3 سنوات على حبس الصحفي معتز ودنان.. أزمة الـ1000 يوم في العقرب بلا تريض وزيارات تعد على أصابع اليد
المحامية هالة دومة لـ”درب”: ممنوع من الشمس وتمت زيارته في عامين 5 مرات.. ونطالب بإطلاق سراحه فورا
كتب- حسين حسنين
يكمل اليوم، الصحفي معتز ودنان، 3 سنوات في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه يوم 16 فبراير 2018 مع عدد من أقرباءه، بعد فترة من حواره الشهير مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات آنذاك.
3 سنوات قضاهم ودنان في الحبس الانفرادي ممنوع من أبسط الحقوق التي نص عليها الدستور والقانون لصالح المحتجزين، مع زيارات قليلة تعد على أصابع اليد خلال أكثر من 1000 يوم في الحبس الاحتياطي.
بدأت رحلة ودنان مع الحبس الاحتياطي المطول يوم 16 فبراير 2018 أثناء توجهه إلى زيارة عائلية، حيث أوقفت قوات الأمن السيارة الأجرة التي كان يقلها ودنان مع 3 من الأقرباء. في اليوم التالي أطلقت قوات الأمن سراح أقرباء ودنان، وظل هو رهن الاختفاء.
الحبس كان بعد أيام قليلة من حوار أجراه ودنان مع المستشار جنينة عقب الاعتداء عليه في الشارع، حيث تم القبض على جنينة يوم 13 فبراير 2018 وبعدها بـ3 أيام جاء توقيف ودنان.
وبعد 5 أيام من واقعة القبض عليه، وتحديدا يوم 21 فبراير 2018، ظهر ودنان في نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.
“من أول الحبس وهو في العقرب، ممنوع من التريض والشمس، حتى ساعة اليد ممنوع منها”.. هكذا وصفت المحامية الحقوقية هالة دومة، ظروف احتجاز ودنان خلال السنوات الماضية منذ القبض عليه.
وتقول دومة، في تصريحات لـ”درب”: “ظل ودنان ممنوعا من الزيارات في القضية الأولى، وكانت الزيارات بتصريح مسبق، ويكفي أن نقول أنه خلال أول عامين في الحبس تمت زيارته حوالي 5 مرات فقط، بينما القضية الجديدة يتم زيارته مرة كل شهر مثل باقي النزلاء”.
ظل ودنان منذ أول قرار للنيابة بحبسه وحتى يوم 7 مايو 2020، أي أكثر من المدة القانونية للحبس المنصوص عليها بـ24 شهرا، رهن الحبس في القضية رقم 441، حتى تقرر إخلاء سبيله على ذمتها.
ولكن في يوم 9 مايو، فوجئ محامي معتز وأسرته بتدويره على ذمة قضية جديدة، تحمل رقم 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بنفس الاتهامات السابقة التي قضى على أثرها عامين وشهرين في الحبس.
وتضيف المحامية هالة دومة لـ”درب”: “منذ بداية شهر مايو 2020 وحتى شهر سبتمبر 2020، كانت تجديدات النيابة لودنان في القضية الثانية جميعها على الورق، دون أن يحضر أي جلسة، سوى جلسة التحقيق الأولى”.
واعتبرت دومة أن “جلسات التجديد هي المتنفس الوحيد لـ ودنان حتى يخرج من محبسه، ومع ذلك مرت 4 جلسات تجديد أمام المشورة، لم يحضر أخر جلستين منهم وتم التجديد له على الورق أيضا”. واختتمت دومة حديثها حول ظروف حبس ودنان بالمطالبة بإطلاق سراحه.
وخلال الفترة الماضية، وفي مواجهة الانتهاكات ضده في محبسه، قال المرصد المصري للصحافة والإعلام إن ودنان لجأ إلى أداة “الاضراب عن الطعام” مرتين.
وبحسب المرصد “المرة الأولى كانت في 14 يونيو 2018، واستمر هذا الإضراب لمدة 3 أسابيع، وحينها اتخذ “ودنان” قرار الإضراب بسبب توقف ابنه “آدم” ذو الأربع سنوات عن الكلام جراء ما حدث لوالده، وكذلك بسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها داخل السجن، من حيث المنع من الزيارات، ومنع التريض نهائيًا، وعدم سماح إدارة السجن بدخول أي أدوات نظافة شخصية أو ملابس داخلية منذ لحظة حبسه احتياطيًا”.
وفي 1 يناير 2019 بدأ معتز ودنان إضرابه الثاني، بسبب قرب إتمامه عام من الحبس الاحتياطي، وتضامنت معه والدته هذه المرة، فبدأت هي الأخرى إضرابًا عن الطعام، في 15 مارس 2019، أي بعد مرور ما يقرب من شهرين ونصف من إضراب ابنها عن الطعام، حسبما ذكرت شقيقته في منشور لها على موقع “فيس بوك”، لكن حالتها الصحية تأثرت بشكل بالغ بعد أسبوع من الإضراب، فقررت إنهائه بتعليق المحاليل الطبية، وكذلك أنهى نجلها معتز ودنان الإضراب، حيث تكرر سيناريو الإضراب الأول وأجبرته إدارة السجن على فك الإضراب.
وحتى الآن ومازال ودنان قيد الحبس الاحتياطي المطول، في ظروف غير قانونية، فقط لقيامه بمهام عمله وإجراء حوارا صحفيا مع مسئول حكومي سابق.