مدحت الزاهد: الاحتلال الصهيوني فشل في غزة ولم يحقق أي من أهدافه.. ويحاول التنكر لاتفاقيات هي أصلا اتفاقيات جائرة
كتب – أحمد سلامة
قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الكيان الصهيوني يحاول التنكر لاتفاقيات هي أصلا اتفاقيات جائرة، خاصة ما يتعلق بمستوى العلاقات مع مصر وما يرتبط منها بمحور فلاديلفيا الحدودي.. مشددًا على أنه يجب أن تكون هناك رسالة واضحة مفادها أن أي مصري لن يقبل التعدي على الحدود المصرية الفلسطينية وأنه على إسرائيل ألا تظهر أي نوايا عدوانية لأن مصر لديها شعب وجيش ودولة لن تقبل بهذا.
وأضاف خلال لقاء مع “صالون التحالف” الذي يُديره الخبير الاقتصادي، إلهامي الميرغني، “نجدد التأكيد على ضرورة فتح المعابر لتدفق المساعدات للشعب الفلسطيني بلا قيد أو شرط لأن كلها مساعدات طبية وغذائية تُمكن الشعب الفلسطيني من الحق في الحياة، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يجبر الفلسطينيين على ترحيل قسري ويحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة”.
وأشار الزاهد إلى أن “رفض التهجير قائم على الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وليس خوفًا من الشعب الفلسطيني ولا خوفًا على الأراضي المصرية، وبالأساس فإن الشعب الفلسطيني لن يقبل ترك أرضه حتى الأطفال منهم وينتقل إلى أي مكان مهما كان عزيزًا عليه، وعدا ذلك فإن بيوتنا كمصريين مفتوحة على مصراعيها لكل الأخوة الفلسطينيين”.
وتابع رئيس الحزب التحالف “ارتباطًا بهذا، فعلى المستوى العسكري والمستوى الدبلوماسي يجب أن نشير إلى أن إسرائيل تتعرض لخسارة كبيرة، وآخر تلك الخسائر هو ما جرى في محكمة العدل الدولية، وهو ما تمثل فيما أبداه الرأي العام والإعلام الإسرائيلي الذي بدا أنه تعرض لهزيمة كبيرة فريدة من نوعها، وهذا يشير إلى أهمية استخدام جميع وسائل المقاومة بما فيها السلاح لأنها كانت السبب في فتح الباب أمام التحركات الدبلوماسية على الصعيد الدولي، وبالتالي لا يصح أن يتم الحديث عن يوم السابع من أكتوبر باعتباره مغامرة حمقاء”.
ونبه الزاهد إلى أن إسرائيل في كل يوم تعمل على تخفيض أهدافها في غزة، مضيفا “في البداية كان الهدف طرد الفلسطينيين وتصفية حماس وخروجها من الخريطة، والقبض على قادة المقاومة ومطاردتهم في كل مكان، وتدمير البنية العسكرية للمقاومة.. والآن بعد مائة يوم على بداية المعارك نرى أن هذه الأهداف فشلت تماما”.
وأردف “الشئ الجوهري الأساسي في إنهاء الصراعات العسكرية هو الإجبار على كسر إرادة العدو، وهو ما يتضح حتى الآن وبدأت إسرائيل في الاعتراف به، وتحول الكلام عن إخراج قادة حماس في صفقة من غزة، مع الاعتراف بأنه لا يمكن الإجهاز على كل القدرات العسكرية لحماس والمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى الاعتراف التام بكلفة البقاء في غزة لتحقيق هذه الأهداف، وبالتالي تحاول إسرائيل التغطية على هذا الفشل باستخدام التدمير الكامل من خلال سلاح الجو، ولكن الحرب بطبيعتها هي صدام ما بين قوتين وبالتالي وارد أن تُلحق إسرائيل ضربات سواء عملياتية أو في المجال التكتيكي لكنها في النهاية ضربات جزئية لأن الهدف الأكبر لم يتحقق”.. مشيرًا إلى أن “المشروع الشرق أوسطي” بات على مشارف الفشل الكامل وهو مشروع لم يكن يمكن أن يفشل سوى بالمقاومة وهو ما فتحت له الباب عملية “طوفان الأقصى”.
وحول ما يتعلق بمسألة فتح المعابر التي طرحتها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، قال الزاهد “من المطالب المبكرة التي طرحناها مرارا وتكرارا هو ضرورة انسحاب مصر من اتفاق كامب ديفيد وتوابعها من اتفاقية المعابر وفلاديلفيا وغيرها، هذه الصفحة ينبغي أن تطوى لتمارس مصر سيادتها على كل أراضيها ومواردها وبالتالي فإن هذا الاتفاقية التي أبرمت في ظروف خاصة خلال عهود سابقة ينبغي الخروج منها وإعادة تنظيم علاقاتنا مع الفلسطينيين على أن تكون مسئولية مصرية فلسطينية دون دخول أطراف أخرى”.. مشددًا بالقول “نحن مع فتح المعابر بشكل دائم، ومع دعم الشعب الفلسطيني بكافة السبل والوسائل، ومع أحقيته في الاستمرار على أرضه”.