د. ممدوح سالم يكتب: إلى أي مدى نجح بنيامين نتنياهو في تزييف الحقائق؟
قراءة في تحليل خطاب نتنياهو الأخير!
خطاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أمام مجلس الأمة الأمريكية (الكونجرس)، وقدرته على تزييف الحقائق والادعاء الكاذب أنموذج خطابي لا نظير له برغم حقارته على أن اللغة هي السلاح الأعظم في تزييف عقل المتلقي، وأن للنص سلطة فوق كل السلطات المزعومة.
انتقى الرجل لغته، واصطحب شهداءه ينزفون، واقتبس من آيات الإنجيل، وكسا وجوههم بملامح الضعفاء، واستغاث بأيدولوجيات الصهيونية.
لم يترك الرجل ثغرا من المعادين للصهوبنية إلا عرج عليه، ولم يغفل عن توجيه رسائله المخضبة بالدماء ترهيبا وترغيبا حتى نجح في استعطاف مقاعد الأعضاء نفورا لأن تقبلهم قعودا.
أشار إلى المحرقة المزعومة، وذكر بالسياق التاريخي لمعاداة السامية، وشدد على قدسية أرض الأنبياء التي يعمل الجيران على تدنيسها.. أرأيتم!
دعا إلى أن تكون غزة منزوعة السلاح، وزعم أن غزة الجديدة بعد انتصاره المزعوم ستكون محلا للأمن والرفاهيّة، ودعا إلى حلف مشترك أسماه الحلف الإبراهيمي لمواجهة التهديد الإيراني، ولا شك أنه يشير إلى استقطاب دول عربية بعينها.
يكفي أن أخبر من لم يستمع إلى الخطاب أن بلغ وقوف الكونجرس أكثر من تسع مرات في أقل من دقيقتين اثنتين ..
أرأيتم الشيطان يعظ؟!
لم ينس بنيامين توجيه الشكر لبايدن وترامب معًا، ولم يفته مغازلة الديمقراطيين الذين اصطفوا مع الجمهوريين في خندق التأييد الأعمى والعجيب معا.
الخطاب في مجمله خطاب حجاجي من الدرجة الأولى نجح فيه نتنياهو في دعم الدولة الصهيونية عبر رسائل عريضة تخلو من تفاصيل، لمعرفته أن التفاصيل ليست في مصلحة الخطاب الإقناعي المعتمد على أكاذيب ومفتريات.
وفي الأخير أكد رئيس وزراء إسرائيل أن دولته ستفعل كل شيء من أجل خدمة أمنها، من منطلق أنها تدافع عن وجه الحضارة تجاه الهمجية حسب قوله.
أقول: ولا يزال الباطل لامعا ما ظل الحق متواريا منقسما على نفسه..