تنتظر أصحابها.. مقاعد شاغرة على موائد أسر المعتقلين على الإفطار.. اذكروهم وقت تجمعكم في رمضان
محمود هاشم
انطلق مدفع إفطار رمضان في أول أيامه، سارعت الأسر على إعداد موائدها بأشهى المأكولات، وسط أجواء وتجمعات عائلية لم تمنعها تداعيات فيروس كورونا المستجد، على الناحية الأخرى بقيت مقاعد شاغرة وأطباق فارغة على موائد أسر المعتقلين والمحبوسين احتياطيا، كانت محجوزة لأصحابها لمشاركة الأسر فرحة الإفطار، لتقف في وجوههم ظروف الغياب، ومخاوف متواصلة من أوضاعهم داخل السجون.
في الوقت الذي شهدت البلاد عاصفة ترابية شديدة، منذ صباح اليوم، أبدت الصحفية إكرام يوسف قلقها على نجلها المحامي الحقوقي زياد العليمي، وجميع المعتقلين السياسيين، خاصة مع معاناته من أزمة ي التنفس.
وقالت إكرام: “الجو قلب تراب، ربنا يهون على اللي عندهم حساسية، زياد بيجيله أزمات تنفس، أعرف منين أن البخاخة اللي عنده خلصت ولا لأ؟”.
الأزمة الصحية التي يمر بها زياد داخل محبسه، يعيش أزمة الناشط والمدون علاء عبدالفتاح أزمة مماثلة لها، حيث ما يزال مضربا عن الطعام بشكل كامل لليوم الـ12 على التوالي، رغم سوء أوضاعه الصحية.
وتقول شقيقته منى سيف: “علاء مبياخدش أي مصادر للسكر، لا عصاير ولا عسل، فقط مياه ومشروبات سخنة سادة- لو أتاحوها”.
وتضيف: “الحاجة المهمة جدا بقى هي أن علاء ضروري ياخد محلول جفاف وإلا هيتدهور بسرعة جدا، وإحنا على مدار الأسبوع اللي فات حاولنا كل يوم ندخل محلول جفاف واترفض، أنا مش فاهمة خالص المسؤولين عن النوع ده من القرارات بيحاولوا يوصلوا لإيه، بس عامة إحنا مش هنبطل نحاول”.
وحملت منى كل ظابط في سجن شديد الحراسة مسئولية صحة وسلامة شقيقها وكل المعتقلين معه، موضحة أن المسؤولية الرسمية تقع على مأمور السجن ورئيس مباحث السجن وعلى النيابة والقضاء المسؤولين عن استمرار حبسه رغم سقوط أمر الحبس.
وبعثت الصحفية مديحة حسين، زوجة الصحفي النقابي والناشط العمالي هشام فؤاد، رسالة افتراضية له، مذكرة إياه بطقوس الأسرة خلال شهر رمضان في ظل وجوده معها.
وقالت: “صباح الخير يا إتش، كل سنة وأنت طيب ورمضان كريم، في الوقت ده كنت دايما تتصل وتهنى الأهل والصحاب وتحول البيت لسنترال”، وتابعت: “ربنا يفرج الكرب وتخرج بألف سلامة وتنور بيتك، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم”.
أما نعمة هشام زوجة المحامي الحقوقي المحبوس محمد الباقر، ترى أن شهر رمضان فقد معناه تماماً هذا العام من دون وجود زوجها، بحكم غيابه عن الأسرة للمرة الأولى بعد اعتقاله.
تقول نعمة: “لأول سنة بدعي لجوزي ضمن المعتقلين، دون أي معنى معزول عننا بأسوار، وأكيد اليوم النهاردة كان تقيل جداً على روحه وقلبه، وإحنا في حالة عجز تامة، ومش بإيدينا غير الدعاء”.
صفحة الزميل الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور، كتبت: “النهاردة أول يوم رمضان، وأنت فى وسط عيلتك وأهلك، افتكر أن فى بيوت كتير مش هتحس بفرحة رمضان، لأن واحد منهم ناقص وبعيد عنهم فى السجن، افتكر مظلومين فى السجن هيفطروا بعيد عن أهاليهم، افتكروهم و ادعولهم”.
“في أول أيام رمضان وفي ظل إجراءات مواجهة كورونا، هل هناك عقل ومنطق أن يظل إسلام خليل محبوسا منذ أمس إلى الآن بسبب ١٠٠ جنيه مصاريف في جنحة من ٢٠١٦؟”، هكذا استفسر الباحث نور خليل عن مصير شقيقه الناشط السياسي المعتقل سابقا.
يتساءل نور: “هل هناك مسئول عاقل في قسم الساحل بشبرا أو مديرية أمن القاهرة أو وزارة الداخلية يوقف هذه المهزلة؟ هل من المنطق أو الإنسانية حبس شخص لسبب تافه في ظل هذه الظروف”.
أمس، تم توقيف الشقيقين في أحد الأكمنة، وتم اصطحاب إسلام لقسم شرطة الساحل واحتجازه فيه، وبعد سؤال المحامي أوضح أنه السبب عدم تسديده ١٠٠ جنيه في قضية منذ ٢٠١٦ في الإسكندرية، إلا أنها لم تظهر إطلاقا، وعندما حاولوا مع إدارة القسم تسديدها من خلاله رفضوا، وأصروا على تسديدها في الإسكندرية، لم يكن هناك وقت للتسديد أمس، واليوم وغدا إجازة، وبالتالي لن يتم التسديد غير يوم الأحد، وعلى الرغم من ذلك رفضت إدارة القسم الإفراج عنه مقابل تعهد بالتسليم.
وتابع: “لا توجد إجراءات قانونية يمكن اتخاذها في ظل هذا الوضع، وكل ما استطعنا فعله إرسال تليغرافات للنائب العام وقطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية والمجلس القومي لحقوق الإنسان، مستكملا: “لو حد يعرف طريقة ممكن نحل بيها المشكلة ينصحنا”.