مدحت الزاهد: حركة العدالة الاجتماعية ليست انشقاقًا عن الحركة المدنية الديمقراطية.. ومصر في حاجة إلى سواعد قوى المعارضة على اختلافها وتنوعها
كتب – أحمد سلامة
قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن الأولولية ستظل هي دعم الحركة المدنية الديمقراطية، معربًا عن اعتزازه وحزبه بارتباطهما بالحركة المدنية الديمقراطية كإطار واسع للمعارضة المدنية المنظمة، مشيرًا إلى أن ميثاق الحركة يوفر الغطاء الكافي والمباشر لصراع المعارضة من أجل دولة مدنية.
وأشار الزاهد إلى أن الحركة المدنية الديمقراطية خاضت العديد من المعارك الهامة والمباشرة على مدار سنوات من أبرزها معركة الدفاع عن الدستور وهو كان اشتباكا شديدا سواء على مستوى السجالات المرتبطة به، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والقرارات الصادرة بمقاطعها لعدم توافر شروط التنافسية.
وقال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في تصريحات لـ”درب”، إن تصفية الأصول المصرية تمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي والسلامة الوطنية، وهو ما اتفقت عليه أطراف المعارضة المصرية من أعضاء الحركة المدنية الديمقراطية، مضيفًا “لكن من زاوية أخرى ارتبطت أطراف معينة في المعارضة -وبالذات أطراف في اليسار- بموضوع السياسات الاقتصادية بشكل عام بما تشمله من خصخصة واتفاقات مع صندوق النقد الدولي وما يترتب عليها من تبعية، وبالتالي أصبحت هناك حاجة مُلحة لتشكيل إطار يتعلق بهذه القضية دون أن تتحمل باقي أطراف الحركة المدنية عبء التوجهات الرافضة للخصخصة وهو أمر تتفاوت فيه الآراء”.
وشدد الزاهد على أن تشكيل حركة العدالة الاجتماعية لا يُعد انشقاقا على الحركة المدنية الديمقراطية، مضيفا “لم تنشأ حركة العدالة الاجتماعية كحركة ضد الحركة المدنية الديمقراطية أو كوسيلة لتشكيل كتلة ضاغطة وكحلقة في الصراع مع التيار الليبرالي كمحاولة لاستبعاده.. مصر في حاجة إلى أن سواعد قوى المعارضة التي تؤمن بالتغيير على تنوعها واختلافها”.
وأردف “من المهم أن نوضح أنه ليس هناك أطراف بالذات هي المعنية بقضايا العدالة الاجتماعية، لذلك قُلنا إن هذا التحالف هو تحالف مفتوح وليس تحالفا حزبيا مغلقا، وإنما هو متاح لكل من يرغب في الانضمام إليه سواء من الأحزاب أو القوى والتيارات المعارضة أو المنظمات أو الشخصيات العامة”.
واستكمل “ليس الغرض من تحالف العدالة الاجتماعية أن يكون منصة إطلاق بيانات، فلا يُفسد الحياة السياسية سوى تحويل الأحزاب والمنظمات إلى منصة للبيانات، إنما الهدف هو إطلاق مبادرات تستهدف تغيير الواقع بمشاركة الناس وتحقيقا لمصالحهم وهو ما يمثل صمام أمن للمجتمع وللدولة المصرية إذ أن قدرة المجتمع على الدفاع عن مصالحه تمثل بابا كبيرًا للتطور في مواجهة انسحاب الدولة من دعم الخدمات وتوقف الرأسمالية المتوحشة عند حدود اقتصار تعريفها لمفهوم دور الدولة باعتبار أن ما تقدمه من خدمات ودعم هو (هدايا بابا نويل إلى الكسالى) وهو أمر غير صحيح”.
واسترسل رئيس حزب التحالف “نؤكد على أن التحالف غير حزبي ومفتوح ويضم كل القوى التي تتبنى توجهه كما أنه ليس منصة لإطلاق بيانات وإنما يعمل على تنظيم فعاليات وإطلاق مبادرات والوجود في المواقع المهددة ومساعدة أصحاب المصلحة على مواجهة التهديد”.
ولفت الزاهد إلى أن هناك حد أدنى للتوافق بين أعضاء الحركة المدنية وهو ما أثبته كتاب “أفق الخروج” الذي طرح مشكلات مصر واستعرض حلولها، ويضم الكتاب تأكيدات على ضرورة تطوير القدرات الإنتاجية للاقتصاد المصري وبالأخص الصناعة والزراعة كمسار للخروج من الأزمة الاقتصادية، وستجد أن الكتاب يتناول أيضا الصناديق الخاصة وضرورة إلغائها وضمها لموازنة موحدة بالإضافة إلى عدالة توزيع الأعباء والموارد، وحريات الإعلام وحريات النقابات لتطوير القدرات، بالإضافة إلى ما يتعلق بالتعليم والصحة.. مضيفا “(أفق الخروج) هو برنامج جامع يضم بنود حصدت توافق جميع أعضاء الحركة المدنية بصرف النظر عن توجهاتهم اشتراكية كانت أم ليبرالية”.