ماذا يحدث مع مرشحي الرئاسة؟| حبس أعضاء بحملة الطنطاوي ومنع مؤيديه من التوكيلات.. وإلغاء ظهور تلفزيوني لـ فريد زهران.. وغياب للحياد الإعلامي
أحمد الطنطاوي ومؤسسات حقوقية: أكثر من 73 شخصا من الأعضاء المتطوعين في الحملة تم القبض عليهم إلى جانب آخرين غير معلوم مكان احتجازهم
بعد الإعلان عن ظهور فريد زهران على قناة “دي أم سي” وعرض البرومو الترويجي.. إذاعة الحلقة المخصصة دون ظهوره
المواقع تنشر أخبار وتقارير عن إنجازات الرئيس السيسي: غير مسبوقة وبوابة عبور لفترة رئاسية ثالثة.. وما حققه في 10 سنوات يجعلنا ننتخبه مرة أخرى
كتب- درب
رصد “درب”، خلال الأيام القليلة الماضية، وقائع ما جرى مع حملات المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، قبل أيام من فتح باب تقديم الأوراق بشكل رسمي تمهيدا لإجرائها في ديسمبر المقبل داخل وخارج مصر.
وحتى الآن، أعلن 3 شخصيات سياسية محسوبة على المعارضة المصرية نيتها خوض الانتخابات الرئاسية، يأتي في مقدمتهم السياسي والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور.
وقبل إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات بدء فترة تحرير التوكيلات الرئاسية منذ أول أمس 25 سبتمبر، أعلنت مؤسسات حقوقية مصرية تقدم الدعم القانوني للمحبوسين في القضايا السياسية، القبض على عشرات المتطوعين في حملة المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي.
وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن أعداد المتطوعين في حملة الطنطاوي الذين تعرضوا للقبض وصل إلى أكثر من 73 شخصا في نصف محافظات الجمهورية. ما أكدته الحملة نفسها، بل أشارت إلى وجود أعداد أخرى من المختفين ينتمون للحملة وغير معروف أماكن تواجدهم.
وعلق الطنطاوي على القبض على عناصر حملته، قائلا “إن هذه الأحداث المؤسفة وغير القانونية واللا أخلاقية تجاه حملتي الانتخابية قد وصل ضحاياها -لحظة كتابة هذا البيان- إلى عدد لم نستطع حصره حتى الآن من المحتجزين الذين لم يتم عرضهم على النيابة”.
وتابع: “لقد جاءت هذه الهجمة الشرسة ضد مواطنين مصريين يؤدون واجبهم تجاه وطنهم وشعبهم في تقديم البديل المدني الديمقراطي في إطار الدستور وعبر الانتخابات الرئاسية القادمة، مثلما تأتي بحق غيرهم من أبناء الشعب المصري الذي يدفع يوميًا فاتورة القمع والاستبداد، كما يدفع ثمن الفشل والعناد”.
شكل أخر من أشكال التعامل مع الحملة ظهر عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات بدء فترة تحرير التوكيلات، وهو ما كشفت عنه الحملة نفسها من “منع تحرير أنصار الطنطاوي للتوكيلات الخاصة به في الشهر العقاري”.
وأعلن أحمد الطنطاوي مساء الثلاثاء 26 سبتمبر، تجميد عمل الحملة لمدة 48 ساعة، قال إنها “لالتقاط الأنفاس بعد الهجمات الأمنية على أعضاء الحملة، وحتى يعطي فرصة للأعضاء الحاليين لإعادة النظر في انضمامهم من عدمه”.
وقال طنطاوي في كلمة مصورة جرى بثها عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك إن حملته التي لديها أكثر من 23 ألف متطوع وعدد المنتسبين لها دون استمارة تطوع “ضعف هذا الرقم” لم تجمع سوى “توكيلين” فقط خلال يومين عمل، لافتا إلى أنه جرى منع مؤيديه من تحرير توكيلات لصالحه وتعرض بعضهم للاعتداء في مكاتب الشهر العقاري.
وقدم المرشح الرئاسي المحتمل المطالب بالحصول على تأييد 25 ألف مواطن من 15 محافظة بالجمهورية، عدة مقترحات لتمكين مؤيديه من تحرير توكيلات لصالحه إذا كانت هناك رغبة حقيقة في إجراء انتخابات حرة نزيهة، ومن بين هذه المقترحات تخصيص مكتب واحد في كل محافظة لأنصاره لتحرير التوكيلات له من خلاله أو تخصيص شبابك في كل مكتب شهر عقاري لكل مرشح رئاسي.
وتواجه حملة المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي تحديا كبيرا لجمع التوكيلات اللازمة، حيث يحتاج المرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية العمل على نيل تركية 20 عضوًا من مجلس النواب أو الحصول على تأييد 25 ألف مواطن من 15 محافظة بالجمهورية، بواقع ألف تأييد على الأقل من كل محافظة، لتقديم أوراق ترشحهم للهيئة الوطنية للانتخابات.
في سياق متصل ومع مرشح رئاسي أخرـ تراجعت قناة “DMC” عن استضافة المرشح الرئاسي فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، وذلك بعد إعلانها عن حلوله ضيفا في برنامج “مساء dmc” الذي يقدمه الإعلامي أسامة كمال، دون توضيح الأسباب.
وأعلنت القناة في برومو ترويجي عن استضافة زهران في تمام الساعة التاسعة من مساء السبت الماضي إلا أن رئيس الحزب المصري الديمقراطي والمرشح لرئاسة الجمهورية لم يظهر في الموعد المعلن.
ولم توضح القناة أسباب عدم ظهور زهران على شاشتها في الموعد الذي جرى الإعلان عنه. كما لم يكشف الإعلامي أسامة كمال أي تفاصيل حول ذلك، رغم نشره قبل موعد بث البرومو الترويجي للقاء.
كذلك لم يصدر أي بيان صحفي من المرشح الرئاسي فريد زهران ولا الحزب المصري الديمقراطي حول الأمر. يذكر أن الإعلان عن استضافة زهران في برنامج “مساء dmc” جاء بعد إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية. وكان من المقرر أن يستعرض الحوار برنامجه الانتخابي ورؤية الحزب الشاملة.
في المقابل، لم تتوقف الصحف والمواقع الإخبارية عن نشر “إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي”، والذي من بدأ أنصاره في تحرير توكيلات لترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وجمع أكثر من 250 ألف توكيل، بحسب الإعلامي عمرو أديب في برنامجه بحلقة أول أمس الاثنين.
ونشرت مواقع إخبارية تقارير وأخبار بعناوين “مستقبل وطن بدمياط: إنجازات السيسي تجعلنا نؤيد ترشيحه لفترة رئاسية جديدة”، و”انفاق180 مليار جنيه.. انجازات غير مسبوقة في قطاع التعليم العالي بعهد الرئيس السيسي”.
كما نشرت الصحف تصريحات منسوبة لأعضاء وقيادات بمجلسي النواب والشيوخ، جاءت على النحو التالي: “وكيل مجلس النواب: الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق إنجازات غير مسبوقة”، و” المستشار أحمد سعد: الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق إنجازات غير مسبوقة”، و” نائب بالشيوخ: إنجازات السيسي جواز عبور لفترة رئاسية جديدة”.
وكان المستشار وليد حمزة، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، قد قال إن “الشعب المصري سيختار بكامل إرادته من يحمل راية مصر الغالية ويقود مسيرتها للفترة الرئاسية المقبلة”. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات للإعلان عن المواعيد الخاصة بالعملية الانتخابية.
وأضاف حمزة، خلال كلمته بالمؤتمر، إن “الفترة الرئاسية تقترب في تاريخ مصر من نهايتها، فترة امتدت 6 سنوات ميلادية أقرّها الدستور بعد موافقة البرلمان واستفتاء الشعب عليها في أبريل 2019، ونستعد للانتقال إلى فترة رئاسية جديدة يختار فيها الشعب بكامل إرادته من يحمل راية مصر الغالية ويقود مسيرتها”.
وتابع حمزة: “وبعد جهد استمر أشهر طويلة إخلاصا لأمانة الوطن وإيمان بالعدالة والمساواة أمام الدستور تتشرف الهيئة الوطنية للانتخابات أن تعلن اليوم فتح باب الترشح لفترة رئاسية جديدة قوامها 6 سنوات وفقًا للإجراءات والشروط التي يحددها قرار الهيئة”.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية عن العديد من الأرقام الهامة الخاصة بالانتخابات منذ البداية وحتى النهاية.
وقال المستشار وليد حمزة إن الهيئة الوطنية للانتخابات، حددت يوم 18 ديسمبر المقبل، لإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية ونشرها في الجريدة الرسمية، أما إذا أُجريت جولة إعادة للعملية الانتخابية، فسيكون إعلان نتيجة الانتخابات النهائية ونشرها بالجريدة الرسمية في موعد أقصاه 16 يناير المقبل.
وتجرى الانتخابات الرئاسية في 10 آلاف و85 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، والتي أجرت الهيئة معاينتها للتأكد من سلامتها الفنية والإنشائية بهدف التيسير على المواطنين الراغبين فى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات والحفاظ عليهم.
وحسب جدول الهيئة الوطنية للانتخابات يبدأ تلقي طلبات الترشح يوميا من 5 وحتى 14 أكتوبر المقبل، فيما يتم إعلان ونشر القائمة المبدئية لأسماء طالبي الترشح يوم 16 أكتوبر، على أن يُفتح باب تلقي اعتراضات طالبي الترشح يومي 17 و18 من الشهر نفسه.