4 سنوات خلف القضبان «عشان حضر جنازة».. الصحفي أحمد سبيع يبدأ عامه الخامس في الحبس الاحتياطي وسط مطالب بالإفراج عنه
أتم الصحفي أحمد سبيع، في 28 فبراير المنقضي، 4 سنوات في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه في نهاية فبراير 2020 وحبسه احتياطيا على ذمة القضية 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض عليه في 28 فبراير 2020، أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.
وطالب الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، يوم الجمعة الماضي، بالإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين، حيث قال عبر صفحته على “فيسبوك”: “يقترب شهر رمضان المعظم ولدينا زملاء غيبهم الحبس المطول عن موائد الإفطار مع عائلاتهم وذويهم، وتبقى مقاعدهم شاغرة لفترات طويلة امتد بعضها لسنوات تنتظر قرار رحيم بمراجعة أوضاعهم وإخلاء سبيلهم وتخفيف الصغوط عن قلوب أوجعها الفقد والبعاد وتعيد الفرحة لأسرهم”.
وأضاف: “نجدد مطالب نقابة الصحفيين بالإفراج عن كل الصحفيين المحبوسين وسجناء الرأي ومراجعة نصوص الحبس الاحتياطي وإصدار قانون منع العقوبات السالبة للحريات في جرائم النشر”.
ويواجه سبيع، في القضية رقم 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها مع العلم والترويج لأغراضها.
وهذه ثاني قضايا حبس سبيع، بعد تبرئته في الاتهامات الموجهة إليه في القضية المعروفة إعلاميا باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” في 2013، قبل أن يجري القبض عليه لاحقا.
وتزامنا مع إكماله 4 سنوات خلف القضبان، كتبت إيمان محروس، زوجة الصحفي المحبوس أحمد سبيع، عبر فيسبوك: “4 سنين عشان حضر جنازة تخيلوا !! وإجمالي 8 سنين من عمره وعمرنا”.
وأضافت: “لإنه صحفي حر اتقفل مكتبه واتسرق كل اللي فيه واتضيّق عليه وعلينا، ولادي كبروا بدون وجود أبوهم حاسين باليُتم رغم إنه حي”.
وتابعت: مش كفاية بقي ولا ايه؟! أنا علي يقين إن مفيش حاجة بتدوم لا ظلم دايم ولا السجن نفسه دايم لكن كُلي ثقة إن كل ساقٍ سيُسقي بما سَقي ولا يظلم ربك أحدا”.
وفي يونيو الماضي، نشرت محروس مقطع صوتي لابنتها “سيرين” وجهت خلاله رسالة إلى والدها، قالت فيها “إزيك يا بابا يا حبيبي، أنا سيرين بنتك الصغيرة، فاكرني؟ أنا جيت مع ماما الزيارة.. أنت واحشني قوي قوي يا بابا، أنا نفسي تيجي بقى معايا في البيت علشان نلعب سوا مع بعض.. أنا هستناك يا بابا”.
وعلّقت إيمان محروس على المقطع الصوتي، عبر صفحتها على موقع “فيس بوك”، قائلة: “سيرين بقالها مدة اتعودت إن لما تبقى عايزة تتكلم مع باباها أو تقوله حاجة تمسك الموبايل وتسجل فويسات على برنامج المسجل وتقولي عشان لما بابا يرجع يسمعها ويعرف إنه كان واحشني”.
وأضافت: “النهاردة صحيت على صوتها وهي بتسجل الفويس ده.. إيه اللي يوصل بنت الخمس سنوات تعبر بكده، لهيب الوحشة والحرمان من أبوها وهي بتقوله (أنا هستناك يا بابا)”.
وتابعت: “مين يتحمل كل ده أمام الله ماذا اقترفت لتُحرم، لتكبر وهي مفتقدة لوجود أبيها معاها، ليه مشاعرها المكسورة دي لا تحرك ساكن، ليه محدش بيراعي الله في الأطفال دول، منتظرين إيه من جيل كان أبسط أحلامه إنه يكبر في حضن أبوه ويمكن ده كل ما يحلمون بيه أساساً.. خرّجوا أحمد لولاده كفاية كده عليهم.. كفاية”.
كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على أحمد سبيع، في 2013، وجرى محاكمته في القضية التي عرفت باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” والتي انتهت بالحكم ببراءته بعد أن قضى في السجن 4 سنوات.
وجرى إطلاق سراح سبيع عقب حكم البراءة الصادر في مايو من العام 2017، حيث ظل حرا حتى فبراير 2020 وقرار قوات الأمن إلقاء القبض عليه وإدراجه على القضية المحبوس على ذمتها حاليا، حيث أوقفته قوات الأمن أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.
ويقبع 20 صحفيا خلف القضبان على ذمة قضايا سياسية، بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية. وتباينت فترات حبس الصحفيين المحبوسين بين أشهر وسنوات.
وتحتل مصر المركز 168 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً.