّها يجب أن تطير مسافة طويلة داخل الأرض اللبنانية أيضًا عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية بسلام باتجاه الأهداف المحددة.
وشدد الأمين العام لحزب الله اللبناني أن “معطياتنا تؤكّد أنّ كلها أصيبت بالصواريخ وطبعًا هناك جزء من الصواريخ اعترض بالصواريخ الاعتراضية وهذا كان مطلوبًا، كان مطلوبًا أن نزيد عدد صواريخنا لتكسر الصواريخ الاعتراضية ممّا يُساعد المسيرات بالعبور”.
وتابع نصرالله قائلا: “معطياتنا وبعض مصادر المعلومات لدينا تؤكد أنّ عددًا مُعتدًا به من المسيرات وصل إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم كما هي العادة، يتكتّم كما هي العادة، على كل حال الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.
وأوضح نصرالله أن ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأن هناك عملية ضخمة جدًا، 8000 صاروخ ومسيرة وتستهدف تل أبيب وتستهدف منشآت حيوية في تل أبيب، وهم قاموا بعمل استباقي وضربوا وقصفوا ودمروا وقتلوا وفشّلوا العملية ويحتفلون بنجاحهم، “سردية مليئة بالأكاذيب”.
وقال نصرالله إن هذه السردية مُفيد التوقف عنده، لأنه عندما تصبح هذه “إسرائيل” التي تعتبر نفسها أقوى جيش في الشرق الأوسط وأقوى دولة في الشرق الأوسط وتلجأ إلى هذا المستوى من الكذب، يعني هذا يكشف المستوى من الوهم والفشل والضعف الذي بات يعيشه هذا الكيان”.
وأكد أن العدو لم يحبط شيئاً وأن ما هو مُخطّط حصل وزيادة، وأن هناك “عدد كبير من المسيرات، عشرات المسيرات، لِحكمة لا أريد أن أذكر العدد بالتحديد”.
وعن حديث العدو الإسرائيلي أنّه ضرب صواريخ استراتيجية ودقيقة، أي صواريخ باليستية، وأنّها كانت مُعدّة لاستهداف تل أبيب، أكد الأمين العام لحزب الله، أن هذا كله كذب في كذب، وقال “لم يكن لدينا نية استخدام هذه الصواريخ حاليًا ولكن قد نستخدمها في المستقبل أو في وقتٍ قريب، لكن في هذه العملية وبناءً على رؤية دقيقة وواضحة لم نُرد أن نستخدم هذه الصواريخ، طالما أنّ الهدف كان يمكن أن يتحقق من خلال نوع معين من المسيرات”.
وأكد نصرالله أن أياً من الصواريخ التي يتحدث عنها العدو “استراتيجية والدقيقة والبالستية”، لم يصب بأذى أصلًا، وقال “هناك فشل شبيه بعملية الوزن النوعي في سنة 2006، لكن فشل عملية الوزن النوعي بالـ 2006 كان قائدها الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه في حياته، والفشل اليوم قائده – أي الذي سبّبه – هو القائد السيد محسن (السيد فؤاد شكر) في حياته ولكن تحقّق بعد شهادته”.
وكشف نصرالله ان القيادي العسكري الذي جرى اغتياله فؤاد شكر قبل مدة من الزمن اتّخذ قرارًا وبلّغ الأخوة وقاموا بإخلاء جميع هذه الوديان والمنشآت، وما قُصف هو وديان خالية أو تمّ إخلاؤها من هذا النوع من الصواريخ البالستية والدقيقة التي يُسمونها هم الصواريخ الاستراتيجية.
وقال نصرالله ان “ادّعاء جيش العدو وهذا نتنياهو شخصيًا تبنّى هذه الرواية وأعاد وقالها في حكومته بعد الظهر، أنّه دمر آلاف الصواريخ وآلاف منصات الصواريخ ادعاء كاذب”.
وعن الغارات التي نفذها العدو الإسرائيلي صباح الأحد، أكد نصرالله أن ما حصل هو عدوان وليس عمل استباقي، وشدد على ان ما جرى “لم يترك أي أثر على الاطلاق على عمليتنا العسكرية اليوم، لا على صواريخها ولا على مسيراتها ولا على مجاهديها ولا على مقاتليها”.
وقال نصرالله إنه وبعد انتهاء العملية قام العدو بقصف عدد من الأماكن مما أدى إلى ارتقاء شهيد من حركة أمل وارتقاء شهيدين لحزب الله.
وأوضح أنه قبل نصف ساعة من توقيت عمليتنا بدأ العدو بالغارات في الجنوب سواءً في جنوب الليطاني أو في شمال الليطاني، وهذا يدل على أنه لم تكن لديه معلومات استخبارية وإنما هو “حسّ” على الحركة، لأنه مستيقظ ويقظ وحذر ليلا نهارا، كل الإمكانات والقدرات الفنية الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية والغربية والأرضية والسمائية والبحرية والهوائية في خدمته.
وأضاف نصرالله “نحن أمام في الحقيقة أمام سردية اسرائيلية كلها كذب وادعاءات كاذبة وأمام فشل استخباري لأنه لم يكتشف لا منصاتنا ولا مسيراتنا ولا مرابض مسيراتنا، وكل العملية انجزت بنجاح وتمت بنجاح، لديه فشل استخباري ولديه فشل في العمل الاستباقي وعنده فشل في موضوع الوزن النوعي الذي كان يستهدف الصواريخ البالستية”.
وشدد السيد نصرالله على أن عمليات الحزب العسكرية – يوم الأحد – أنجزت كما خُططت بدقة بقيادييها، بمجاهديها، بغرف عملياتها، بميدانها رغم كل الظروف الصعبة”، وقال “كلكم تعرفون المسيرات تملأ سماء الجنوب منذ استشهاد السيد فؤاد بانتظار العمل الذي ستبادر إليه المقاومة، وكل كلام إسرائيلي سمعناه اليوم عن انجازات عظيمة عسكرية وأمنية وفلانية وأفشلنا وعملنا وسوينا هم يكذبون على بعضهم ويضحكون على بعضهم وهذا ليس له أي أساس من الصحة”.
وقال نصرالله “اليوم شهدنا مشهد يُعبر عن شجاعة المقاومة ومن يؤيدها ومن يساندها ولا يمكننا الحديث بالأسماء عندما اتخذت هذا القرار مع كل التهويل الأمريكي والغربي، أنتم رأيتم كيف اتت وفود ووزراء خارجية ووزراء دفاع ومخابرات واعلام، وإذا حصل رد من حزب الله إسرائيل ستدمر البلد، إسرائيل ستفعل، إسرائيل ستساوي، هذا الزمن انتهى”.
وقال نصرالله “نحن أطلقنا الكاتيوشا والمسيرات فعطلت كل اسرائيل، وقف الكيان كله من الشمال إلى الجنوب، تعطل مطار بن غوريون، فتحوا الملاجىء في تل أبيب، كيف إذا أطلقنا شيئاً ثانياً، رغم كل التهويل الذي ساعد عليه للأسف الشديد بعض الداخل اللبناني المقاومة اتخذت هذا القرار وأقدمت ولم تتأخر أكثر من ذلك”.
وبالنسبة إلى المرحلة المقبلة، قال نصرالله “نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى في هاتين القاعدتين وبالخصوص في غليلوت، وإذا كانت النتيجة مرضية وتُحقق الهدف المقصود، فنحن نعتبر ان عملية الرد على اغتيال الشهيد القائد الحج محسن السيد محسن واستهداف الضاحية قد تمت، وإذا لم تكن النتيجة في نظرنا كافية فسنحتفظ حالياً لأنفسنا بِحق الرد حتى وقت آخر.
وأكد الأمين العام لحزب الله، أن عملية المقاومة في كل الأحوال “قد تكون مفيدة جداً للمفاوضات للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي الذي يفاوض إلى جانب الفريق الفلسطيني، ورسالته واضحة للعدو ومن خلف العدو للأمريكان، أن أي آمال لإسكات جبهات الاسناد سواءً في لبنان أو في اليمن أو في العراق، يعني هذه الجبهات المفتوحة فعلاً، هذه آمال خائبة”.
وقال: “رغم التضحيات في كل هذه الجبهات وخصوصا عندنا في الجبهة اللبنانية، رغم التضحيات، رغم الشهداء، رغم الجراح، رغم البيوت المهدمة والمواجهات اليومية، نحن ما بدأناه منذ 11 شهرا سَنُكمله إن شاء الله، لن نتخلى على الإطلاق مهما كانت الظروف والمخاطر والتهديدات والتحديات والتهويلات وأيضاً التضحيات، لن نتخلى لا عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن المقاومة في غزة ولا عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين”.
وختم نصرالله كلمته بالقول “نحن لا نُقاتل اليوم بالدم فقط، بل نُقاتل بالعقل وبالسلاح وبالمسيرات وبالصواريخ البالستية المخفية والمخبأة ليوم قد يكون آتٍ، على هذا العدو أن يَحذر جيداً وأن يفهم جيداً حقيقة وطبيعة لبنان والمتغيرات الكبرى التي حصلت في لبنان، لم يعد لبنان الضعيف الذي تستطيعون اجتياحه بفرقةٍ موسيقية، بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم فيه بفرقةٍ موسيقية”.
والأحد، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المُسيرة على إسرائيل، رداً على مقتل القيادي فؤاد شكر الشهر الماضي.
ونشر حزب الله بياناً أوضح فيه أنه اختار في يوم أربعينية الإمام الحسين، الذي يحييه المسلمون الشيعة، للرد “الأولي” على ما وصفه البيان بـ”العدوان الصهيوني الغاشم” على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى مقتل القيادي فؤاد شكر وعدد من النساء والأطفال.
وقال الحزب إنه “تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأُنجزت”.