4 صحفيين من بنجلاديش وإيران ونيجيريا وروسيا يفوزون بجائزة لجنة حماية الصحفيين: اعتقلوا وواجهوا ملاحقات قضائية انتقامية
أعلنت لجنة حماية الصحفيين أنها ستكرم 4 صحفيين من بنجلاديش وإيران ونيجيريا وروسيا بمنحهم جائزتها الدولية لحرية الصحافة لعام 2020.
وأشارت اللجنة في بيان أصدرته، اليوم الاثنين، أن الصحفيين الأربعة تعرضوا للاعتقال أو واجهوا ملاحقات قانونية انتقاماً منهم على عملهم، لافتة إلى أنها ستكرِّم أيضا المحامية أمل كلوني بمنحها جائزة غوين آيفل.
وقال المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، جويل سايمون، “مثل سائر الصحفيين الشجعان المتلزمين في كل مكان، سعى الصحفيون الذين تكرّمهم لجنة حماية الصحفيين إلى تغطية الأخبار دون خوف أو محاباة، وذلك لمصلحة مجتمعاتهم المحلية وبلدانهم والعالم. وقد كانوا يدركون أنهم سيواجهون قوى متنفّذة، وأعداء للحقيقة، ممن سيسعون إلى منعهم عن قيامهم بعملهم. أما الأمر الذي لم يتوقعوه، فهو جائحة كوفيد-19. فقد زادت هذه الجائحة من صعوبة العمل وخطورته، كما أنها جلبت حملة قمع شرسة لحرية الصحافة من قبل القادة المستبدين في جميع أنحاء العالم سعياً منهم لقمع الأخبار التي يرغبون بانتشارها، وتحت ذريعة حماية الصحة العامة”.
وذكر البيان أن الفائزين بالجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام 2020، والتي تقدمها لجنة حماية الصحفيين، هم شاهدول علّام (بنجلاديش)، و هو مصور صحفي ومعلِّق معروف، ومؤسس منظمة التدريب المتعدد الوسائط البنغالية، وقد احتُجز بعد أن نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حول احتجاجات الطلاب في دكا. وأمضى في السجن 102 يوماً، وقال إنه تعرّض للضرب أثناء احتجازه. وقد أفرجت عنه السلطات في نوفمبر 2018.
وتابعت اللجنة في بيانها أن الفائز الثاني هو محمد مساعد من إيران، وهو صحفي مستقل معني بالشؤون الاقتصادية ويحقق في قضايا الفساد، والاختلاس، وقضايا العمل، والعقوبات الاقتصادية، والاحتجاجات الشعبية. وقد أُجبر على الاستقالة من صحيفة ذات خط إصلاحي بسبب ضغوط مارستها الحكومة. وينشر محمد مساعد الأخبار على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وقد اعتُقل في أواخر عام 2019 بسبب تغريدة نشرها، وأفرج عنه في بدايات عام 2020. واعتقل لفترة وجيزة مرة أخرى في فبراير بعد أن انتقد تعامل الحكومة مع جائحة كوفيد-19.
واستكملت “دابو أولورونيومي (نيجيريا).. وهو أحد مؤسسي صحيفة ’بريميوم تايمز‘ النيجيرية، ورئيسها التنفيذي وناشرها، وظل مدافعاً عن حرية الصحافة في نيجريا على امتداد مسيرته المهنية الممتدة عقوداً من الزمن، وذلك على الرغم من المضايقات الحكومية المتكررة التي واجهها. واعتُقل مرتين قبل أن يقرر الاختباء في عام 1995، وفي السنوات الأخيرة، اعتقل مع أحد زملائه في عام 2017 عندما قامت قوات الشرطة بمداهمة مكتب صحيفته على خلفية اتهام الصحيفة بالتشهير”.
وأردفت أن الاسم الرابع هو “سفيتلانا بروكوفييفا من (روسيا).. وهي المراسلة الإقليمية لإذاعة أوروبا الحرة/ راديو الحرية، والمعروفة أيضاً باسم رايدو سفوبودا. وفي بدايات عام 2019، داهمت السلطات لأمنية منزلها وصادرت معداتها ومقتنياتها الشخصية وحققت معها. ووُجهت إليها تهمة “تبرير الإرهاب” وتم تجميد حساباتها المصرفية، وذلك بسبب تعليقات أدلت بها على المحطة الإذاعية المتحررة ’إيخو موسكفي‘ في عام 2018، حيث كانت تناقش حادثة تفجير انتحاري. وفي الشهر الجاري، أدانتها المحكمة وفرضت عليها دفع غرامة قدرها 500,000 روبل (6,980 دولار). وطالب الادعاء العام بسجنها لمدة ست سنوات.
ولفت البيان إلى أن مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين سيُقدّم جائزة غوين آيفل سنوياً لتكريم الالتزام المستمر والاستثنائي بحرية الصحافة. والفائزة بالجائزة لهذا العام هي المحامية أمل كلوني، والتي مثّلت مراسلين صحفيين مضطهدين في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم الصحفيان وا لون و كياو سو أو من وكالة ’رويترز‘، واللذان سجنا في ميانمار لمدة 17 شهراً. وتعمل أمل كلوني على تعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة عبر ’مبادرة مراقبة المحاكمات‘ التابعة لمؤسسة كلوني للعدالة، وتعمل المبادرة على مراقبة محاكمات الصحفيين في جميع أنحاء العالم، وتوفر تمثيلاً قانونياً مجانياً لمن يحتاجه من الصحفيين.
وسيتم تكريم الفائزين بالجوائز في 19 نوفمبر القادم، وذلك في الحفل الخيري السنوي الذي تنظمه لجنة حماية الصحفيين، ونظرًا للقيود المتعلقة بالسلامة والصحة لمواجهة جائحة كوفيد-19، سيكون الحفل هذا العام افتراضياً، وسيتضمن نبذات على شكل مقاطع فيديو، وقصص مؤثرة عن حرية الصحافة، وتقديم الجوائز، وخطابات قبول الجوائز، وسيتم بث هذه الفعاليات عبر الإنترنت ومشاطرتها في جميع أنحاء العالم.