وزير الدفاع الإيطالي: النمو الاقتصادي لإفريقيا هو الأساس لحل مشكلة الهجرة.. وأوروبا تستثمر في القارة السمراء 7 أضعاف الصين
كتب – أحمد سلامة
أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو أنه لدى بلاده واجبًا أخلاقيًا يُحتم مواصلة دعم الشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي المستمر منذ أشهر.
وقال الوزير في مقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي، إنه أمام العدوان الروسي على أوكرانيا، إيطاليا لم تكن تستطيع أن تظل غير مبالية ولذلك قررت بالاتفاق المشترك مع المجتمع الدولي وشركائنا الرئيسيين (حلف الناتو والاتحاد الأوروبي) مساعدة الشعب الأوكراني.. مشددًا على أن الحرب الروسية تهدد قيم السلام و الاستقرار في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتعايش السلميبين الدول وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ سلامة أراضي الدول وعدم انتهاك حدودها، التي لا يمكن تغييرها بالعدوان وأعمال القوة في تحد للقانون الدولي، لذلك تساهم بلادنا في المقاومة في كييف عبر إرسال مساعدات ليست فقطمعدات عسكرية ولكن مدنية أيضًا مثل المولدات لإضاءة المدن من جديد.
ولفت الوزير الإيطالي إلى أنه خلال الاجتماع القادم لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في بألمانيا سنقرر مع الحلفاء إرسال المزيد من المساعدات التي بالنسبة للجانب الإيطالي ستتحول إلى مرسوم سادس محتمل.
وفيما يتعلق بمنطقة البحر المتوسط، قال وزير الدفاع الإيطالي، “أمن البحر المتوسط الذي يكتسب أهمية حيوية بالنسبة لنا يعاني من تداعيات خطيرة من الصراع في أوكرانيا الذي أدى إلى تفاقم التوترات الموجودة بالفعل في المنطقة. لهذا السبب أنا متأكد من أنها منطقة من الواجب حمايتها، فأمنهاإستراتيجي لأوروبا ولكل الدول المجاورة لهذا البحر الذي هو أحد الأعمدة الفقريةالحيوية للاتصالات وإمدادات الطاقة وطرق التجارة. أعتقد بشدة أن أوروبا يجبأن تستثمر بطريقة فعاله في أفريقيا لأنه فقط من خلال تشجيع نمو نصيب الفردمن الناتج المحلي الإجمالي ونمو الاقتصاد والثقافة في البلدان الأفريقية سيكون من الممكن المساهمة في ضمان الاستقرار والنمو في القارة بأكملها الأمر الذييسهم في تقليل التوترات أيضًا في حوض البحر المتوسط”.
وشدد الوزير على أن “النمو الاقتصادي لأفريقيا، مع تبني الاتحاد الأوروبي لسياسة براجماتيةوموحدة ، هو أساسي لحل مشكلة أبعادها متنامية وهي الهجرة وأيضًا الاختراق الاقتصادي والتجاري والجيوسياسي من قبل بعض الدول الأخرى المنافسة لنا. أوروبا تستثمر سبعة أضعاف ما تستثمره الصين في إفريقيا وخمسة وعشرين ضعفًا ما تستثمره روسيا ولكن مع نتائج مختلفة تمامًا، فللصين وروسيا (وليس أوروبا) وجود مهم في إفريقيا”.
وحول الشرق الأوسط قال إن “الاتفاقيات الإبراهيمية تعد خطوة مهمة إلى الأمام من أجل السلام والاستقرار فيالشرق الأوسط. العلاقات بين إيطاليا وإسرائيل تكتسب أهمية مطلقة وبالأخصفي ظل التغيرات في المشهد الجيوسياسي. العلاقات الثنائية بين إيطالياوإسرائيل تكتسب أهمية حاسمة في تحقيق الأمن وتنفيذ أنشطة التعاون فيجميع القطاعات بما في ذلك الدفاع. التعاون الصناعي بين إيطاليا وإسرائيلاليوم وثيق وضروري وذلك أيضًا بفضل المذكرات الموقعة بين البلدين.”
واستكمل “إيطاليا حاضرة في الشرق الأوسط مع جنودها في لبنان على الخط الأزرق ولذلك تسهم في استقرار المنطقة وأمنها. الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بعد سنوات من المفاوضات المكثفة يمثل نتيجة تاريخية. إنه نقطةتحول مهمة في العلاقات بين البلدين حيث يمكن أن تمثل ليس فقط عاملاً منعوامل الاستقرار في المنطقة ولكن أيضًا للنمو الاقتصادي، مع استغلال مواردالطاقة في مياه شرق البحر المتوسط”.