60 يوما من الغياب.. ابن الكاتب الصحفي توفيق غانم يروي معاناة شهرين من حبس والده: انتظره كل يوم
كتب- حسين حسنين
رسالة ممزوجة بالألم والفقد على غياب الأب الذي كان – بحسب ما حكى الابن – كل شيء في حياة ابنه، أب وصديق وزميل ومعلم، ولكن في لحظة ما غاب الأب وظل الابن وحيدا يحلم بلحظة خروجه من محبسه وعودته منزله سالما.
معاناة أسرة الصحفي توفيق غانم، تجسدها رسالة الابن صلاح غانم، بعد قرابة الـ60 يوما في الحبس الاحتياطي منذ القبض على الوالد من منزله والتحقيق معه أمام نيابة أمن الدولة العليا وحبسه باتهامات وفق قانون الإرهاب.
يقول الابن: “هو صديق لي أكثر من أب، في السنين الأخيرة بعد ما تخرجت ووالدي بقى موجود وقت أكتر فى البيت كانت فرصة لطيفة اننا نتعرف على بعض اكتر .. ده طلع اهلاوى زيى، شخص طيب ومتفاهم وقوى فى نفس الوقت ممكن اخد رأيه واتكلم معاه فى اى حاجة حرفيا وألاقى وجهة نظر من زاوية مختلفة”.
ويكمل: “بقى فى بينا صداقة زادت فى وقت الغلق مع بداية كورونا لما بقى اخواتى مسافرين وانا بس اللى موجود فى مصر وأيام كتير عدت مبشوفش حد غيره وبقى جزء من يومى انى هطلع اقعد معاه بليل وافتح أى قضية واقول رأى عكس اللى هو بيقوله عشان اعصبه ويشرح اكتر عن الموضوع”.
وقال الاب: “٦٠ يوم فاتو وانا بحاول اكمل بس فى فراغ وضلمة فى غيابه، فى اخر زيارة ليه كالعادة سألني عن كل الناس وكان مهتم يسمع اخبارهم ويطمن عليهم ويبعت سلامه للناس كلها، الكلام ده يمكن اتقال كتير بس تكراره واجب؛ لما التهمة المشهورة الانضمام لجماعة ارهابية تتوجه للصحفى والمحامى والباحث ومشجع الكورة وأى حد فى الشارع قال رأى مختلف أو حتى مقالش فانت هنا بتميع التهمة وبتقدم اكبر خدمة للارهابى الحقيقى. فياريت بالعقل كدة نفرج عن كل معتقلين الرأي عشان تبقى جهود محاربة التطرف والارهاب متوجهة فى المكان الصح، وعيد سعيد على الجميع”.
وفي 27 مايو الماضي، ظهر غانم في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في اتهامه ببث ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.
وطالبت منظمة العفو الدولية، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل وإطلاق سراح غانم البالغ من العمر 66 عاما، مطالبة في الوقت نفسه لحين إخلاء سبيله، بضمان تواصله مع عائلته ومحاميه وحصوله على الرعاية الصحية المناسبة.
فيما انضمت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إلى العفو الدولية في مطالبتها بإطلاق سراح غانم. وأشارت اللجنة في مناشدتها إلى ما جاء في التحقيقات مع غانم حول سؤاله عن حياته المهنية وعمله مع وكالة الأناضول.
وأصدرت أسرة غانم، بيانا يوم 27 مايو، قالت فيه إنه “في ظهر يوم الجمعة ٢١ مايو 2021، قامت قوات الأمن بالقبض عليه منذ منزله بمدينة السادس من أكتوبر بعد تفتيش منزله ومصادرة متعلقات شخصية منها هاتفه وحاسوبه الشخصي، دون كشف أي أسباب للقبض.
وجاء في البيان: “طوال الفترة الماضية (منذ 21 مايو وحتى ظهوره في النيابة يوم 27 مايو) لم نكن نعلم مكان احتجازه أو الجهة التي تحقق معه، بالإضافة لقلقنا على صحته، حيث إنه مصاب بمرض السكري وأمراض أخرى بسبب تقدم عمره، حيث يبلغ من العمر 66 عاما، ويحتاج إلى أدوية بشكل يومي، وقد أُبلغنا أنه تم عرضه يوم -26 مايو 2021- على نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس شرقي القاهرة – التي قامت بتوجيه تهمة الانضمام لجماعة إرهابية له، وتم حبسه احتياطيا لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق”.