تواجه أكبر عملية تدمير في تاريخها.. هيئات اجتماعية وأحزاب وشخصيات عامة تدين «مسلسل» التعدي على جبانات القاهرة التاريخية
كتب- محمود هاشم:
أدانت هيئات اجتماعية وجمعيات ونقابات مهنية وأحزاب وشخصيات عامة، في بيان صحفي، الأحد، ما وصفوه بـ”مسلسل” التعدي على منطقة جبانات القاهرة التاريخية والمسجلة عــلى قـائـمـة الـتـراث العـالمـي، لافتين إى أنها تواجه الآن “أكبر عملية تدمير في تاريخها”.
وأعرب الموقعون على البيان من هيئات اجتماعية وجمعيات ونقابات مهنية ومتخصصين وشخصيات عامة بأشخاصهم وصفاتهم عن إدانتهم “الكاملة” لمسلسل التعدي على منطقة جبانات القاهرة التاريخية والمسجلة على قائمة التراث العالمي، تحميها قـوانـين عالمية ومحلية.
وأشار البيان إلى أن منطقة جبانات القاهرة “اكتسبت قيمتها بمن ضـمتهم فــي ثراها، أجيال متعاقبة مــن أبــناء هــذا الــبلد بجــميع فــئاتــه وطــبقاتــه، ومــن ســاهــموا فــي نــهضته الــثقافــية والــحضاريــة، بدءا بالصحابة الأوائل رضي الله عنهم ومروراً بأولياء الله الصالحين والعديد من الحكام والساسة، والفنانين والأدباء والشعراء، وآلاف المصريين المكافحين، علاوة على ضمها كنوزا معمارية فريدة شديدة الـــتنوع تعبر عـــن حقب زمنية مـــن تطور العمارة الجنائزية المـمتدة مــنذ مصر القديمة إلى يومنا هذا”. وشدد البيان على أن المنطقة “تواجه الآن أكبر عملية تدمير في تاريخها”.
وذكر البيان أنه “تم عرض حلول وبدائل عن الإزالة طرحتها لجنة شكلها مجلـس الـوزراء مـن المـتخصصين فـي التخـطيط الـعمرانـي والـحفاظ على الـتراث، وقد قـامـت بدراسـة لجـدوى مشـروع الطرق المرورية التي تخترق الجبانات والذي بـدأ تنفيذه عـام 2020 و اضطلعت بتفنيده فنياً وأثبتت “عـدم جـدواه مرورياً واقتصاديا”.
كما قدمت اللجنة البدائل التي تعتمد على استغلال شــبكة الـطـرق الحاليــة والمستحدثة وأقرت كفاءتها لعشر سنوات قادمة، دون المــساس بـالـجبانـات الـتاريـخية، مع وضع رؤية لاستغلال الموقع للسياحة الدينية والثقافية، وكذلك حـل مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية بالمنطقة. “إلا أنه وفقا لما ذكر البيان “فوجئنا بعد تقديم هذا الاقتراح بمعاودة الهدم بلا هوادة وبكثافة أكـثر مـن ذي قـبل، كأن هناك سباقا مـع الزمن لمحو جزء من تاريخ الأمة وذاكرتها وتراثها وقهر شعبها بنبش قبورهم وإهانة رفات ذويهم وتشتيتها”.
ولفت البيان إلى أن الموقعين عليه ناشدوا جميع الجهات المسؤولة للتراجع عن مشروع شبكة الطرق المدمرة، ولجأوا إلى مجلس الدولة المصري الذي رفض نظر الشق العاجل في دعواهم القضائية لوقف أعمال الإزالة بهذه المنطقة، وأرسلوا “عشرات الشكاوى والطلبات بلا جدوى”.
وختم الموقعون على البيان إنه “لا يسعنا سوى أن نتوجه إلى كل القوى والضمائر الحية للعمل على وقف مسلسل انتهاك تاريخ بلادنا على الفور، ومحاسبة المسؤولين عن جريمة تدمير هذه المنطقة التراثية الفريدة من نوعها، كما نعلن أننا سنتوجه ببلاغ للنائب العام ضد كل من وزراء السياحة والآثار والأوقاف ومحافظ القاهرة بأشخاصهم وصفاتهم وكذا المسؤولين عن التنسيق الحضاري، وكافة الجهات المشاركة في أعمال الإزالة والهدم، ونطالب بفرض الحراسة اللازمة لمنع تبديد وتدمير المزيد من هذه المباني التاريخية وما تحويه من قطع أثرية نادرة، وسحب كافة معدات الهدم منها وتقييم الأضرار التي لحقت بهذه المنطقة”.
وأشاروا إلى أنهم سوف يعلنون لاحقا عن عدد من الخطوات والإجراءات لمواجهة ذلك، مؤكدين “ما زلنا علي أمل أن تصل مطالبنا إلى أذن واعية قادرة علي الاستماع لصوت المتخصصين ومحاسبة المسؤولين عن تدمير تراثنا حفاظا علي مقدرات وثروات هذا الوطن وتاريخه”.
يذكر أن من بين الموقعين على البيان من الهيئات الاجتماعية والأحزاب؛ جمعية المعماريين المصرية، وأحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، العيش والحرية، والدستور، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
كما وقع على البيان من مبادرة إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية د. جليلة القاضي، أستاذ التخطيط بجامعات فرنسا، م.أ طارق المري، استشاري الحفاظ على التراث الثقافي ، والكاتب ميشيل حنا.، والمحامي الحقوقي خالد علي.
ومن المفكرين والسياسيين وقع، الدكتور حسام بدراوي، والدكتور محمد أبو الغار، والدكتور جودة عبدالخالق، والدكتور محمد غنيم، وضياء الدين داوود، وعمار علي حسن، وجمال زهران.
ومن الشخصيات العامة التي وقعت على البيان الدكتور زهدي الشامي، والدكتور يحيى القزاز، والشاعر زين العابدين فؤاد، والكاتبة إكرام يوسف، والمحامي طارق العوضي، والدكتورة منى مينا.