رجل إسرائيل التاريخي ينهار| 3 أسباب وراء الهجوم الحاد والمطالبات باستقالة نتنياهو: تعديلات القضاء وانتقاد القيادات والفشل الذريع أمام حماس
كتب – أحمد سلامة
قبل أشهر قليلة، كان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني ملء السمع والبصر، يمضي بلا خجل في خططه التوسعية والاستيطانية دون تخوف من أي عواقب أو آثار، حتى رأى البعض فيه المحرك الأبرز لمنطقة الشرق الأوسط دون مواربة.
ويُعد نتنياهو هو رئيس الوزراء “التاريخي” لإسرائيلي، إذ ولد في 21 أكتوبر 1949، حيث يعتبر أول رئيس وزراء ولد بعد نشأة دولة الاحتلال، كما أنه صاحب الفترة الأطول في رئاسة الوزراء فقد تولى المنصب منذ عام 1996 وحتى 1999، ومنذ عام 2009 حتى 2021، ثم تولاه منذ 29 ديسمبر 2022.
ورغم ذلك، فإن شعبية نتنياهو وتأثيره الدولي الذي بناه على مدار سنوات، على وشك الانهيار بالكلية، بل فإن التاريخ على وشك أن يذكره بأنه صاحب أكبر فشل في تاريخ الكيان.. كل ذلك وسط مطالبات باستقالته من أصوات ارتفعت داخل دولة الاحتلال استنادًا إلى فشله الذريع في مواجهة حماس وإلقائه باللائمة على القيادات العسكرية، وقبلها بسبب التعديلات القضائية التي أصر عليها ودفعت الآلاف إلى الخروج ضده في مظاهرات حاشدة.
وليل السبت، نفى رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تلقيه أي تحذيرات بشأن نية حركة حماس إشعال حرب ضد إسرائيل، ملقيا باللوم في فشل توقع هجوم الحركة المباغت وغير المسبوق في 7 أكتوبر على عاتق الاستخبارات.
وكتب نتنياهو على حسابه الرسمي في موقع “إكس” (تويتر سابقا) أن كل وكالات الاستخبارات، كانت تقدر بأن حركة حماس ستكون ضعيفة إثر الحروب السابقة والتي اتجهت نحو التسوية”.. وذكر أن هذا التقييم الاستخباري قُدم مرة بعد أخرى إليه وإلى المجلس الأمني المصغر، وذلك حتى قبيل اندلاع الحرب.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن نتنياهو يحمل المسؤولية في فشل توقع الهجوم خصوصا لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، ورئيسها أهارون هاليفا، ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك”، رونين بار.
فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: يرفض نتنياهو تحمل مسؤولية الفشل الذي حصل في ٧ أكتوبر حيث هاجم رئيس ” الشاباك “و رئيس وحدة “امان” متهماً اياهم برفع تقارير خاطئة.
وتعرض نتنياهو لانتقادات حادة بسبب تلك التصريحات، حيث هاجمت ميراف ميخائيلي زعيمة حزب العمل ميخائيلي “نتنياهو يجلس في مكتبه، مع السيجار والشمبانيا، ويحمل قادة الجيش مسؤولية كارثة الغلاف”، مضيفة “الجيش الإسرائيلي يقاتل حماس بينما نتنياهو يقاتل الجيش والشعب”.
من جانبه انتقد عضو الكنيست الإسرائيلي بيني غانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تغريدته حول مسؤولية الأجهزة الاستخباراتية قائلا “عليه التراجع عن تصريحاته حول الإخفاق في 7 أكتوبر وتحمل المسؤولية”.
في الوقت ذاته، قال يائير لابيد رئيس الوزراء السابق إن نتنياهو تجاوز الخط الأحمر الليلة، فبينما يقاتل جنود الجيش وقادته ببسالة ضد حماس وحزب الله، يحاول هو إلقاء اللوم عليهم بدلا من دعمهم، مضيفا “إن محاولات التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على المنظومة الأمنية تضعف الجيش أثناء القتال، على نتنياهو أن يعتذر عن كلامه”.
وفي سياق ما يتعرض له رئيس وزراء الاحتلال، يواجه نتنياهو ضغوطا من التيار اليميني ومستوطنين للتعجيل بالاجتياح البري لقطاع غزة، رغم عدم التوافق الكافي داخل الحكومة بشأن هذه الخطوة.
ورغم مساعي نتنياهو منذ أسابيع لتنفيذ الاحتياج؛ أملا في أن يحقق نصرا بالقضاء على حركة حماس، وإنقاذ حكومته من السقوط، فإنه رفض نهاية هذا الأسبوع التوقيع على خطة الاجتياح إلا بوجود موافقة بإجماع عليها من مجلس الحرب الذي تشكّل بعد شن الفصائل الفلسطينية هجومها على المستوطنات 7 أكتوبر كي لا يتحمل وحده العواقب، وفق ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
ومن بين أولئك، الكاتب أفتر شاكي، الذي نشر مقالا بموقع “القناة السابعة” وهو تابع للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، الخميس، طالب فيه باستقالة أو إقالة نتنياهو على خلفية التأخر في عملية اقتحام غزة.
وقال شاكي إنه يحب الرجل ويقدر قدراته العالية “ولكن تاريخه كان حافلا بخدمة أفكار اليسار والتنكر لأفكار الجمهور الذي يحبه وينتخبه”، وإنه اليوم يضيع فرصة تاريخية لتصفية حماس ويتهرب منها.
وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، هاجم نداف هعتسني، من قادة المستوطنين في الخليل، صديقه القديم نتنياهو، واصفا سياسته بـ”الجبانة”.
وحسب هعتسني، فإن هذا هو الوقت لإسرائيل لتظهر جديتها في محاربة “حماس”، حتى لو وقع عدد كبير من الضحايا في إسرائيل، فالحرب لا يمكن أن تكون بلا تكلفة.
وبين الهجوم بسبب تصريحات نتنياهو، والهجوم بسبب تراجعه عن الاجتياح البري، انهارت شعبية نتنياهو، وهي الشعبية التي تآكلت أصلا منذ إصراره هذا العام على تغييرات في صلاحيات القضاء، قال معارضوها إنها تقوض سلطة القضاء لصالح سلطة رئيس الوزراء.
إلا أن نجاح الهجوم المباغت الذي قامت به فصائل فلسطينية في إيقاع عدد كبير من القتلى في الجانب الإسرائيلي، خاصة المستوطنين، زاد الغضب عليه وهدد مستقبله السياسي، بينما يسعى إلى تجنب السقوط بتحقيق نصر في الهجوم البري.
ويقول القيادي في حزب “إسرائيل بيتنا” ونائب وزير الخارجية السابق داني إيالون، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن رئيس الوزراء هو المسؤول عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد، ومصيره هو الرحيل، سواء بعد الحرب أو حتى خلالها.
وحول المطالبة باستقالة نتنياهو، يقول الأكاديمي الإسرائيلي إنه “يتوجب عليه أن يرحل، وأن يحاسب كذلك، لألف سبب وسبب، لكن بعد الانتصار في هذه الحرب التي فُرضت علينا.. والآن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.