9 منظمات حقوقية تدعو لوقف تنفيذ حكم إعدام جماعي من محكمة الطوارئ ضد 16 شخصًا وإعادة محاكمتهم أمام القضاء الجنائي العادي
المنظمات: تنفيذ الإعدام سيكون بمثابة مثال على غياب الإرادة السياسية لإحداث تغيير فيما يتعلق بمنظومة العدالة الجنائية في مصر
طالبت 9 منظمات حقوقية رئيس الجمهورية بوقف تنفيذ حكم الإعدام الجماعي الصادر ضد 16 شخصًا في يوليو 2021، في القضية رقم 303 لسنة 2018، والمعروفة إعلاميًا باسم “تفجير أتوبيس الشرطة بالبحيرة”. وقالت المنظمات في بيان مشترك، الأربعاء، إن هذا الحكم الجماعي صدر بعد محاكمة جائرة أمام محكمة استثنائية لا تخضع أحكامها للطعن أمام أية جهة قضائية أخرى، وهي محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ دمنهور؛ وطالبت بإعادة محاكمة المتهمين أمام القضاء الجنائي العادي، خاصة في ظل قرار إنهاء حالة الطوارئ في شهر أكتوبر الماضي.
ولفت البيان إلى أنه تعود أحداث الواقعة إلى شهر أغسطس من عام 2015، حين تعرض أتوبيس للشرطة لاعتداء بعبوة ناسفة في منطقة محلة الأمير التابعة لمركز رشيد بمحافظة البحيرة، ما أسفر عن وفاة ثلاثة من أفراد الشرطة وإصابة آخرين.
وأضاف البيان: “وثقت المنظمات الحقوقية طائفة من الانتهاكات التي تعرض لها المحكومون في هذه القضية، وهي الانتهاكات التي جردت محاكمتهم من الحد الأدنى لمعايير المحاكمة المنصفة؛ حيث تم القبض على المتهمين بعد الواقعة بعدة أيام بناء على تحريات مجهولة المصدر، وأثبت المتهمون في تحقيقات النيابة تعرضهم لانتهاكات عديدة منها القبض العشوائي والإخفاء القسري والتعذيب البدني الشديد، كما تم التنكيل ببعض أفراد عائلات المتهمين وترويعهم لإجبار ذويهم على تسليم أنفسهم”.
وقالت المنظمات: الانتهاك الأبرز تمثل في إحالة القضية لمحكمة طوارئ استثنائية في عام 2018، بالرغم من وقوع الجريمة قبل إعلان حالة الطوارئ في 2017، ما يعني أن الحكومة المصرية استخدمت قانون الطوارئ بأثر رجعي في هذه القضية من أجل حرمان المتهمين من حقهم في محاكمة طبيعية أمام كافة درجات التقاضي، ثم صدر بحقهم حكم جماعي بالإعدام وصدق عليه الحاكم العسكري في شهر يناير الماضي”.
وتابع البيان: المنظمات الموقعة تدين استمرار الوتيرة المتسارعة لإصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، والتوقيع الجماعي لهذه العقوبة القصوى التي لا يمكن التراجع عنها بعد التنفيذ؛ ومساواة عشرات المتهمين فى المراكز القانونية دون إعمال لمبدأ المسؤولية الجنائية الفردية، خاصة بعد محاكمات تخلو من ضمانات العدالة؛ فضلاً عن عدم وجود آلية للطعن على أحكام محاكم أمن الدولة طوارئ.
وأضافت المنظمات: يأتي هذا الحكم في إطار توسع منظومة العدالة الجنائية المصرية في استخدام عقوبة الإعدام منذ يوليو 2013، فمنذ ذلك الحين توسعت المنظومة القانونية في مصر في استخدام العقوبة سواء من خلال إصدار التشريعات الجنائية الجديدة في قانون الإجراءات الجنائية أو في قانون العقوبات، أو من خلال إعلان حالة الطوارئ في 2017، أدت هذه التشريعات لزيادة عدد الجرائم التي يعاقب مرتكبوها بالإعدام، كما أدّت إلى تقليص درجات التقاضي قبل تنفيذ الإعدام (بسبب التعديلات المدخلة على عمل محكمة النقض أو بسبب قانون الطوارئ)، فضلًا عن التوسع القضائي في إنزال الأحكام بالإعدام على عدد كبير من المتهمين، مقارنةً بالسنوات السابقة، بل ومقارنةً بأغلب تاريخ مصر الحديث منذ عام 1952.
وقالت المنظمات إنها تطالب رئيس الجمهورية بوقف تنفيذ الحُكم المشار إليه، وبتعليق تنفيذ وإصدار أحكام الإعدام جميعها ولو بصورة مؤقتة إلى حين فتح نقاش مجتمعي واسع حول إلغاء العقوبة بشكل كامل.
وتابعت أنها تطالب بضرورة تعديل قانون الإجراءات الجنائية بحيث تمنع إحالة المدنيين المتهمين بجرائم معاقب عليها بالإعدام إلى أي محكمة استثنائية أو عسكرية لأي سبب كان، لضمان حقوقهم في المحاكمة العادلة بما يتضمنها الحق في الدفاع الفعال والحق في الطعن على الحُكم أمام محكمة النقض.
واختتم البيان: تطالب المنظمات الموقعة بإتاحة المجال لإعادة المُحاكمات بما يتسق مع الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقـوق الإنسان التي صدقـت عليها مصر، إن تنفيذ الحُكم المشار إليه سيكون بمثابة انتهاك صريح لكل ما سبق ومثال على غياب الإرادة السياسية لإحداث تغيير عملي وفعلي فيما يتعلق بمنظومة العدالة الجنائية في مصر.
المنظمات الموقعة:
المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
المفوضية المصرية للحقوق والحريات
حملة أوقفوا عقوبة الإعدام في مصر
مؤسسة حرية الفكر والتعبير
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب
كوميتي فور جستس
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
مبادرة الحرية