عمل بالصحافة واستشهد نجله في حرب أكتوبر ولقب بـ «عمدة السينما».. أبرز المحطات عن الفنان صلاح منصور في ذكرى ميلاده
كتبت: ليلى فريد
قدم عشرات الأعمال المميزة، وعرف بتقمصة الشديد للشخصيات، واشتهر بشخصية “العمدة عتمان”، التي جسّدها في فيلم “الزوجة الثانية” باحترافية كبيرة جعلته أشهر عمدة عرفته السينما المصرية.
إنه الفنان الراحل صلاح منصور، الذي أحبّ التمثيل منذ أن كان طالبًا وبمجرد أن ظهر على الشاشة لفت الأنظار، حوصر في أدوار الشر وساعده في ذلك ملامحه الصارمة.
ورغم ما كان يظهره الفنان الراحل صلاح منصور على الشاشة من شر وجبروت إلا أنه كان في حياته الخاصة يعاني ومرّ بمواقف صعبة.
وفي هذه السطور نستعرض أبرز المعلومات عن الفنان الراحل صلاح في ذكرى ميلاده، ونتعرف على أهم المواقف والمحطات التي مرّ بها في حياته.
من هو صلاح منصور؟
فنان مصري ولد في 17 مارس 1923 في شبين القناطر، ورحل عن عالمنا في 19 يناير 1979 بعد صراع مع مرض سرطان الرئة وتليف الكبد.
تخرّج من معهد التمثيل عام 1947، وأسس المسرح المدرسي، وعمل أولًا بالصحافة ثم اتجه للتمثيل وبجانبها عمل حتى وفاته مستشارًا لوزارة التربية والتعليم.
تزوّج الفنان منصور مرة واحدة من سيدة أرمنية أشهرت إسلامها واختار لها اسم والدته “رقية نظمي” وأنجب منها مجدي وهشام وابن ثالث استشهد في حرب أكتوبر.
واشتهر صلاح منصور بتجسيد أدوار الشر، لقب بـ “عمدة السينما المصرية”، و”العمدة عتمان”، بسبب دوره في فيلم “الزوجة الثانية” الذي يعد أهم دور له في مسيرته الفنية.
من صحفي إلى ممثل.. مراحل في حياة صلاح منصور
كان الفنان الراحل صلاخ منصور محبًا للفن منذ أن كان طالبًا، حيث بدأت حياته الفنية على المسرح المدرسي عام 1938، ولكنه عمل بالصحافة عام 1940.
وبدأ حياته العملية محررًا في جريدة “روزاليوسف”، ولكنه لم يستمر في مهنة الصحافة حيث تركها واتجه لدراسة التمثيل.
والتحق صلاح منصور بمعهد الفنون المسرحية، وهناك تعرف على الفنان فريد شوقي الفنان شكري سرحان، الفنان حمدي غيث.
وظهر صلاح منصور لأول مرّة على الشاشة من خلال فيلم “غرام وانتقام” عام 1944 حيث كان وقتها يبلغ من العمر 21 عامًا.
وأسس المسرح المدرسي مع زكي طليمات كونه من زملاء دفعته فرقه المسرح الحر عام 1954، اشترك في العديد من المسرحيات، وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية.
ونجح خلال مسيرته الفنية في أن يترك بصمة كبيرة في عالم السينما، فقد برع في لعب كافة الأدوار ولكنه حوصر في دور “الشرير” في معظم أعماله.
فقد نجليه بالمرض والحرب.. صلاح منصور يعاني نفسيًا
رغم هذه القوة والشر الذي كان يؤديه أمام الكاميرا إلا أن الفنان الراحل صلاح منصور كان يعيش وراء الكاميرا حياة خاصة مؤلمة بسبب نجليه.
فقد كان نجله الأصغر هشام، مصابًا بضمور في أعضائه، لذا كان صلاح يسافر معه كل عام إلى لندن، لعلاجه، إلا أن أمواله نفذت فطلب أن يعالج نجله على نفقة الدولة، وبالفعل تمت الموافقة.
ولكن ظلّت الدولة تعالج نجله لـ 3 أشهر فقط ورفضوا تجديد فترة العلاج، حتى صادف صلاح منصور وهو في لندن الرئيس الراحل أنور السادات وطلب منه أن يمدّ فترة علاج ابنه وبالفعل وافق الرئيس.
وبعد 10 سنوات من رحلة المرض وشهور من موافقة السادات توفى الابن بعد إجرائه عملية جراحية في لندن، وكان لرحيله صدمة كبيرة لصلاح منصور أصيب على إثرها بصدمة عصبية.
ولم يكن هشام الابن الوحيد الذي حطم قلب صلاح منصور، فقد رحل نجله الآخر في حرب أكتوبر 1973 حيث كان مشاركًا بالحرب وكان أحد الأبطال الشهداء.
ورغم الألم إلا أن صلاح منصور تلقى خبر استشهاد نجله بالفرح، بعدما علم بخبر استشهاده قام بتوزيع حلويات وشربات على جيرانه.
وفي حفل تكريم أسر الشهداء، عانق صلاح منصور الرئيس السادات وبكى في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لتسليح الجيش المصري.
” لا تبكوا أكره أن أرى الدمع في عيونكم”.. صلاح يرحل
وبعد أن فقد نجليه عانى الفنان المصري صلاح منصور طويلًا فقد أصيب بعدد من الأمراض أبرزها سرطان الرئة وتليف في الكبد، ولكنه كان يحرص على إخفاء ألمه عن كل من حوله.
ورغم التحمل إلا أن صلاح لم يستطع أن يواجه المرض فدخل المستشفى وكان بجانبه زوجته ونجله الأكبر “مجدي”، وقبل وفاته ترك لهم وصية.
فقد أوصى بعدم البكاء بعد رحيله إذ قال لهم: “لا تبكوا، فقد عشت عمري وأنا أكره أن أرى الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتي”، ليرحل في 19 يناير 1979.