3 أعوام على رحيل شادية.. معبودة الجماهير التي فتحت هويس المتعة.. واختارت الاعتزال في مجدها (وصلت لمرحلة لا شيء يعجبها)
عبد الرحمن بدر
غيب الموت الفنانة شادية «معبودة الجماهير»، مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات، لكنه ستظل باقية بأعمالها المتنوعة وإبداعها المتعدد، وبسيرتها الطيبة والمشاريع الخيرية والمساعدات الإنسانية التي كانت لا تتوقف عنها.
وبدأت الفنانة شادية -المولودة في فبراير عام 1934- مسيرتها الفنية في سن صغيرة جدًا، من خلال اختيارها كوجه جديد عندما كانت في السادسة عشر من عمرها، حيث نجحت في مسابقة شركة اتحاد الفنانين لاختيار وجوه جديدة.
اختار الفنان عبد الوارث عسر الذي كان يتولى تدريبها اسم شادية كاسم فني لها.
اختارها حلمي رفلة والفنان محمد فوزي في فيلم العقل في إجازة، والذي كان «فاتحة خير» ليكون إنطلاقه مميزة لها لتأخذ مكانة مرموقة بين بنات جيلها وتتفوق عليهن.
صلاح ذو الفقار وكمال الشناوي مع شادية.
كونت ثنائي شهير مع الفنان صلاح ذو الفقار، خلال بطولتهما في فيلم “أغلى من حياتي” وتزوجا في عام 1965، وهو الزواج لم يستمر سوى أربع سنوات، وبعد تدخل المقربين تزوجا مرة أخرى، إلا أن الشرخ الذي حدث من قبل كان سببا أيضا في الطلاق مرة ثانية عام 1972.
قدمت شادية مع صلاح ذو الفقار العديد من الأفلام مثل أغلى من حياتي، عفريت مراتي، كرامة زوجتي، وزوجتي مدير عام”.
ويعد الفنان كمال الشناوي هو أكثر النجوم الذي شاركته الفنانة شادية بطولة أكثر أعمالها، حيث قدما معا 27 فيلمًا، وتزوج الشناوي من أختها عفاف شاكر، ومن أهم الأفلام التي جمعتهما، فيلم “ارحم حبي، واللص والكلاب وساعة لقلبك”.
اعتزال وهي في قمة النجاح:
عام 1986 اختارت شادية الاعتزال بعد ظهورها الأخير فى الليلة المحمدية التي غنت فيها “خذ بإيدي” التي ذاع صيتها بعد الاعتزال.
وفى حوار نادر عام 1993 عرضه برنامج «معكم منى الشاذلي»، تحدثت شادية عن قرارها اعتزال الفن، وصرحت حينها بأن الشيخ الشعراوي هو السبب الرئيسي وراء اتخاذها هذا القرار.
وقالت شادية خلال الفيديو إنها كانت ستعتزل الفن قبل خوضها مسرحية «ريا وسكينة»، وأنها كانت وصلت لمرحلة بأنه لا شئ يعجبها من الروايات والأغاني التي يتم عرضهم عليها.
وذكرت شادية خلال الفيديو النادر أنها ناقشت فكرة الاعتزال مع المخرج حسين كمال، وفاجأها حينها بعرضه عليها المشاركة فى مسرحية جديدة، فاندهشت، وقالت إنها جاءت لتتحدث معه حول فكرة الاعتزال فكيف يعرض عليها أن تقدم عمل مسرحي لأول مرة فى حياتها، وعندما طرح عليها اسم الرواية «ريا وسكينة» انجذبت للإيفيه، وأخبرته بأنها وافقت أن تقدم المسرحية معه لتصبح هي المسرحية الوحيدة التي قدمتها معبودة الجماهير طوال تاريخها الفني.
وأكدت شادية خلال الفيديو إلى أن عملها بالمسرح جعلها تعود للمنزل فى وقت متأخر وتنتظر صلاة الفجر ولم تكن تصليه من قبل، ومن هنا بدأ مشوار رحلتها إلى الله فاعتادت أن تصلى الفجر وتوقظ والدتها للصلاة معها.
وفي هذه الفترة سافرت فى رحلة علاجية إلى أمريكا، وعادت منها إلى المملكة العربية السعودية لتؤدى مناسك العمرة، وبعدها غنت أغنية دينية ثم اعتزلت.
في كتابه عن شادية يقول الناقد أشرف غريب، وطوال إن الفنانة قدمت مئة وسبعة عشر فيلما (من أشهرها “معبودة الجماهير” مع عبد الحليم حافظ) ونحو خمسمئة عمل غنائي (من أشهرها “ياحبيبتي يامصر”) ومسرحية واحدة.
وحسبما يشير غريب كان ظهور شادية بعد الاعتزال عزيزا ونادرا، وفي مناسبات مفصلية واضحة بحيث يمكن بسهولة رصده، مثلما حدث في ذروة أحداث ثورة يناير 2011 “، التي أطاحت بحسني مبارك.
ويضيف: “ولهذا كله وغيره، فإن شادية جمعت بين محبة الجميع واحترامه على اختلاف المستويات والتوجهات، وهو ما يفسر سبب انفجار الشارع المصري والعربي محبة وتقديرا عقب إعلان رحيل شادية فى مظاهرة لم تتحقق لغيرها من نجوم الفن على مدى التاريخ”.