تحرك برلماني جديد عن «تغليف» الهرم بالجرانيت.. ونائبة: مثل هذه المشروعات تتطلب قدرًا من التريث ومزيدًا من الدراسة
آمال عبدالحميد: آثار مصر ملك المصريين جميعًا على مر العصور وليست ملكية منفردة لوزارة السياحة والآثار
كتبت: ليلى فريد
أعلنت النائبة آمال عبدالحميد، عضوة لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تقدمها بطلب إحاطة، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى وزير السياحة والآثار، بشأن المشروع الذي أعلنته الوزارة بتبليط الهرم الأصغر بالجرانيت.
وذكرت النائبة في بيان لها: أثار إعلان الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار، مؤخرا، البدء في ما وصفه بمشروع القرن، الذي يستهدف إعادة كساء «تغليف»، الهرم الأصغر بالجرانيت بتمويل من البعثة اليابانية بالقاهرة، حالة من الجدل في مصر، وسط تشكيك العديد من الخبراء والمهتمين بالآثار المصرية في جدواها كونها تمثل تغيرا لأحد أهم المعالم الفرعونية.
وتابعت أن آثار مصر ملك المصريين جميعًا على مر العصور، وليست ملكية منفردة لوزارة السياحة والآثار التي تنحصر مهمتها على الحفاظ على الآثار المصرية وإدارتها، حتى تتخذ قرار دون عرضه على الرأي العام أو حتى المعنيين بالآثار المصرية.
وأضافت: كان من الأجدر على وزارة السياحة والآثار أن تعقد مؤتمرًا علميًا للحديث عن مشروعها يشارك فيه علماء مصريون وأجانب مع خبراء من اليونسكو، لوضع هذا المشروع على مائدة البحث العلمى الجاد، وأن يسمح للرأي العام بمتابعة مداولات المؤتمر، حيث إن المواطنين هم الملاك الحقيقيون لهذه الآثار، ويجب ألا يتم تغييبهم عن عملية اتخاذ القرار.
وذكرت أن مثل هذه المشروعات تتطلب قدرًا من التريث ومزيدًا من الدراسة، لأنه إذا تم تنفيذها فلا مجال للعودة عما تم تنفيذه إلا بهدم ما تم بناؤه فوق الأثر، وهو ما قد يؤثر على أصالته وعراقته.
ولفتت النائبة إلى أن هناك لجنة دائمة للآثار في مصر من صميم اختصاصاتها عرض مثل هذه المشروعات عليها وأخذ رأيها، من المفترض أن يُعرض مثل هذا المشروع عليها قبل الإعلان عنه.
وتساءلت: ما هو على وجه الدقة مشروع تبليط الهرم الأصغر، وما هو العائد الاقتصادي من ورائه، وما هو التكلفة الإجمالية للمشروع، والمدة المحتملة لتنفيذ المشروع.
وكان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أعلن تفاصيل مشروع تبليط الهرم الأصغر، بالإضافة إلى جهة التمويل الذي ستقوم بدعم المشروع.
وقال وزيري، في تصريحات تليفزيونية، إن مشروع تبليط الهرم الأصغر، يتم تحت إشراف البعثة المصرية اليابانية، مضيفا: «يوجد في مصر 250 بعثة أجنبية، من 25 دولة من مختلف دول العالم، بينها البعثة اليابانية، وأن فكرة تبليط الهرم كانت تتردد عدة مرات في أزمنة مختلفة، وتم العمل على هذه الفكرة عدة مرات دون استكمالها». وتابع: «أن تمويل مشروع تبليط الهرم الأصغر سيكون من الجانب الياباني وسيتكفل بكل شيء خلال تنفيذ المشروع».
قال زاهي حواس وزير الآثار الأسبق في تصريحات تليفزيونية: «بطمن كل الناس مفيش حاجة اسمها تبليط الهرم، اللي طلع هذا الكلام واحدة ست بتخرف، ملهاش في العلم ولا في أي حاجة لها في الدوشة، مفيش حد يقدر يبلط الهرم إطلاقًا، مين يقدر يبلط الهرم».
وأوضح «حواس» أن الهرم الأصغر مبني من الحجر الجيري من الهضبة نفسها، ثم لجأ الملك منكاورع لكساء وجهه بأحجار جرانيتية، متابعًا: «محدش يقدر يؤذي الهرم، اللي بيقول هذا الكلام ناس عايزة إثارة وشماتة بلا أي سبب».
وقرر أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، تشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس، وعضوية عدد من كبار العلماء المتخصصين في الآثار لاسيما الأهرامات، والهندسة من المصريين والأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك ودولة ألمانيا، لمراجعة المشروع .