الاشتراكي المصري: اغتيال هنية تصعيد إجرامي يهدد المنطقة ويستنفر قوى المقاومة لحرب ضارية
أدان الحزب الاشتراكي المصري جريمة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، برفقة أحد مرافقيه على يد الكيان الصهيوني.
وقال الحزب، في بيان صادر عنه اليوم الخميس 1 أغسطس 2024، إنه لم تكد تمر بضعة ساعات على عملية الاغتيال الخسيس التي أقدم عليها الكيان الصهيوني للقيادي البارز بحزب الله “فؤاد شكر”، حتى استيقظ العالم على جريمة إرهابية أخرى استهدفت هذه المرة حياة هنية. تأتي هذه الخطوة الإجرامية الجديدة لتعكس بوضوح الاستهانة بكل القيم الإنسانية واحتقار الأعراف وأخلاقيات الحروب، كما استقر عليها القانون الدولي، وأهمها احترام حدود الدول، حيث تم انتهاك حرمة وحدود دولتين: لبنان وإيران.
وأضاف الاشتراكي المصري أن هذه الجريمة توضح بجلاء كذب ادعاءات الكيان الإجرامي التي رددها المجرم “نتنياهو” في كلمته أمام الكونغرس الأمريكي، وتفضح التواطؤ الأمريكي والغربي غير المحدود مع رئيس الوزراء الصهيوني وعصابات التطرُّف والعنصرية في السلطة الحاكمة، كما تتستر تلك الأنظمة على كل جرائمها، وتستمر في دعمها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، رغم ما ارتكبته وأدينت بسببه من جرائم الإبادة العنصرية والتدمير الشامل لمقومات حياة الشعب الفلسطيني الصامد.
وأوضح أن اغتيال الشهيد “إسماعيل هنية” سيؤدي إلى امتداد حرب الإبادة لأطول فترة ممكنة. إن “نتنياهو” يستهدف الجميع دون استثناء، ولا يكون أمام الجميع إلا خيار استمرار الصراع الدامي وتصاعد وتيرته وتكاليفه البشرية والمادية، مما يهدد باشتعال المنطقة وتفاقم أسباب الغضب والغليان في المحيط العربي كله، خاصةً في ظل التواطؤ بالصمت الذي التزمته كل الأنظمة ومسئوليها.
وأشار الحزب إلى أنه بهذا التصعيد الإجرامي، يمكن لمن له عينان أن يلاحظ أننا أمام كيان يعرف أصحابه أنهم، مهما حاولوا، لن يستطيعوا حماية أنفسهم من الانهيار والتفكك. وما الشراسة والعدوانية المطلقة التي نراها الآن في مسلكياتهم إلا محاولات بائسة للإفلات من هذا المصير، الذي بات مطروحاً حتى على أهل الكيان أنفسهم. تؤكد هذه الحقيقة مسارعة أكثر من نصف مليون إسرائيلي للهجرة المضادة إلى البلاد الأصلية التي جاءوا منها إلى الكيان الإرهابي، نتيجة فقدانهم الثقة في مستقبله ومستقبلهم.
وتابع أنه إزاء ما تقدم، فإنه ليس أمام معسكر المقاومة والتحدي إلا الصمود، والاستعداد لخوض حرب ضارية، طويلة الأمد، مكلفة وصعبة، ستُكلل حتماً بالانتصار، مهما طالت مسيرتها وعظمت تضحياتها، تماماً مثلما حدث مع كل شعوب العالم التي أصابها وباء الاستعمار، ودفعت ثمن حريتها بدماء الملايين من شهدائها الأبرار.
وشدد “الاشتراكي المصري” على ضرورة دعوة الفصائل الوطنية الفلسطينية جميعها للتمسك برباط الوحدة الوطنية، والعمل على تشكيل حكومة جديدة تحظى بالإجماع الوطني، على نحو ما اتُفق عليه في اجتماع “بكين”. يجب أن تلتزم الحكومة الجديدة ببرنامج كفاحي يستهدف تحقيق الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني في تحرير كامل ترابه الوطني السليب، وأن تتحرك القوى الشعبية العربية لمد يد العون للأشقاء في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وغيرها من مواقع الالتحام مع عدو الوطن والشعب بكل الأشكال المتاحة، كالدعم المادي والسياسي، وتفعيل حركة المقاطعة.
واستكمل: “انطلاقاً من تأكيدنا على أن القتال دفاعاً عن هذه الأراضي العربية المقاومة هو دفاع عن مصر وسائر بلاد العرب، يجب أن نعي أن الصمت تجاه عدوان العدو الغادر الذي تجرأ على ضرب عاصمتي لبنان وإيران، سيمكّنه من التجرؤ على باقي وأكبر عواصمنا وهو آمن من أي عقاب”.