حزب التحالف يستقبل وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الاتفاق على تشكيل جبهة لمقاومة التطبيع وتنسيق العمل الإعلامي والثقافي وعقد لقاءات دورية
مدحت الزاهد: القضية الفلسطينية هي قضية المصريين التي لا تُنسى.. والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مزجت ما بين النضال السياسي والنضال الجماهيري
نائب أمين عام الجبهة الشعبية: الاستيطان يتسارع بطريقة غير طبيعية في ظل محاولات التهجير.. والسياسة الإسرائيلية التي تقوم على التطهير
كتب – أحمد سلامة
استقبل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، السبت، وفدًا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضم جميل مزهر نائب الأمين العام، كايد الغول
عضو المكتب السياسي والمسئول الإعلامي، ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية، أحمد خريس عضو اللجنة المركزية.
وحضر اللقاء من حزب التحالف، رئيس الحزب مدحت الزاهد والخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني، وهشام إسماعيل وأحمد سعد عضوا المكتب السياسي.
واتفق الجانبان خلال اللقاء على تشكيل جبهة لمقاومة التطبيع، بالإضافة إلى التبادل الإعلامي والثقافي، وكذلك تبادل الكراسات والوثائق، بالإضافة إلى عقد لقاءات مفتوحة بصفة دورية.
وفي بداية اللقاء تحدث مدحت الزاهد، حيث رحب بالحضور، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية المصريين التي لا تُنسى، مشددًا على أن “كل المصريين يولدون بهوى فلسطين”.
وأشار الزاهد إلى أن حزب التحالف نشأ من رحم ثورة يناير وتشكلت رؤيته من قلب الميدان، مضيفًا “لذا فنحن نعتبر كل الأحزاب الاشتراكية أحزاب صديقة ورفيقة وجوهر نشطانا هو بناء كتلة، عقدنا 3 مؤتمرات آخرهم كان في أكتوبر الماضي، وظلت خلالهم مسألة النضال الفلسطيني، وفلسطين الموحدة من النهر إلى البحر هي القضية الثابتة في كل أدبياتنا”.
وتابع “الهدف الاستراتيجي الأبرز بالنسبة لنا هي القضية الفلسطينية، ففلسطين حاضرة في كل وثائقنا وأنشطتنا، ونؤكد دوما على مسألة العدوانية التي تنتهجها إسرائيل، وهي قضية متجذرة داخل الشعب المصري”.
واسترسل الزاهد “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مزجت ما بين النضال السياسي والنضال الجماهيري والشعبي، ولم تجعل حمل السلاح ينحرف بها عن تعميق البُعد الجماهيري وأدركت أن مسيرات العودة هي العمل الأقوى لصالح القضية الفلسطينية”، مضيفا “إن مسيرات العودة تأثيرها أكبر من القنابل والمدافع، لكن من حق كل شعب أن يختار وسائله للمقاومة، أشكال المقاومة تتنوع وهناك بالطبع مشروعية لاستخدام القوة في سبيل استعادة الأرض المغتصبة”.
من جانبه، قال جميل مزهر، نائب الأمين العام، إن “حق العودة الذي تصر عليه الأطراف الفلسطينية هو حل مرحلي، فنحن متمسكون بالأصل، وبأن تكون كل فلسطين للفلسطينيين”.
وأعرب نائب الأمين العام عن تطلعه إلى التعاون مع حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وقوى اليسار المصري، مشيرًا إلى أنه “جرت عملية تجديد واسعة والاستثناء الوحيد كان للأمين العام أحمد سعدات المعتقل في سجون الاحتلال لرمزيته بالنسبة إلى الحركة وحصانته في مواجهة الإسرائيليين”، مضيفًا “نحن أمام هيئات جديدة تشكلت، دورة المؤتمر 6 سنوات، وكذلك المؤتمر الوطني العام كل 6 سنوات، دورات الأقاليم كل 3 سنوات”.
وشدد على أن “المؤتمر كان مهما رغم كل الظروف التي نعيشها ورغم الاحتلال والتغول، لأنه تعزيز للديمقراطية”، لافتًا إلى أن “المؤتمر انعقد على عدة حلقات.. في غزة، في السجون، في الخارج، أما في الضفة الغربية فقد نُظم بشكل سري بسبب ملاحقات ومطاردات الأمن”.
واستطرد “فيما يتعلق بالوضع السياسي فنحن نعيش لحظة من أخطر اللحظات والمراحل على الواقع الفلسطيني، مع صعود اليمين الفاشي الإسرائيلي، الذي تجسدت ممارساته في محاولة تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى ومحاولة اقتحامه أكثر من مرة”.
ونبه إلى أن “الاستيطان يتسارع بطريقة غير طبيعية، بضوء أخضر أمريكي، في ظل محاولات التهجير، والسياسة الإسرائيلية التي تقوم على التطهير والتهجير أو التعايش في إطار الدولة اليهودية، وهو ما يقابله في غزة حصار دائم ومستمر”.
واستكمل “في مقابل فإن هناك مخاطر تحيق بالدولة الإسرائيلية في ظل الصراعات القائمة بين فئاتها، هذا الصراع يتخذ عدة أشكال آخرها أزمة قانون (التعديلات القضائية) وهو يهدد النسيج الإسرائيلي الذي يعيش أزمة حقيقية”.
وأردف “إسرائيل تعيش في ظل حالة من القلق بسبب المقاومة في الضفة الغربية، وفي كل مكان، فتصاعد العمليات يشكل قلقا لدى الكيان وحكومته”.. مضيفا “تنامي حالة المقاومة في الداخل الفلسطيني، إلى جانب الأزمة الداخلية، إضافة إلى جبهة الشمال وما تمثله من ضغوط، كل تلك العوامل تشكل قلقا وجوديًا لإسرائيل، إلا أن الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين يُضعف موقفنا وإسرائيل تُغذي هذا الانقسام”.
واستدرك نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “لذلك فإننا في الجبهة نبذل المحاولات من أجل إنهاء حالة الاستقطاب الحاد بين فتح وحماس، بإضافة تيار ثالث عابر للأيدلوجيا”.
وفيما يتعلق بالتطبيع، قال مزهر إنه كانت هناك هرولة غير طبيعية في فترة من الفترات لتطبيع العلاقات، غير أنه مع صعود اليمين الإسرائيلي تراجعت وتيرة التطبيع، وارتبط ذلك بالتغيرات على مستوى العالم ، فالسعودية على سبيل المثال بدأت تحررًا تدريجيًا من السيطرة الأمريكية وهذا ما سبب تراجعا في عملية التطبيع التي كانت جارية على قدم وساق.
لكنه أضاف “إلا أن منع التطبيع بحاجة إلى جهد الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية في العالم العربي وإضطلاعها بدورها، هذا يحتاج إلى جهد لإنتاج حواضن لتوحيد الجهود عبر الأقطار وعبر المنطقة العربية لتعميق عزلة إسرائيل”.
من جهته، شدد إلهامي الميرغني عضو المكتب السياسي بحزب التحالف على أن هناك حاجة ماسة إلى “بلورة رؤية يسارية جديدة لقطب آخر على الصعيد العالمي”، مشيرًا إلى أن “لدينا مؤلفات سمير أمين الذي طرح فكرة أممية الشعوب في مواجهة أممية العولمة”.
ولفت الميرغني في ختام اللقاء إلى أن هناك مساعٍ مشتركة بين الحزب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبرزها التعاون الإعلامي وتوحيد الجهود لمقاومة التطبيع لأنه من المهم والضروري أن يكون هناك تعاون كامل بين قوى اليسار.