المحامى خالد جوشن يكتب: الديمقراطية والديكتاتورية ومذبحة غزة
منذ اكثر من ستة وثمانين يوما مازال القصف من الجو والبحر والبر متواصلا على قطاع غزة الذى لا تتجاوز مساحته ثلاثمائة وخمسة وستون كيلومتروعرضه من ستة كيلومتر الى اثنى عشرة كيلو متر .
لقد القوا الاف القذائف والصواريخ والقنابل والتى يتجاوز بعضها الطن على المخيمات والمستشفيات والمدارس والمبانى وتحولت غزة الى انقاض مدمرة .
وسقط الاف القتلى والمصابين جلهم من الاطفال والنساء ولم تشبع الة القتل الجهنمية بعد .
قصفوا كل شيىء تقريبا مدارس مستشفيات مساجد كنائس ، كل شيىء يتحرك او لا يتحرك ، و انتهكوا كل قواعد الحرب فى القانون الدولى .
مجزرة بربرية لم يشهد لها العصر الحديث مثالا تفتقد لكل الاخلاق .
انتفض العالم كله تقريبا من هول ما يحدث فى اوربا وامريكا واستراليا وفى العالم العربى والاسلامى ولكن دوائر الحكم فى الدول الغربية النافذة لم تهتز شعرة واحدة ولم توافق على ايقاف هذه المجزرة .
والغريب ان امريكا صاحبة تمثال الحرية امل المستضعفين فى العالم تم اختطافها من قبل الصهيونية العالمية. وربما هى من اختطفت الصهيونية العالمية لتضمن بقاء الحرب مستعرة وتجرب احدث انواع الاسلحة وتضمن بقاء كارتيلات السلاح فى حالة دوران مستمر.
لقد حدث ما كنا نخشاه واصبح الشهداء ارقام تضاف الى ما قبلها ، ونزعت منهم القداسة الانسانية ، وانهم بشر لهم احباء واصدقاء وامال وحياة عريضة كانت تنتظرهم .
والكارثة الاكبر، انه حتى لو قدر لهذه المجزرة الشعواء ان تقف فقد تحولت غزة الى ارض خراب وبوار وبيئة مدمرة وملوثة فاقدة لكل مظاهر الحياة .
وتحول اكثر من اثنين مليون فلسطينى الى مرض جسديا وعقليا وعصبيا ، ويموتون يوميا جراء نقص الغذاء والدواء والماء النظيف اثر الحصار الخانق الذى تفرضه اسرائيل وتمنع فيه تدفق المساعدات ، و من لم يم بالسيف مات بغيره .
ترى هل نفقد الامل فى وقف هذه المجزرة البشعة ؟
وهل فقد الغرب بوصلته الى هذه الدرجة ولن يتحرك لوقفها ؟
وهل هذه بداية الانهيار للحضارة الغربية التى وصلت اوجها فى العلم ووسائط القتل والتدمير ؟
ولكنها عادت القهقرى فى قيم الاخلاق وتدنت الى مرحلة ما قبل البربرية عندما كان الانسان ياكل اخاه نيئا بكل اللذة والنهم .