خطاب من الأطباء للصحة بشأن مستشفى العزل ببني سويف: لا تصلح لهذه الأسباب (مستند)
المستشفى ۱۲ مبنی بین مزالة أو آيلة للسقوط ولا يعمل منها إلا 3.. ولا يوجد سكن للأطقم الطبية ونقص في الأجهزة وحمام مشترك للجميع
عبد الرحمن بدر
أرسلت نقابة الأطباء شكوى عاجلة إلى وزيرة الصحة د.هالة زايد، تخص أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصى والتى تم تخصيصها مؤخرا كمستشفى لعزل مرضى فيروس كورونا دون جاهزيتها.
وذكرت النقابة أنه لايوجد بها سكن للأطباء ولا للتمريض أو العمال وأيضا تفتقد المستشفى لأهم الأجهزة التشخيصية ومشاكل أخرى سردها الأطباء فى شكواهم التى أرسلتها النقابة للوزارة من واقع دورها فى التعاون مع الوزارة فى مواجهة تفشى وباء كورونا.
وأوضحت الشكوى أنه لا يوجد بالمستشفى جهاز أشعة مقطعية حيث تعطل منذ ۲۰۱۷ وتم تكهينه في ۲۰۱۹ بالإضافة إلى أن الخدمات المعاونة من بنك دم ومعمل وأشعة لا تتطابق بنيتها التحتية ومواصفات الجودة بمكافحة العدوى وهي حاليا تشغل أماكن مؤقتة، كما لا يوجد مطبخ بالمستشفى منذ ۲۰۱۰ ويتم الطبخ في مطبخ مستشفي الصدر وتورد الوجبات جاهزة .
وأشارت النقابة إلى أن المستشفى حاليا عبارة عن ۱۲ مبنی مابین مزالة أو آيلة للسقوط ولا يعمل بها إلا 3 مباني ونسبة التطوير لا تتعدى 30 إلى 40 بالمائة والقسم الوحيد المطور بشكل كامل ويشغل مكانه الأساسي هو العناية المركزة وهو بالمناسبة يمثل 50 بالمائة من قوة عنايات المركزة والحضانات الحكومية مجتمعتين بالمحافظة.
وجاء نص الشكوى المرسلة كالاتى .
السيدة الدكتورة / هالة زايد وزيرة الصحة
تحية طيبة وبعد
– من واقع واجب النقابة في التعاون مع وزارة الصحة وجميع أجهزة الدولة المختصة بمواجهة تفشي فيروس كورونا، نود أن نحيط سيادتكم علما بشكوى العديد من أطباء فريق العزل بمستشفى بني سويف التخصصي (إحدى المستشفيات المخصصة لعزل مرضى فيروس كورونا) وهي كالتالي: –
إن المستشفى قيد التطوير منذ عام ۲۰۱۳ وأعمال التطوير نفسها قد توقفت منذ عدة أشهر، وبالرغم من ذلك سارع الأطباء بالتطوع للانضمام لفرق العزل بالصفوف الأولى آملين أن يقوم المسئولون بسرعة استدراك النواقص حتى يتسني تأدية الخدمة على أكمل وجه، إلا أنهم فوجئوا بمضي الوقت دون أي تغيير في بنية المستشفى وخدماتها حتى فوجئوا بالبدء في إجراءات تحويل المستشفى لتكون مستشفى عزل دون جاهزية المستشفى تماما لتلك الخطوة العاجلة، وذلك للأسباب الآتية:
1- لا يوجد سكن للأطباء بالمستشفى ولم يتم عمل حساب ذلك أصلا بأعمال التطوير من جهة الإسناد مديرية صحة بني سويف)، وعلم الأطباء بأنه من المخطط تسكين الأطباء بغرف الإدارة الضيقة بأسرة ذات دورين بمعدل أربعة بكل غرفة رغم أن ذلك يتنافى مع مخطط الوزارة السابق للتخطيط النمطي لسكن مستشفيات العزل وضرورة التباعد الإجتماعي داخل السكن، وبما يهدد بكارثة صحية قد تحدث في حالة إصابة أحد الأطباء بالعدوى إضافة إلى وجود حمام واحد مشترك للجميع.
۲- لا يوجد سكن للتمريض أو العمال بالمستشفى ولم تسند أيضا في خطة أعمال التطوير، وبالتالي فإن المخطط الجديد يشمل تسكين العمال والممرضين بمبنى العيادات الخارجية وهو غير مطابق المواصفات السكن حيث أن الحوائط زجاجية كاشفة والحمامات غير كافية ( اثنان فقط لكل دور کامل)، كما أن تصميم المبني لا يسمح بتركيب بوابات تعقيم بمداخل المبنى.
٣- لا يوجد بالمستشفى جهاز أشعة مقطعية حيث تعطل منذ ۲۰۱۷ وتم تكهينه في ۲۰۱۹ بالإضافة إلى أن الخدمات المعاونة من بنك دم ومعمل وأشعة لا تتطابق بنيتها التحتية ومواصفات الجودة بمكافحة العدوى وهي حاليا تشغل أماكن مؤقتة، كما لا يوجد مطبخ بالمستشفى منذ ۲۰۱۰ ويتم الطبخ في مطبخ مستشفي الصدر وتورد الوجبات جاهزة .
4- المستشفى حاليا عبارة عن ۱۲ مبنی مابین مزالة أو آيلة للسقوط ولا يعمل بها إلا 3 مباني ونسبة التطوير لا تتعدى 30 إلى 40 بالمائة والقسم الوحيد المطور بشكل كامل ويشغل مكانه الأساسي هو العناية المركزة وهو بالمناسبة يمثل 50 بالمائة من قوة عنايات المركزة والحضانات الحكومية (مجتمعتين بالمحافظة وهي تعمل ٢٤ ساعة يوميا 7 أيام بالأسبوع وتتحمل طوارئ الإسعاف والحوادث 4 أيام بالأسبوع وحدها وبالمشاركة مع مستشفى جامعة بني سويف ثلاثة أيام أخرى ، فضلا عن إنها تمثل مستشفى الإحالة الرئيسي لكل المستشفيات المركزية بالمحافظة طوال الأسبوع والتي بها قسم حروق بالمحافظة.
5- لم يتم تدريب الأطباء والتمريض على أساليب مكافحة العدوى للفيروس المستجد ولا طوارئ الأمراض الصدرية سوى تدريب وحيد ليومين بنهاية مارس الماضي بمديرية الصحة وتم تأجيل باقي التدريبات لتعطل شبكة الفيديو كونفرانس حديثة التركيب بالمستشفى.
برجاء من سيادتكم إعادة دراسة الأمر طبقا للمعطيات المذكورة وحفاظا على الطاقم الطبي من انتشار العدوى بينهم وبين المواطنين في ظل الظروف المذكورة.
يذكر أن وجه أطباء فريق العزل بمستشفى بنى سويف التخصصي، وجهوا رسالة إلى رئيس الجمهورية، يشكون فيها من تحويل المستشفى لمستشفى عزل لمواجهة فيروس كورونا، دون جاهزيتها لهذه الخطوة، لافتين إلى أن الأطباء وفريق التمريض لم يتدربون على أساليب مكافحة العدوى للفيروس المستجد ولا طوارئ الأمراض الصدرية سوى تدريب وحيد لمدة يومين.
من جانبها، علقت الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء السابقة، على شكوى أطباء مستشفى بني سويف التخصصي، قائلة إن «تطوع هؤلاء الأطباء يقطع باستعدادهم لتقديم الجهد الواجب وتحمل المخاطر لنجدة أهلنا المصابون بالوباء، ولكنهم في هذه الشكوى يوضحون أن المستشفى غير جاهزة لاساسيات مكافحة العدوى».
وشددت أمين عام نقابة الأطباء السابقة، أن بدء العمل بمستشفى بني سويف التخصصي كمستشفى عزل «خطير على المرضى الذين سيرسلون لها، وعلى الأطقم الطبية التي ستعمل بها دون وجود اساسيات مكافحة العدوى الأساسية».
واستطردت: «أبسط ما تحتاجه أطقمنا الطبية ، هو أن يكون هناك اهتمام حقيقي بحمايتهم – بقدر الامكان – أثناء قيامهم بدورهم في التصدي لجائحة كورونا»، لافتة إلى أن الأطقم الطبية مستعدة للتطوع ومجابهة الخطر، «ولكن بالتأكيد لا أحد يقبل الإحساس أن سلامته والحفاظ على حياته ليست محل اهتمام وهو يقوم بهذه المهمة السامية».