خسائر العرب من كورونا.. البورصات تتهاوى وشكوك حول مصير القمة العربية و”إكسبو” وقمة العشرين

تأثرت البورصات العربية في تداولات اليوم بانتشار فيروس كورونا الوبائي داخل أراضيها، في الوقت الذي دارت شكوك بشأن عقد مجموعة من القمم والمؤتمرات العربية والعالمية، وسط مخاوف من تفشي الفيروس في المنطقة.

ففي مصر، هوت البورصة هوت بنسبة 4.12%، إلى مستوى 12473 نقطة، مع أول 5 دقائق من بداية تعاملات اليوم، كما انخفض مؤشر EGX70 EWI بنسبة 5.77%، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقا بنسبة 5%، ما استدعى وقف التداول لمدة نصف ساعة.

وواصل المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 التراجع مع مرور ساعة من بداية التداول ليهبط بنسبة 6% إلى مستوى 12218 نقطة، بفعل مخاوف من انتشار الفيروس،

وأعلنت بورصة الكويت، الأحد، وقف التداول على مؤشر “السوق الأول” حتى نهاية جلسة تداول اليوم، مع إلغاء مزاد الإغلاق بعد انخفاض المؤشر بأكثر من 10%.

وقالت البورصة، في بيان، إن الإيقاف يأتي التزاما بنص المادة “9-26-2” من قواعد البورصة، التي تلزم بتلك الخطوة حال تجاوز التراجع نسبة 10%.

يتزامن التعليق مع استمرار إجراءات تتخذها البلاد للحد من انتشار فيروس “كورونا” المستجد على أراضيها، مع وجود 46 إصابة مؤكدة، بعد إعلان إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية قادمة من إيران.

كما تراجعت البورصة السعودية بنسبة 3.9 بالمئة في التعاملات الصباحية، الأحد، مع تصاعد حدة التخوفات العالمية من تفشي فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد – 19).

وهبط المؤشر الرئيس للبورصة السعودية ” تأسي” بواقع 296 نقطة إلى 7330 نقطة، في التعاملات الصباحية اليوم، وسط إجراءات تتخذها المملكة للحيلولة دون تسلل الفيروس إليها، ويعد التراجع المسجل اليوم، هبط بقراءة المؤشر الرئيس إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر 2018، حسب شاشة العرض للبورصة.

وتراجع مركز دبي المالي بنسبة 4,5 بالمئة، وأبوظبي بـ3,3 بالمئة بعد نحو ساعة على انطلاق التعاملات، فيما تراجعت في البحرين 3,6 بالمئة و1,1 بالمئة في سلطنة عمان. وأعلنت قطر أنّ بورصتها مغلقة أمام التعاملات بسبب عطلة للمصارف.

طالب مصرف الإمارات المركزي اليوم المؤسسات المصرفية والمالية في الدولة، بتطبيق تدابير تستهدف التقليل من تداعيات فيروس كورونا على اقتصاد الدولة.

وأكد المصرف في بيان أمس أن هذه التدابير تشمل إعادة جدولة القروض، ومنح تأجيلات مؤقتة على دفعات القروض الشهرية، وخفض الرسوم والعمولات للعملاء المتأثرين بتداعيات الفيروس. لافتا إلى أن البنوك وشركات التمويل ستظل مسئولة بالكامل عن قراراتها الائتمانية

وفي الخليج العربي عموما بلغت حالات الإصابة بكورونا 46 حالة في الكويت، و41 في البحرين، و21 في الإمارات، و6 إصابات في عمان، وإصابة واحدة في قطر، وغالبيتهم العظمى أشخاص عادوا مؤخرا من إيران حيث توفي 43 شخصا.

وتستعد السعودية لاستضافة اجتماعات مجموعة العشرين في نوفمبر المقبل، بينما تراهن دبي على معرض إكسبو الذي من المفترض أن يفتح أبوابه في أكتوبر المقبل لإنعاش اقتصادها، وسط شكوك حول إقامتهما في ظل الإجراءات الاحترازية خوفا من فيروس كورونا.

وانفقت الإمارة التي يزورها نحو 16 مليون شخص سنويا، مليارات الدولارات على المعرض العالمي، وقال المكتب الإعلامي لـ”إكسبو” لوكالة فرانس برس إن “سلامة وصحة جميع زوار إكسبو 2020 في دبي أهمية قصوى بالنسبة لنا، ونحن نعمل عن كثب مع وزارة الصحة في الإمارات لاتباع الإجراءات التي تقرها”.

وتابع: “سنواصل متابعة الأوضاع عن قرب، ونأمل أن تساهم الجهود العالمية في السيطرة على الفيروس”.

وتراجعت أسعار النفط بنحو 4% الجمعة الماضية لتبلغ أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام. فانخفض سعر برميل نفط برنت تسليم أبريل إلى 50,05 دولارا في تعاملات الصباح، بينما بلغ برميل غرب تكساس الوسيط تسليم الشهر نفسه 44,95 دولارا.

وتؤثّر أسعار الخام بشكل مباشر على الأداء الاقتصادي لدول الخليج الغنية بالنفط والتي تعتمد عليه كمصدر رئيسي لإيراداتها.

وقال مات مالي، الخبير في شركة ميلر تاباك للخدمات المالية، إنّ “تدفق الأخبار سلبي للغاية وسيجعل التركيز على صباح الإثنين، عندما تبدأ التعاملات المالية حول العالم، أكثر أهمية مما كان عليه يوم الجمعة”.

ورأى مالي أنّه من المبكر توقع سيناريوهات أسوأ بالنسبة لأسواق المال، لكنه حذّر بحسب ما نقلت عنه وكالة بلومبرغ من أنّه “إذا سارت الأمور في اتجاه واحد، فسيكون من الصعب للغاية العودة عن ذلك”.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن “هناك وضعا عالميا طارئا يتعلق بكورونا”، وأنه قد يتسبب في تأجيل القمة العربية المقبلة في الجزائر، حتى منتصف العام الحالي.

وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الجزائري صبري بو قادوم، إنه قد يتم تأجيل موعد القمة المقرر انعقادها أواخر مارس المقبل، وأن الموعد الجديد لا يمكن أن يتعدى منتصف يونيو المقبل.

وقال بوقادوم إن “الظروف العالمية، وبالأخص الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، تستدعي التحضير الجيد لإنجاح الموعد”، لافتا إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي ستؤول إليه رئاسة القمة، سيحدد تاريخ انعقادها بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة العربية.

وميدانيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الأحد، أنه لا وجود لحالات مصابة بفيروس كورونا في اليمن.

وقال مكتب المنظمة في اليمن في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: “ما زال خطر انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد منخفضاً، حيث لم تتأكد أية حالات حتى اللحظة”.

وأضافت المنظمة: “كما هو الحال في البلدان الأخرى، تعمل الصحة العالمية في اليمن جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية والشركاء لضمان الاستعداد والجاهزية للاستجابة في حالة تأكد الإصابة بالفيروس”.

كما وجهت النائبة المصرية إيفلين متى بطرس، أمس، مقترحًا برلمانيًا إلى رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والصحة، بوضع استراتيجية عربية موحدة لمنع تفشي فيروس كورونا بعد انتشاره في عدد من الدول العربية.

وقالت النائبة إن استمرار تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في عدد من الدول العربية، تزامنًا مع تزايد عدد المصابين حول العالم، أصبح لزامًا وضروريًا على الدول العربية الأعضاء في مجلس وزراء الصحة العرب، اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة انتشار الفيروس إلى باقي الدول العربية التي لم يصل إليها بعد.

وتابعت: “أصبح لزامًا تعزيز التعاون بين الدول العربية من أجل الاتفاق على تنفيذ إجراءات مشتركة للعمل على منع انتقال الفيروس، والعمل على تنسيق وتبادل المعلومات حول الفيروس”.

ودعت النائبة، مصر؛ باعتبارها عضو في مجلس وزراء الصحة العرب، أن تتبنى مقترحًا وعرضه على المجلس في أول اجتماع له، وهو الاتفاق على وضع استراتيجية عربية موحدة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

ولفتت إلى أنه تكمن أهمية هذا المقترح، في ظل ضعف الجهود والإمكانيات لدى بعض الدول العربية، فضلًا عن عدم قدرة بعض الحكومات العربية على اتخاذ إجراءات احترازية قوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *